خبر : الإندبندنت: إسرائيل مدمنة استيطان

الأربعاء 27 مارس 2013 11:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الإندبندنت: إسرائيل مدمنة استيطان



لندن / وكالات / وصفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إسرائيل بأنها "مدمنة استيطان" داعية الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الحيلولة بين إسرائيل وبين تدمير نفسها. واعتبرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني الثلاثاء أن الخطر الأكبر الذي يهدد مستقبل إسرائيل لا ينبع من صواريخ القسام أو برنامج إيران النووي، إنما ينبع من سياساتها الخاصة بالاستيطان. ورأت الصحيفة وصف أوباما خلال زيارته إسرائيل للمستوطنات بأنها "تأتى بنتائج عكسية"، وتأكيده على ضرورة تجميد النشاط الاستيطاني قبل استئناف المحادثات بأنه مثل إخبار المدمن بأن تعاطي الهيروين يأتي بنتائج عكسية. وعلقت الصحيفة على قول أوباما "إنه من الأهمية بمكان أن يكون المرء أمينا لا سيما مع الأصدقاء"، قائلة إن الأمانة وحدها لا تكفى، والأصدقاء الحقيقيين لا يسعهم الاكتفاء بالمشاهدة من بعيد والابتسام أمام الكاميرات تاركين من يحبونهم يدمرون أنفسهم ببطء. وأشارت الصحيفة إلى الثناء الذي حققه أوباما خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل وافتتان الإسرائيليين بشخصيته على مدار ثلاثة أيام، مسجلة استجابة الحضور بالتصفيق الحار لدعوة أوباما إسرائيل للاعتراف بحق الفلسطينيين في الحرية على أرضهم، زاعمة أن ذلك بمثابة دليل على أن "معظم الإسرائيليين يرغبون في السلام، لكن التعنت يكمن في القادة". وقالت "الإندبندنت" إن إسرائيل قد تساوم على الأرض أو السلام لكن ليس على الاثنين معا، مشيرة إلى قول أوباما خلال خطابه إنه باعتبار الوضع الديموجرافي الراهن غرب نهر الأردن (الضفة الغربية) يبقي طريق واحد أمام إسرائيل لكي تحيا وتزدهر كدولة يهودية وديمقراطية، هذا الطريق هو الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة والقادرة على الحياة. وعليه فإن إسرائيل، تقول الصحيفة البريطانية، قد تضطر مع نمو المستوطنات بالضفة الغربية إلى الاختيار بين اليهودية أو الديمقراطية، موضحة أنه حال استمرار تشبث إسرائيل بالأراضي المحتلة، فإن ذلك سيترتب عليه مستقبلا أن تتحكم أقلية يهودية في أغلبية عربية محرومة من حقوقها وهو ما يتنافى مع الديمقراطية. وأكدت "الإندبندنت" قدرة أوباما على استخدام نفوذه الهائل على إسرائيل إذا هو اختار ذلك، مشيرة إلى أن إسرائيل التي تعاني بالفعل عزلة عن المجتمع الدولي لن تملك سوى تغيير وجهتها حال تهديدها بفقدان التأمين الأمريكي اقتصاديا وسياسيا وعسكريا. ورأت الصحيفة البريطانية أن على أوباما أن يشعر القادة في إسرائيل بأن الصبر الأمريكي له حدود، وأنه ما لم تتخذ إسرائيل خطوات حقيقية لإنهاء الاحتلال والاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإنه لن يكون بإمكانها التعويل بعد ذلك على الدعم الأمريكي غير المشروط. واختتمت تعليقها بالقول أن طمأنة أوباما للإسرائيليين بوقوفه إلى جانبهم أمر جيد للغاية، ولكن ما لم يستخدم نفوذه لإجبار إسرائيل مدمنة الاستيطان على تغيير سلوكها، فإنه في واقع الأمر إنما يمكنها من مزيد من الأراضي الفلسطينية.