خبر : بدون ضغط../هآرتس

الأحد 10 مارس 2013 02:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
بدون ضغط../هآرتس



منذ شهر وفي البيت الابيض ينشغلون في تخفيض مستوى التوقعات من زيارة الرئيس براك اوباما القريبة الى القدس ورام الله. فلن يصار الى الاعلان عن خطة سلام جديدة، لن يكون ضغط لاستئناف المفاوضات ولن تكون محاولة لعقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) – هذه فقط بعض من الرسائل العلنية للناطقين بلسان البيت الابيض. حاول مسؤولون في الادارة الامريكية في الايام الاخيرة ان يتوقعوا كيف سيبدو الحديث المغلق بين اوباما ونتنياهو في منزل رئيس الوزراء في شارع بلفور في القدس مساء يوم الاربعاء، وذاك الذي سيعقد في الصباح التالي بين اوباما وعباس في المقاطعة في رام الله. "لا تتشوشوا"، سيقو لهم اوباما حسب موظفين امريكيين كبيرين يعنيان باعداد الزيارة، "لم أكف عن الاهتمام بالمسيرة السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية. أنا ملتزم باقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل اليهودية مثلما كنت في يومي الاول في المنصب. كما أن معارضتي للبناء في المستوطنات لم تتغير هي الاخرى".  وحسب المسؤولين الامريكيين، سيوضح اوباما لنتنياهو ولعباس بانه لا يزال معنيا بالمساعدة وبالانخراط في المسيرة السلمية، ولكنه لا يمكنه أن يرغب في هذا أكثر منهما. "رسالة الرئيس في المحادثات الخاصة مع نتنياهو وعباس ستكون ان عليهما أن يظهرا بانهما مستعدان للتقدم من خلال الافعال وان الاقوال عن السلام لا تكفي"، قال موظف امريكي كبير واضاف: "اذا كان هذا هو الوضع فان الرئيس ووزير الخارجية كيري سيساعدان. وان لم يكن، فانهما سيعنيان بمواضيع اخرى". النهج الجديد الذي سيحمله معه اوباما الى اسرائيل يشير الى الصحوة بشأن قدرة الولايات المتحدة على التأثير على ما يجري بين اسرائيل والفلسطينيين في الواقع السياسي والاقليمي الحالي. واشار مسؤول امريكي الى أن اوباما فهم بانه كلما دفع وضغط على الطرفين في ولايته الاولى، هكذا ابتعدا الواحد عن الاخر. وعلى حد قوله، فان النمط القديم الذي بموجبه تستجدي الولايات المتحدة الاسرائيليين والفلسطينيين للتقدم، ببساطة لم ينجح. لاول مرة منذ عشرين سنة مل الامريكيون ضرب الرأس في الحائط. وهم يعتزمون التوقف عن دفع الموضوع بكل قوتهم. واستئناف المفاوضات بين الطرفين لم يعد الهدف الاسمى في نظرهم. اذا رغب الاسرائيليون، الفلسطينيون او الطرفان في التقدم – فهم يعرفون رقم هاتف البيت الابيض. الواقع، هكذا يعتقدون في البيت الابيض، سيملي الخطوات على الطرفين، حتى دون ضغط أمريكي. فالعزلة المتعاظمة لاسرائيل، الضغط الدولي ولا سيما من الاتحاد الاوروبي، التهديد بفرض عقوبات والخوف من انتفاضة ثالثة، كفيلة في نظرهم بدفع نتنياهو الى التقدم اكثر من أي مبادرة سلام امريكية جديدة.  "على الاسرائيليين والفلسطينيين ان يقرروا ما الذي يريدون عمله ونحن سيسرنا أن نساعد"، قال موظف امريكي كبير، "صحيح ان وزير الخارجية كيري يريد أن يكون نشيطا وأن يدفع المسيرة السلمية، ولكن حتى هو لن يجعل هذا مشروعه رقم واحد، اذا رأى أن ليس هناك مع من يمكن الحديث". وزير الخارجية جون كيري، الذي سيأتي مع الرئيس اوباما الى القدس والى رام  الله، من المتوقع أن يعود الى المنطقة في غضون بضعة اسابيع، في شهر نيسان. ويرغب كيري جدا في أن يدفع الموضوع الاسرائيلي – الفلسطيني ولكنه على علم في أن ادخال نتنياهو وابو مازن الى غرفة المفاوضات لن ينتهي بالخير. في مثل هذا الوضع، فان الانفتاح الامريكي على أفكار جديدة كخطوات احادية الجانب منسقة أو تسويات انتقالية، اكبر.  في اللقاءات التمهيدية التي عقدها مستشار الامن القومي، يعقوب عميدرور في واشنطن قبيل زيارة اوباما كان الوضع في سوريا في رأس سلم الاولويات. ويصل التعاون الاستخباري والعسكري بين اسرائيل والولايات المتحدة والذي توثق جدا في السنوات الاربعة الاخيرة الى ذروته، حيث يدور الحديث عن متابعة مخزونات السلاح الكيميائي في سوريا ومحاولات التصدي للسقوط المتوقع لنظام الاسد في السنة القريبة القادمة.  وفي اللقاء بين وزير الدفاع باراك ووزير الدفاع الامريكي الجديد تشاك هيغل في البنتاغون يوم الثلاثاء كانت المسألة السورية في مركز المحادثات. وفي بيان نشر بعد اللقاء تم التشديد على أن باراك وهيغل اتفقا على مواصلة بلورة خطط احتياطية مشتركة معا لمواجهة امكانية تسرب سلاح كيميائي الى حزب الله أو الى منظمات الجهاد العالمي.  ولكن الى جانب الموضوع السوري، ستعنى المحادثات بين نتنياهو واوباما ولا سيما القسم الثنائي بينهما، بالنووي الايراني. وستكون هذه هي المرة الاولى التي تنشأ فيها لاوباما ونتنياهو فرصة لادارة حديث عميق وجها لوجه في الموضوع منذ لقائهما الاخير في البيت الابيض في اذار 2012.  نتنياهو يعتدل، اوباما ينضج يدعي مسؤولون امريكيون كبار بانه في الاشهر الاخيرة، منذ خطاب نتنياهو في الامم المتحدة، تقلصت أكثر فأكثر الفجوات بين البيت الابيض ومكتب رئيس الوزراء في كل ما يتعلق بالنووي الايراني. والمسؤول عن ذلك هو اساسا مستشار الامن القومي يعقوب عميدور، الذي طور علاقات عمل حميمة مع نظيره الامريكي توم دونيلون. ويعتبر عميدرور في البيت الابيض كجهة تلطف حدة مواقف نتنياهو، او كما قال مسؤول امريكي: "نحن ننام ليلا بشكل افضل عندما يكون هو هناك".  في واشنطن يأخذون الانطباع بان نتنياهو لطف قليلا حدة تصريحاته في الموضوع الايراني. فهو يتحدث اقل عن عملية اسرائيلية مستقلة ضد ايران واكثر عن عملية امريكية. ورغم ذلك، فان اوباما سيرغب في أن يتأكد اين يوجد نتنياهو بالضبط وما هو جدوله الزمني في محاولة للوصول الى تفاهم في المسألة.  ومن الجهة الاخرى، فان نائب الرئيس جو بايدن، الذي القى خطابا في بداية الاسبوع امام مؤتمر اللوبي المؤيد لاسرائيل ايباك في واشنطن، ووزير الخارجية جون كيري الذي منح مقابلات صحفية لشبكات التلفزيون الامريكية، ألمحا كلاهما بتشدد كبير في سياسة اوباما في الموضوع الايراني.  "عندما يتحدث اوباما عن الخيار العسكري – فانه لا يخدع"، قال بايدن واضاف: "هو يقصد ما يقول. كل الخيارات لا تزال على الطاولة". اما كيري من جهته فقال ان جر الارجل الايرانية "يزيد خطر المواجهة المحتملة". في لقاء مع مندوبي الجالية اليهودية يوم الخميس الماضي في البيت الابيض أوضح اوباما بانه لا يرى حاجة الى "الحماسة الزائدة". ويعتقد اوباما بانه لا يزال هناك احتمال للدبلوماسية وانه يجب ايجاد السلم الذي يسمح للايرانيين بالنزول بكرامة عن شجرة البرنامج النووي. ومع ذلك، ففي الادارة الامريكية يوجد احساس بان الرئيس اوباما ينضج أكثر فأكثر نحو الانتقال من الدبلوماسية الى اتخاذ اعمال اخرى. ورغم تعيين الحمامتين المعتدلين تشاك هيغل وزيرا للدفاع وجون كيري وزيرا للخارجية، فان اوباما أصبح بالذات صقرا اشد في الموضوع الايراني. ويشدد مستشاروه المرة تلو الاخرى بان الرئيس لا يمكنه ان يسمح لايران بتحقيق سلاح نووي في ورديته – ليس بسبب اسرائيل، بل بسبب المصالح الامريكية. الحسم في الموضوع كفيل بان يتحقق حتى نهاية 2013.