القاهرة / وكالات / نجحت مؤسسة الرئاسة في مصر وجماعة الإخوان المسلمين في استقطاب عدد من رموز المعارضة التاريخية للأنظمة السياسية من التيار المدني والليبرالي، فكان أبرزهم قائد حزب غد الثورة أيمن نور، الذي خالف اجتماع القوى المعارضة بشكل عام ودخل في حوارات وطنية مع مؤسسة الرئاسة حتى ان البعض اعتبره «موعوداً بأن يكون رئيس وزراء مصر المقبل» أو بمنصب حكومي تنفيذي عقب انتخابات مجلس النواب المقبلة. وقال القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين ثروت الخرباوي لـ«البيان» إن نور «عبارة عن مجرد منديل ورق تستخدمه الجماعة ومن ثم تلقيه مُجدداً»، بحسب قوله. واعتبر الخرباوي جماعة الإخوان المسلمين بأنها «تستخدم عددا من الأوراق والرموز والشخصيات من أجل تجميل وتحسين صورتها بالمشهد السياسي، وتحاول جاهدة أن تستقطب قوى المعارضة وتمزقها داخلياً من أجل مصلحتها». ويردف الخرباوي القول إن جماعة الإخوان «تحاول دوماً استخدام عدد من الشخصيات والرموز المحسوبة على التيار المدني وعلى قوى المعارضة من أجل شق صف المعارضة ومحاولة جذب واستقطاب عدد من رموزها من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات مع الإخوان وتحقيق أهداف الجماعة». اتصالات وصفوف في السياق ذاته، تواترت أنباء عن سعي جماعة الإخوان ومؤسسة الرئاسة إلى مواصلة استراتيجيتهم العامة «في شق صفوف المعارضة وخاصة جبهة الإنقاذ» من خلال اجتماعات واتصالات بعضها معلن وبعضها غير معلن مع عدد من رموز المعارضة وعلى رأسهم حزب الوفد أحد أعرق وأقدم الأحزاب الليبرالية، فضلا عن شخصيات أخرى داخل جبهة الإنقاذ من أجل تفتيت الجبهة وتمزيق قوتها وإفشال خطتها الرامية إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة من أجل رفع الغطاء السياسي عن جماعة الإخوان وعن النظام الحالي بصفة عامة. وتسعى جماعة الإخوان في الضغط، بالتعاون مع الولايات المتحدة بحسب مراقبين، على جبهة الإنقاذ ورموز المعارضة للعدول عن قرار مقاطعة انتخابات مجلس النواب المقبل، وذلك من أجل تحسين صورتها بالمشهد حالياً، خاصة أن شعبية الجماعة ومرسي تتآكل خلال الفترة الحالية تزامناً مع تصاعد الحركات الاحتجاجية المختلفة. ومن جانبه، يرى مصدر قريب الصلة من مكتب إرشاد جماعة الإخوان، الهيئة الإدارية والاستشارية الأم داخل الجماعة، أن الإخوان «يهمهم جداً أن تمر الانتخابات المقبلة بسلام، وأن تتعاون جميع الجهات في تمرير تلك الانتخابات»، مؤكداً أن «الإخوان أخطأوا في عدد من الأمور وجانبهم التوفيق في أمور أخرى»، على حد وصفه.
