خبر : اوباما: على الفلسطينيين ان يعترفوا بان اسرائيل هي دولة يهودية../ اوباما في احاديث مغلقة: غير معني بالهجوم في سوريا../معاريف

الجمعة 22 مارس 2013 01:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
اوباما: على الفلسطينيين ان يعترفوا بان اسرائيل هي دولة يهودية../ اوباما في احاديث مغلقة: غير معني بالهجوم في سوريا../معاريف



في خطابه أمام مباني الامة دعا الرئيس الامريكي براك اوباما الجمهور الاسرائيلي الى الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاتخاذ خطوات شجاعة، ولكن عندما يدور الحديث عنه نفسه فانه يختار التصرف بشكل مختلف، هكذا يتبين من موقف اوباما من الوضع في سوريا، كما وجد تعبيره في المحادثات المغلقة مع  الرئيس في الايام الاخيرة. في زيارته الى اسرائيل دعا اوباما الجمهور الى اسماع "صوت أعلى" وغرس الشجاعة في نتنياهو "لاخذ المخاطر" لدفع السلام مع الفلسطينيين الى الامام واقامة دولة فلسطينية. وذكر الرئيس زعماء شجعان مثل دافيد بن غوريون، مناحيم بيغن واسحق رابين، مقابل سياسيين في الزمن الحالي الذين لم يذكر اسماءهم. وذكر غير مرة الاخلاق والفكر اليهودي المتعلق بـ "اصلاح العالم" الذي منحه الالهام للتقدم نحو السلام ومنح الاطفال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال ذات الفرص التي للاسرائيليين. وفي اثناء الوليمة الرسمية التي جرت أمس في مقر الرئيس بيرس استخدم اوباما ايضا تعابير مسيحانية تتعلق بالخلاص. ومع ذلك، في موقفه من سوريا يتبين أن الشجاعة واصلاح العالم ليست الامور التي تقود الرئيس. وهكذا، على حد قول مصدر امريكي فان اوباما يقول في محادثات مغلقة ان "اذا لم يفهمني الاسد، فانه مخطيء"، ولكن رغم ذلك فانه يبقي الخلاص السوري يسبح في دمائه.في لقاءات مغلقة، يشرح اوباما بان سوريا تعكس تحديات اكثر تعقيدا من التحدي الذي كان في ليبيا، هكذا حسب مصدر امريكي. ويوفر الرئيس تفسيرات منمقة عن الفوارق التي بين الحالتين. فسوريا، كما يدعي، تتشكل من مجموعات عرقية متنازعة في ما بينها؛ جيش الاسد أقوى من الجيش الذي كان للقذافي؛ والاساس، الرئيس يرفض اتخاذ قرار لا يقره مجلس الامن. وقد سبق لاوباما أن قال في اثناء المؤتمر الصحفي مع نتنياهو أول أمس ان سوريا ليست مشكلة اسرائيل أو مشكلة الولايات المتحدة، بل مشكلة الاسرة الدولية. ولكن ما العمل: روسيا وفي أعقابها الصين، وكلتاهما من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن، ترفضان اقرار اي عمل ضد سوريا. ومثلما ثبت في السنوات الاربعة الاخيرة، فان اوباما يتبنى عقيدة بموجبها من الافضل دوما العمل في اطار مجلس الامن. بدون انذارينبغي الافتراض بانه في اثناء زيارته الى اسرائيل عرضت على الرئيس اوباما صورة التهديدات الاقليمية على اسرائيل. وأخذ اوباما الانطباع من اتساع التهديدات وفي ختام الاستعراض لا بد انه اطلق آهة "واو"، حين ذهل من عرض التهديدات. وليس صدفة أن تبنى عالم صور وزير الدفاع السابق ايهود باراك حين قرر بان اسرائيل تقع في "حي صعب".وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي عقد لقاءات تمهيدية للزيارة مع محافل اسرائيلية وفلسطينية سيقود في النصف سنة القريبة القادمة المساعي الامريكية لاحداث تقدم بين اسرائيل والفلسطينيين. وصحيح حتى هذه اللحظة يفحص الامريكيون عدة امكانيات ولكنهم لم يبلوروا بعد مبادرة سلام مرتبة. والتقدير هو أنه بعد زمن قصير من عودة كيري الى القدس في منتهى السبت، وبعد لقائه مع نتنياهو، ستستأنف المحادثات على مستوى المبعوثين (بالقيادة الرسمية لتسيبي لفني وباشراف مبعوث نتنياهو، اسحق مولخو) بين اسرائيل والفلسطينيين. في خطابه قال اوباما ان المستوطنات لا تساعد السلام، وانه يتوقع من نتنياهو وقف البناء في المستوطنات، وبالتأكيد في تلك التي في خارج الكتل الاستيطانية. وخلافا للماضي، لم يتقدم اوباما بذلك لنتنياهو كانذار. في خطابه في رام الله شدد الرئيس على أنه يعتقد أن الفلسطينيين ملزمون بالتخلي عن شروطهم المسبقة من اسرائيل.وخلافا للماضي، وفر اوباما لنتنياهو هذه المرة اقوالا واضحة عن الطلب المركزي لحكومة اسرائيل من الفلسطينيين: فقد أعلن بوضوح بان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، وترك الفلسطينيين يفهمون بانه بدون الاعتراف بذلك، فان هذا ببساطة لن ينجح. في خطابه في مباني الامة توجه اوباما الى الجمهور الاسرائيلي انطلاقا من الاحساس بالعطف الشديد نحو الصلة التاريخية التي لشعب اسرائيل بأرض البلاد، بطريقة لا يمكنها أن تخلق اعتراضات، وبخلاف للماضي لن تضعه كعدو للشعب. مسيرة لاسباب سياسيةفي هذه الاثناء سيتجول كيري مكوكيا بين القدس، رام الله وعمان، التي سيعود اليها بالمروحية فور لقائه مع نتنياهو في منتهى السبت، كي يحدد الفوارق التي بين مواقف اسرائيل، والفلسطينيين، والتقدم من هناك الى الامام. نتنياهو يرفض "خطوات بناء ثقة" تجاه الفلسطينيين دون تعهد مسبق من جانبهم لما سيأتي في المسيرة. رد نتنياهو، الذي عانق اوباما في ختام خطابه ينم عن مشاعر رئيس الوزراء: هو أيضا يعتقد ان اوباما سار شوطا بعيدا في محاولة لاثارة الجمهور الاسرائيلي ضده، نتنياهو يفهم بان المسيرة السياسية مع الفلسطينيين، حتى وان كانت عقيمة، تخدمه في الساحة الدولية وان المسيرة السياسية تزيد مجال عمله في كل المجالات  وهو يفهم بشكل خاص بان المسيرة السياسية ستسمح بمرونة اكبر في مسألة النووي الايراني التي لا تزال واشنطن والقدس مختلفتان فيها. في نهاية المطاف، حتى بعد الزيارة، سيبقى الطرفان منقسمان في مسألة الخط الاحمر وسيعملان على تنسيق الساعات لدى الدولتين كي يستنفدا النافذة الدبلوماسية ويبعدا قدر الامكان عملا اسرائيليا احادي الجانب في ايران.