خبر : ركوب موجة الدين سعياً إلى المال ..مكاتب الزواج في مصر «تتأسلم»

الأحد 17 مارس 2013 10:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ركوب موجة الدين سعياً إلى المال ..مكاتب الزواج في مصر «تتأسلم»



القاهرة / وكالات / "يوجد منتقبات للزواج!، زواج للملتزمات والملتزمين.. اتصل الآن". إعلانات ظهرت على جدران عدد من الميادين مؤخرًا، وخاصة في محيط ميدان التحرير، وقد استغل أصحابها الصعود السياسي للفصائل الإسلامية في مصر مؤخرًا عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير لاستغلال بروزهم ووصولهم لسدة الحكم. والمتأمل لمسيرة مكاتب الزواج وتاريخها يجدها قد بدأت بأنشطة تطوعية منذ سنوات طويلة، عبر جمعيات أو تجمعات أهلية في أحياء شعبية، يعمل خلالها الأهالي من أجل توفيق رأسين في الحلال، ثم تطورت لتصبح نشاطًا إقتصاديًا استغلته بعض الجمعيات وكثير منها غير شرعي ولا يعمل تحت غطاء قانوني، بحيث يحصل المسؤول عن توفير الزوج أو الزوجة على مقابل مادي معين من جراء ذلك، وقد لاقت تلك المكاتب رواجًا، استغلته الصحف لفتح باب إعلانات الزواج المبوبة بأسعار متفاوتة. ومؤخرا اتخذت مكاتب الزواج "صبغة إسلامية" متحولة عن مسارها السابق الطبيعي، ومحاولة استغلال الوضع الراهن في مصر، وأصبحت الإعلانات التي تدون كـ"جرافيتي" على الجدران والحوائط المختلفة ،تتخذ صبغة إسلامية مثل "لدينا منتقبات للزواج.. يوجد ملتزمات وملتزمون للارتباط. إلخ". عن الظاهرة يقول استاذ التاريخ الاجتماعي، الدكتور محمود متولي إن معظم المكاتب غير جادة، فقد تحولت للكسب المادي ،وأضحت تتلون بكل الصفات لكسب الرزق ، فاستغلت تطورات المجتمع كآلية لتغيير خطابها في الشارع لجذب أكبر عدد من الفئات والشرائح المجتمعية.. وأضحى الناس لا يؤمنون بها، لأنها في نظرهم مرتبطة بـ"النصب"، وبعض الأسر المحافظة ترفض ذلك الأسلوب التقليدي في الزواج .والغريب ان بعض المكاتب تحصل على نحو 150 جنيها مصريا لأداء دورها ،الا أنها لا توفر شريك الحياة كما تدعي. وأكد مراقبون ان المتحولين من الساعين لاستغلال التطورات السياسية، باتوا الآن السمة البارزة في المشهد المصري ، بداية من السياسيين من أنصار النظام السابق الذين تحولوا لمدافعين عن الثورة وعن نظام الحكم الحالي ، وحتى القنوات والصحف وعدد من وسائل الإعلام سعت لتغيير خطابها من أجل مسايرة التطورات الجديدة، ودعم النظام والاستفادة منه بشتى الطرق، والأمر ذاته الذي اتبعته مكاتب الزواج مؤخرًا بالحديث عن مكاتب إسلامية، بهدف جذب شريحة الإسلاميين الذين ارتفع عددها عقب الثورة. ويرى محللون أن الزواج التقليدي لم يعد سمة من سمات العصر، ما قلل فرص تلك المكاتب في الحصول على عملاء، ومن ثم لجأت لتلوين خطابها، لأنها تعلم مدى حرص المصريين وثقتهم فيمن يتحدث باسم الدين.عن البيان