رام الله / سما / أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن شعبنا مصممٌ على مواجهة كافة التحديات والصعاب التي تعصف بقضيته ومشروعه الوطنيّ جرّاء ممارسات الاحتلال وظلمه، وفي مقدمتها قضية أسرى الحرية المضربين عن الطعام كوسيلةٍ يلجأون إليها من أجل نيل حقوقهم ومطالبهم العادلة، وكذلك استشهاد عرفات جرادات أثناء التحقيق معه في سجون الاحتلال. وشدّد فياض على أن شعبنا يخوض غمار معركة التحرر الوطنيّ والبناء الديمقراطيّ مُسلحاً بالأمل وإرادة الحياة، وقال: "شعبنا يربي الأمل رُغم الكثير من التحديات والصعاب التي يواجهها، ولكن هناك الكثير مما يشُد العزم ويدفع إلى اجتراح المعجزات في مواجهة ظلم الاحتلال وطغيانه". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء في اللقاء التشاوريّ الأول الذي جمعه صباح اليوم مع عضوات الهيئات المحلية المُنتخبة، وذلك بحضور ممثلة ألمانيا في فلسطين السيدة بربارة وولف، ووزير الحكم المحلي د. خالد القواسمي، ووزيرة شؤون المرأة السيدة ربيحة دياب ورئيس بلدية البيرة السيد فوزي العابد. حيث أكد فياض على أهمية مجالس وهيئات الحكم المحلي باعتبارها ركيزةً أساسية لتعزيز صمود أبناء شعبنا في مواجهة الاحتلال ومحاولات استهداف وجوده، مُشيداً بدورها كحلقةٍ أساسية في منظومة الحكم والإدارة، وكأداةٍ هامة وحيوية من أدوات العمل المباشر مع المواطنين وتلمس احتياجاتهم. وعبّر فياض عن اعتزازه بإنجاز الانتخابات المحلية ونجاح أبناء شعبنا وسلطتهم الوطنية في وضع العملية الديموقراطية في فلسطين على مسارها الصحيح، مؤكداً على أن هذه الخطوة تعكسُ تطلع شعبنا لتكريس نهج الممارسة الديموقراطية في حياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبما يُمكننا من إعادة بناء نظامنا السياسيّ على أسسٍ ديموقراطية. وشدّد رئيس الوزراء خلال كلمته على أن الكوتا النسائية التي اعتُمدت في الاننخابات المحلية لا تعدو كونها شبكة أمان لضمان مشاركة المرأة فيها، مُشيراً إلى أن نتائج الانتخابات أظهرت تفوق مشاركة المرأة على الكوتا المخصصة لذلك، وأعرب عن ثقته في أن تترجم نتائج الانتخابات القادمة حجم المرأة الحقيقيّ في مجتمعنا. وأكد فياض التزام السلطة الوطنية بتعزيز مكانة المرأة الفلسطينية، وتطوير وسائل تمكينها وحمايتها، وإرساء المفهوم القائم على الحقوق الطبيعية للمرأة في المساواة الكاملة، وقال: "إن منطلقنا إزاء مكانة المرأة وحقها في المساواة التامة يأتي من قناعتنا بإن هذه القضية هي حق طبيعيّ ومطلق للمرأة، وليس من منطلق تبريريّ، فصحيح أن المرأة ناضلت وتناضل في مجتمعنا، من أجل حرية وطننا إلا أن حقها بالمساواة هو حقٌ طبيعي ومطلق في كل الأحوال". كما أكد على ضرورة العمل الحثيث لضمان تعزيز وصول المرأة إلى مراكز صنع القرار في مختلف المستويات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص، مُشيراً إلى أن الحكومة تعمل على تعزيز هذه المشاركة، وقال:" رغم وجود 6 وزيرات في الحكومة، وتقلد كفاءات نسوية لمناصب هامة ومُميزة وغير تقليدية إلا أن طموحنا يتمثل في تعزيز هذه المشاركة، وبما يعكسُ حجمها الطبيعيّ في المجتمع". وأشاد رئيس الوزراء بوصول نساءنا إلى مواقع هامة في مجالس وهيئات الحكم المحليّ، وقال:" كلي أمل أن تستمر نساء فلسطين في تبوء مواقع هامة ونوعية، وتطوير مشاركتها باستمرار، وفي مختلف مجالات الحياة، وبما يكسر وبشكلٍ نهائيّ النمطية في الاختيار للمواقع والوظائف".