القدس المحتلة / سما / ذكرت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم الاثنين أن أراضي الضفة الغربية قد شهدت تزايداً ملحوظاً في حالات الاعتقال بين الأطفال الفلسطينيين، مشيرة إلى أن شهر مارس/أذار الماضي شهد اعتقال العشرات من الأطفال والإساءة لهم إضافة إلى التعذيب الذي يمارس ضدهم في غرف التحقيق. ووفقاً لمعطيات ذكرتها مصادر فلسطينية وقامت بنشرها الصحيفة أن ما يقارب من 35 طفلاً تم اعتقالهم الشهر المنصرم في مدينة الخليل فقط والذين تتراوح أعمارهم بين 13-17 عاماً، فضلاً عن احتجاز العشرات في مواقع مختلفة كان أبرزها احتجاز ثلاثين طفلاً من مدرسة الخليل الأساسية. وبحسب ما نقلته الصحيفة عن شهود عيان فإن عدداً من الأطفال الذين اعتقلوا في مدرسة أساسية مؤخرا تعرضوا للضرب والإهانة والإذلال، موضحة أن الأطفال يخضعون لإجراءات اعتقال ومحاكمة لا تختلف كثيرا عن ظروف وأساليب اعتقال البالغين. وأوضحت الصحيفة أن الإذلال يشمل تقييد أيدي الأطفال وعصب أعينهم ووضع أوعية على رؤوسهم وتهديدهم بالكلاب وتخويفهم وإبقاءهم لساعات طويلة دون طعام، مؤكدة رصد آثار سلبية على كثير منهم بعد الاعتقال، بينها ضعف التحصيل الدراسي والصدمات والهوس والخوف. من جهتها أكدت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية على أن الفترة الأخيرة شهدت تصعيدا في اعتقال الأطفال، موضحة أن هذه الاعتقالات تتركز في مدن الخليل وبيت ولحم والقدس. وتشير المنظمة إلى توثيق عدد من الانتهاكات ترافقت مع عمليات اعتقال الأطفال، بينها اعتقال من هم دون سن 12 عاما، واعتقالهم في ساعات متأخرة من الليل، واستخدام العنف من قبل المحققين، ومخالفة القانون بالتحقيق مع الأطفال دون حضور ولي الأمر أو من ينوب عنه. وأشار مدير البحث الميداني في المنظمة إلى أن حملة الاعتقالات التي جرت مؤخرا في مدينة الخليل تمت بطريقة عشوائية وطالت 37 طفلا، منهم 14 طفلا تقل أعمارهم عن 12 عاما، بينهم عدد من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و 10 أعوام تم توقيفهم بشكل ينتهك القانون. وكانت معطيات نشرها نادي الأسير في رام الله الخميس قد أفادت بأن محاميه تعاملوا خلال شهر مارس/آذار مع 105 حالات اعتقال في القدس المحتلة، بينها 20 حالة لأطفال قصر.