لم يكن صعبا رؤية الوجوه المكفهرة لكبار رجالات القيادة الفلسطينية، الذين جلسوا في الصف الاول في المؤتمر الصحفي مع الرئيس اوباما في المقاطعة. فقد وصل الرئيس الامريكي وحاشيته الى المقاطعة بالمروحيات. واستقبل اوباما باحتفال رسمي وقصير، وخلافا لقواعد البروتوكول الفلسطينية امتنع عن المرور على ضريح عرفات. والتقى اوباما في البداية مع ابو مازن ومع فريق موسع ضم رئيس الوزراء سلام فياض، رئيس الفريق المفاوض صائب عريقات وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه. وقد حضر وزير الخارجية جون كيري هو الاخر هذا اللقاء. وبعد ذلك التقى الزعيمان في حديث ثنائي وخرجا الى المؤتمر الصحفي. ومع أن اوباما انتقد استمرار البناء في المستوطنات واشار الى أنها تمس بالمسيرة السلمية، ولكنه أوضح أيضا بان الفلسطينيين لا يمكنهم أن يطلبوا تجميد المستوطنات كشرط لاستئناف المفاوضات. وفي السلطة الفلسطينية توقعوا أن يسمعوا من اوباما أقوالا قاطعة أكثر بكثير. ورغم ذلك فقد حرص اوباما ايضا على الثناء على القيادة الفلسطينية على بناء المؤسسات الفلسطينية وعلى تقدمهم في جملة مجالات مثل زخم البناء المكثف، صناعة التكنولوجيا العليا المتطورة وقدرات أجهزة الامن. كان واضحا أن ابو مازن لم يكن راضيا على الاطلاق من الرسالة الامريكية، وفي خطوة كانت تتسم بالاصرار قضى بالقطع بانه لن تجرى مفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين دون وقف البناء في المستوطنات. وقالت محافل فلسطينية في نهاية الزيارة بان الحديث يدور عن صدام جبهوي بين نهجين.
