خبر : أأنا خاسر؟/يديعوت

الأحد 03 مارس 2013 01:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
أأنا خاسر؟/يديعوت



 يعرف كل طالب جامعي هذا الموقف المحرج وهو ان يحين آخر موعد لتقديم البحث ولا يكون البحث موجودا. فيجب طلب لقاء مع الاستاذ وطلب مهلة. ويتم التسلح من اجل ذلك بطائفة من الاعتلالات مثل: جدتي ماتت، وكنت في الخدمة الاحتياطية، وتمت اقالتي من العمل، وأكلوا طعامي وشربوا شرابي، ومرضت بانفلونزا الخنازير. ويسمع الاستاذ ويسكت وهو لا يصدق أية كلمة لكنه يتمتع بكل لحظة. أدى شمعون بيرس أمس بصورة رائعة دور الاستاذ وترك الطالب نتنياهو يعرق. وكان ذلك انتقامه الحلو للمرات التي اضطر فيها ان يُبين لماذا لم ينجح في انشاء حكومة. وكان يمكن بحسب طبيعته وبحسب سلوكه في الماضي ان نتوقع ان يمد لنتنياهو يد التأييد وان يهاتف شيلي يحيموفيتش ويحاول التأثير فيها كي تنضم، وان يدعو اليه لبيد وبينيت وان يدعو مثل نتنياهو الى انشاء حكومة واسعة، حكومة من البحر الى البحر. اكتفى بيرس بجمل مهذبة قصيرة باردة كالثلج. فهو لم يُعط نتنياهو شيئا ما عدا الاسبوعين الآليين اللذين يأمره القانون باعطائهما. كان نتنياهو يستطيع ان يستغل الفرصة وان يبدأ حوارا حقيقيا مع الاسرائيليين. كان يستطيع ان يقول يؤسفني أنني أُصبت بخيبة أمل في الانتخابات. وبرغم ذلك فضلني أكثركم رئيسا للوزراء؛ ويفضلني أكثركم اليوم ايضا. لم أُرد حكومة ضيقة يستطيع كل واحد من الشركاء فيها اسقاطها لأنني سأكون في هذه الحكومة رهينة. أردت حكومة واسعة متحررة من التهديدات الداخلية. واعتقدت أنني في اللحظة التي أبلغ فيها الى 61 نائبا سيزحف الآخرون جميعا الى الداخل. وحينما ضاق الأمر علي حاولت أن أشق البيت اليهودي وحزب العمل فقد قال لي مستشاريّ إن هذا سينجح. ومستشاريّ كما تعلمون لا يساوون الكثير. وحاولت ان أُعلم نفتالي بينيت ومجموعته درسا وأن أجعلهم أقزاما وأن أفرض عليهم ارادتي. وبدل ان أمضي اليهم مضيت الى تسيبي لفني. ولم أستطع ان أتنبأ بأنني بهذا الاجراء أدفع بينيت الى ذراعي لبيد. إن الحلف بينهما يُضاد قوانين الطبيعة، ويُضاد قوانين السياسة. والقاسم المشترك الوحيد بينهما هو ارادة القضاء علي. صحيح أنني اخطأت: ضللتُ لكبري؛ وتبلبلت في حساب عدد النواب؛ وأعطاني المبتدئون درسا في السياسة. لكن الحياة علمتني أنه لا توجد وجبات بالمجان؛ فلكم لا يوجد رئيس حكومة سواي ولي لا يوجد ائتلاف آخر. وفي الاسبوعين القريبين سأُنشيء حكومة مع الموجود. هذه هي الخطبة التي كان يستطيع نتنياهو ان يخطبها وفضل بدل ذلك الطمس على الاشياء. فقد تحدث معارضا الانقسام بعد ان حاول ان يقسم حزبين؛ وتحدث معارضا القطيعة بعد ان حاول ان يُبعد عن الحكومة أقرب الاحزاب منه أعني حزب بينيت؛ وتحدث عن موافقة الاحزاب الحريدية على المساواة بعد ان أوضح له ان يهدوت هتوراة ترفض كل خطة وكل ترتيب وان شاس مُنساقة وراءها. إن الشهر الماضي لم يأت بحكومة لكنه دفع الى الأمام بفهم المشكلة التي يُعرض الوسط الحريدي المجتمع الاسرائيلي لها. ليس الحريديون وحدهم لا يخدمون في الجيش فأكثر العرب لا يخدمون؛ ونصف البنات لا يخدمن؛ وجزء كبير من البنين في الأحياء الثرية يتهربون من الخدمة العسكرية. والفرق بين كل هؤلاء والحريديين هو أن الحريديين يحصلون من الدولة على تمويل سخي في مقابل تهربهم من الخدمة. يجب الكف عن الحديث عن التساوي في العبء وبدء الحديث في التساوي في التهرب من الخدمة فربما هنا يكمن مفتاح الحل. يجب على نتنياهو ان يبت الامور وهو يكره البت، فهو مُعلق بالارادة الطيبة للخصوم وهو يكره ان يكون مُعلقا. ويجب عليه ان يدفع وهو يكره الدفع. وكل شيء يحدث بخلاف ارادته. "أأنا خاسر؟"، سأل بيرس ذات مرة اعضاء مؤتمر حزبه وفاجأه أن أُجيب بـ "نعم" مجلجلة. ويحسن في وضع نتنياهو اليوم ألا يسأل.