خبر : السلطة تستكمل الاعتراف الفلسطيني لمواجهة الانحياز الأميركي للاحتلال

الأحد 17 مارس 2013 10:55 ص / بتوقيت القدس +2GMT
السلطة تستكمل الاعتراف الفلسطيني لمواجهة الانحياز الأميركي للاحتلال



رام الله / سما / أعلنت القيادة الفلسطينية عن استراتيجية وطنية للتحرك غداة زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للأراضي المحتلة الأسبوع الحالي، لمواجهة "فراغ يدّ واشنطن عن سبل إحياء العملية السلمية وحكومة الاستيطان الإسرائيلية الجديدة"، بحسبها. وتقوم الاستراتيجية على استكمال خطوات المسعى الأممي، وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، ومواصلة النضال الشعبي، وذلك بعدما تبددت الآمال الفلسطينية العريضة من زيارة أوباما لإحداث انفراجة في الأفق السياسي المسدود. أوباما الذي سيلتقي الجانب الإسرائيلي أولاً قبيل زيارة رام الله وبيت لحم والاجتماع بالرئيس محمود عباس، خلال حضوره للأراضي المحتلة يومي 20 و21 القادمين، سيكون "خالي الوفاض من خطة سلام محددة باستثناء بحث سبل استئناف التفاوض، أمام الإنشغال بملفي إيران وسورية". وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن "زيارة أوباما لن تخرج عن إطار العلاقات العامة، لملء الفراغ السياسي الذي أحدثته ولايته الرئاسية الأولى، ولإدارة الصراع العربي – الإسرائيلي فقط وليس حله". وأضاف،لصحيفة الغد الاردنية إن "الجانب الفلسطيني بدأ يتصرف في ضوء ما أكده البيت الأبيض منذ الإعلان عن زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة الشهر الماضي، بأنه لن يطرح مبادرة للسلام ولا يملك أي خطة سياسية لذلك". وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري كرر هذا الأمر على مسامع الوفد الفلسطيني الذي توجه إلى واشنطن الشهر الماضي لنقل وجهة النظر حيال أي تحرك لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال. وأوضح أبو يوسف إن "أوباما لن يقوم خلال زيارته بالضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف الاستيطان والالتزام بمرجعية حدود 1967 والإفراج عن الأسرى، والتي تشكل جميعها مطلباً فلسطينياً للعودة إلى طاولة التفاوض". وقال إنه "أمام استمرار انغلاق الأفق السياسي والانحياز الأميركي للاحتلال والحكومة الإسرائيلية الاستيطانية الجديدة، فإن الجانب الفلسطيني سيبدأ بالتحرك الفاعل على أكثر من صعيد من أجل تحقيق حقوقه الوطنية في التحرير وتقرير المصير وعودة اللاجئين". وأشار إلى "تعزيز الانتفاضة الشعبية ومتابعة الخطوات المستحقة لنيل فلسطين صفة "دولة مراقب" غير عضو في الأمم المتحدة، ومنها الانضمام إلى بعض الوكالات والهيئات التابعة للمنظمة الدولية والتي لم نكن أعضاء فيها سابقاً، مثل المحكمة الجنائية الدولية". وتحدث عن "التواصل مع المجتمع الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بالإضافة إلى المضي في تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، لاسيما في ظل إعلان اللجنة المركزية للانتخابات عن انتهاء عملها في العاشر من الشهر القادم، لتبدأ بعدها خطوتي تشكيل الحكومة وتحديد موعد لإجراء الانتخابات". من جانبه، استبعد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن خروج زيارة أوباما عن نتائج ملموسة تجاه تحريك العملية السلمية، مضيفاً "لا نعلق الآمال الكبيرة على نتائج الزيارة". وقال،لصحيفة الغد الاردنية  "لن تمارس الزيارة أية ضغوط على الجانب الإسرائيلي، وإنما ستجري مباحثات حول سبل استئناف المفاوضات، بينما سينصب التركيز على ملفي إيران وسورية". وأكد الموقف الفلسطيني الثابت من ضرورة وقف الاستيطان ومرجعية حدود 1967 والإفراج عن الأسرى، لاسيما المعتقلين منهم قبل اتفاق أوسلو (1993) والمتفق على الإفراج عنهم في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت والمضربين عن الطعام. وأوضح أن "للجانب الفلسطيني استراتيجيته الوطنية للتحرك في ظل الإنشغال العربي وغياب التأثير الإسلامي عن القضية الفلسطينية وفي ضوء المعطيات المتوفرة"، لافتاً إلى "التوجه للمؤسسات الدولية وتعزيز النضال الشعبي في الأراضي المحتلة". إلا أن نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة يحذر من تنامي حالة الإحباط والاحتقان التي يشعر بها الشعب الفلسطيني أمام التوسع الاستيطاني وتصاعد عدوان الاحتلال وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة وانسداد الأفق السياسي. وقال، إن "الأجواء مهيئة لانتفاضة جديدة تتحين لحظة التفجير"، منتقدا "إرتهان القيادة الفلسطينية لمسار التفاوض رغم تأكيد الإدارة الأميركية منذ اليوم الأول لإعلان زيارة أوباما إلى المنطقة أنه لا يحمل أي مبادرة سلام أو خطة سياسية واضحة". ورأى أن "خيارات القيادة الفلسطينية محدودة، حيث لا تتقن سوى الانتظار، أمام تبدد آفاق العملية السياسية وثقل المستوطنين في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بما يعني أنها ستذهب في مشروعها الاستيطاني خلال المرحلة القادمة إلى أبعد مدى".