غزة / سما / حدّد المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، د. صلاح البردويل، ملامح عدة لسياسة حركته الخارجيّة والداخليّة، بعد انتخاب خالد مشعل مجدداً لرئاسة مكتبها السياسي؛ مؤكداً أنها تنبني بالأساس على هدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي تستمد "حماس" شرعيتها من خلال مقاومته وليس من الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها. وقال البردويل لصحيفة فلسطين المحلية التي تصدر من غزة السبت: "إنّ سياسة حماس الخارجية تهدف إلى إيصال الرواية الفلسطينية إلى الشعوب الغربية، لدفعها إلى اتخاذ القرارات بعيداً عن الرواية الإسرائيلية والروتين السياسي دون النظر إلى حقيقة ما يجري على الأرض"، مشدداً على أن أي حوار مع الدول الغربية خاصة أمريكا "لن يكون على حساب مبادئ الحركة إطلاقاً". وتأتي تصريحات البردويل في ظل المطالب الأمريكية التي حددتها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للاعتراف بـ"شرعيّة" حماس، أول من أمس، وتتمثل بالاعتراف بـ(إسرائيل) ونبذ (الإرهاب)، والموافقة على "شروط الرباعية الدولية". وأجرت "حماس" انتخابات مكتبها السياسي، الأسبوع الماضي، في القاهرة، وأفضت إلى تجديد انتخاب مشعل لرئاسة مكتبها، كما نتج عنها تولي رئيس الوزراء إسماعيل هنيّة منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. وتابع البردويل: "إن شرعية حماس لا تُعطى بصك من الولايات المتحدة، فصحيح أن الاعتراف الدولي يسهل قيام الدول لكن في حالتنا الفلسطينية لا نقبل أن يكون ذلك دون تحرير كامل فلسطين من البحر إلى النهر وتحقيق الأهداف الوطنية كاملةً". وأكمل: "إن أمريكا منحازة بشكل كامل إلى الاحتلال الصهيوني وتعادي الحقوق الفلسطينية"، لافتاً إلى أن حركته لا تسعى إلى العداء مع أمريكا لكنها لن تقبل بالتنازل عن الثوابت الفلسطينية، واصفاً في الوقت ذاته مطالب الولايات المتحدة بأنها "ضرب من الخيال". وشدد البردويل على أن النضال الفلسطيني وإنجازات المقاومة تفرض بنفسها، وتدفع الأوروبيين خاصة بعد اندلاع الثورات في بعض البلاد العربية، إلى طلب فتح الحوار مع حماس، وأن حركته لن تمانع ذلك وستمارس حقها في التعبير عن وجهة نظرها بشكل كامل. وعلى صعيد السياسة الداخلية لـ"حماس"؛ أوضح أنها تقوم على أمرين أولهما؛ تحقيق الوحدة الوطنية على أسس الثوابت الوطنية، مع حشد طاقات الأمتين العربية والإسلامية لدعم الفلسطينيين والمقاومة"، مضيفاً أن الأمر الآخر هو تحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة بتحرير الأرض والأسرى وعودة اللاجئين. وبهذا المعنى أكد البردويل أنه "لن يكون هناك أي تغييرات جذرية على سياسة حماس في المرحلة المقبلة إلا في حال قررت مؤسسات الحركة الكبرى كمؤسسة الشورى إجراء تعديلات معينة". انتفاضة قادمة من جهةٍ أخرى، قال المتحدث باسم حماس: إن حركته "في حالة حرب مع الاحتلال الإسرائيلي وإنها تنظر إلى تبادل الأسرى مع الاحتلال كطريقة مثلى للإفراج عنهم، كونه لن يبادر إلى منحهم الحرية بل يمارس سياسة القتل المتعمد بحقهم". ولم يستبعد البردويل اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة المحتلة حتى مع وجود "التنسيق الأمني" بين السلطة في رام الله و(إسرائيل)، مشيراً إلى أنها "قد لا تكون متوقعة ومع ذلك تندلع في أي لحظة فكلما زاد الضغط زادت معه فرصة حدوث الانفجار". وحول إمكانية اندلاع مواجهة مع الاحتلال تشمل الضفة المحتلة وقطاع غزة في آن، قال: "لا ينبغي أن نقزّم الأمور بهذا الشكل، فلماذا لا نقول إن المواجهة ستكون بمشاركة الأمة العربية بكاملها لأن الفلسطينيين امتداد لمشاعرها وإذا اعتقد الاحتلال أنه سيستفرد بنا فهو مخطئ فسلاحنا هو العمق العربي". وختم البردويل حديثه حول مزاعم تدريب حماس لأفراد من المعارضة السورية، بالقول: إن المعارضة لا تحتاج إلى حماس ولا إلى غيرها، وإن ذلك يأتي في إطار خلط الأوراق والزج بالفلسطينيين في المعركة السورية التي لا تتدخل حماس بها لأن جهدها ينصب على العمل داخل فلسطين فحسب".