خبر : رغم الابتسامات: لم تتحقق تفاهمات عن الخط الاحمر لايران../ معاريف

الخميس 21 مارس 2013 03:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
 رغم الابتسامات: لم تتحقق تفاهمات عن الخط الاحمر لايران../ معاريف



  رئيس الولايات المتحدة لقب بيرس بالامس بـ "صديقي"، اما يئير لبيد فقد قال له انه سيسر إن عمل معه. وهكذا قال لتسيبي لفني ايضا. ولكنه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقط، تبادل الدعابات التي يضايقه فيها حول الخطوط الحمراء. من الناحية الاخرى فقد سار مع نتنياهو بصورة غير رسمية مفاجئة بينما كان الاثنان يحملان الجاكيتات على الكتف. هكذا بدأت زيارة زعيم العالم الحر التاريخية. اوباما، الذي يعي كل حركة أو كل لفتة يقوم بها، سعى لبلورة أجواء لطيفة وغير رسمية وذات طابع تصالحي في سلسلة من اللفتات الرفاقية المعدة جيدا تجاه "بيبي"، هكذا حرص على تسميته خلال كل اللحظات التي ظهر فيها امام عدسات الكاميرا. هذا هو السبب ايضا الذي جعله يتوقف لاجراء محادثة هادئة مع يئير ابن رئيس الوزراء بينما كان نتنياهو وزوجته سارة يراقبانهما من الجانب. ولهذا السبب ايضا اغدق على الجنود والمجندات العاملين في بطارية "القبة الحديدية" وكذلك على الاولاد المنشدين في مقر الرئيس بالود وقال بصورة تقريبية ان مصدر جمال ولدي نتنياهو يعود بالتحديد لزوجته سارة. بداية المؤتمر الصحفي عبرت عن ان جوهر زيارة الرئيس هو ذو طابع رسمي كنوع من بادرة حسن النية من الرئيس الذي جاء ليظهر أن كل شيء على ما يرام وان  من الممكن العودة الى البداية، وانه يحب الشعب الاسرائيلي وأن التحالف بين الدولتين غير قابل للكسر وبالاساس – ان بامكان اسرائيل أن تعتمد عليه في القضية الايرانية. نتنياهو الذي خرج عن اطواره مثل اوباما بالضبط حتى يعبر عن الارتياح والتوافق، اعاد للرئيس بعضا من الارتياح عندما قال: "انا متأكد أن الرئيس ينوي منع ايران من الوصول الى السلاح النووي". ولكن بعد ذلك مباشرة وبلا تردد، كرر مرارا وتكرارا قضية سيادة اليهودية عشية عيد الفصح والخروج من العبودية الى الحرية، وأكد في سياق قوله: "الامر المركزي هو أن اسرائيل تملك الحق في الدفاع عن نفسها بنفسها ضد أي تهديد بما في ذلك التهديد الايراني. نتنياهو عبر عن ثقته بنية الولايات المتحدة لمنع طهران من الحصول على السلاح النووي. الا ان التفاهم حول الخطوط الحمراء، أي الظروف التي ستتوقف عندها الجهود الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية لتحل محلها العملية العسكرية ضد ايران، هذه الظروف لم يتم تحديدها هذه المرة ايضا. اوباما كرر التزامه بمنع ايران من الحصول على السلاح النووي وأوضح أن الولايات المتحدة لا تمتلك سياسة الاحتواء وأكد مرة اخرى: "كل الخيارات على الطاولة". اوباما سعى أيضا لنيل ثقة الجمهور والحكومة في اورشليم. "الهدف الاساسي من زيارته هذه هو التحدث الى الشعب الاسرائيلي مباشرة، في هذا الحي الآخذ في التشدد والقسوة، وأن أدفعهم للادراك بان لديهم صديقا في الولايات المتحدة وأن لديهم ظهرا هناك"، قال اوباما. على حد قول اوباما التعاون الاستخباري بصدد تقدم المشروع الايراني "غير مسبوق" و "ليست هناك فجوات تقريبا في التقديرات الاستخبارية للدولتين". مع ذلك، سعى اوباما بطريقته المتقنة والتلميحية الى ابراز الكيفية التي انتهت بها قبل عدة دقائق محادثته مع نتنياهو. اوباما قال صحيح ان اسرائيل موجودة بمكان مختلف عن مكان الولايات المتحدة بصدد تقدير الخطر النووي الايراني. هو اعترف ان "بيبي محق" وان على كل دولة أن تتخذ قراراتها الخاصة بصدد العملية العسكرية. مع ذلك هو يعتقد انه "ما زال هناك متسع من الوقت لازالة التهديد الايراني بالطرق الدبلوماسية". المساعدة العسكرية ستتواصل اوباما عاد وأكد أنه يريد التيقن من أن الشعب في اسرائيل والحكومة يدركون كنه تفكيره والطريقة التي يتوجه بها نحو هذه المشكلة. "أنا اريد أن افهم أيضا كيفية توجه نتنياهو لهذه المشكلة حتى أتأكد من عدم وجود سوء فهم". بكلمات اخرى الرئيس الامريكي لا يرغب فقط بان تمنحه الحكومة الاسرائيلية الهدوء المطلوب باستنفاد التحركات الدبلوماسية في مواجهة ايران وان لا تخرج في عملية عسكرية احادية الجانب، وانما هو يرغب في التيقن من ذلك من خلال خطابه للجمهور الاسرائيلي اليوم في مباني الامة، حتى يتحقق من عدم "تحريف أقواله". مصدر اسرائيلي سمع ما قيل افاد بان ما قاله اوباما يشير الى انه سيحاول في خطابه تجنيد الجمهور الاسرائيلي وتقييد نتنياهو من القيام باي خطوة عسكرية مستقلة ضد ايران من خلال زرع الثقة بان امريكا ستفعل ذلك إن تطلب الامر. اوباما رفض التطرق بصورة مباشرة الى الفجوات بين الدولتين والى الخط الاحمر. نتنياهو استغل ذلك وبعد أن سمع من الرئيس انه يرغب في التيقن من عدم  وجود سوء تفاهم، قال انه حقا يتفق معه انه من اللحظة التي ستقرر ايران فيها الوصول الى سلاح نووي – سيستغرق الامر سنة، الا انه سعى كذلك الى توضيح الفجوات حين قال: "ايران ستصل الى منطقة الحصانة عندما تنهي تخصيب اليورانيوم (الى مستوى 20 في المائة). ومهما كان الوقت المتبقي فهو ليس بالكثير". بالنسبة للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني حذر اوباما من القاء المسؤولية الصريحة للوصول الى الطريق المسدود على أحد الجانين. هو قال اننا امام مشكلة معقدة متواصلة منذ ستة عقود ونيف وفي الواقع اعترف بالاخطاء التي ارتكبها في ولايته الاولى عندما اعتقد بسذاجة انه سيكون هناك حل سريع للصراع. مع ذلك من خلال الكلمات التي انتقاها بحرص، متوقفا بين الحين والاخر خلال حديثه، القى الرئيس بتلميح قوي حول التهديد السياسي الذي يلوح لاسرائيل ان لم تتقدم في عملية السلام. "نحن نرغب بالحل حتى تخرج اسرائيل من عزلتها في المنطقة"، قال اوباما، "حتى يكون تقدم اسرائيل الاقتصادي والتكنولوجي نموذجا للمنطقة". اوباما قال ان "هناك الكثير من السياسة" وانه سيسر في تقديم المساعدة قدر المستطاع، الا انه اعترف: "بصراحة – سيكون من الاسهل بكثير عدم الخوض في هذه المهمة". نتنياهو من ناحية قام بلفتة كبيرة جدا نحو اوباما، لفتة ستكلفه بالتأكيد ثروة سياسية غير بسيطة في حكومته الجديدة، اذ قام بتأكيد التزامه بحل الدولتين، المسألة التي لم يسمعها الامريكيون منذ مدة طويلة. "اسرائيل ستبقى ملتزمة بالسلام والامن وحل الدولتين لشعبين"، قال رئيس الوزراء. كما أن اوباما قدم بادرة هامة ولكن ليس في مجال المراسيم والطقوس هذه المرة وانما في الجوهر إذ قال ان الالتزام الامريكي لامن اسرائيل سيظهر بصورة حقيقية. واردف ان الادارة الامريكية والكونغرس سيبدآن قريبا بمداولات حول تسوية من عشر سنوات بصدد المساعدة العسكرية الامريكية لاسرائيل والتي تصل الى ثلاثة مليارات دولار سنويا. كما أكد انه سيحرص على استمرار الدعم الامريكي لمنظومة الدفاع المضادة للصواريخ بما في ذلك منظومة القبة الحديدية التي لن تسدد على خلفية التقليص في الدعم الامني الامريكي. نتنياهو دعا وزير الدفاع موشيه يعلون ووزير العلاقات الدولية شتاينتس وبعض المستشارين ومن بينهم رون دريمر واسحق مولخو لمأدبة العشاء التي جرت بعد المؤتمر الصحفي. الجانبان تداولا في قضايا ايران وسوريا والوضع الاقليمي. قبيل نهاية المأدبة دعيت الوزير تسيبي لفني ايضا للمشاركة في التداول حول القضية الفلسطينية.