القاهرة / أخلت نيابة الجمالية بالعاصمة المصرية، أمس، سبيل 4 أشخاص حاولوا الاعتداء على موكب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أثناء زيارته لمشهدي الحسين والسيدة زينب مساء الثلاثاء . وكان 4 مصريين قاموا بمحاولة الاعتداء على نجاد عقب زيارته مسجد الحسين، غير أن النيابة وبعد التحقيق معهم قررت إخلاء سبيلهم بكفالة قدرها 500 جنيه لكل منهم . وقال محامي المتهمين ممدوح إسماعيل، إنه كان متأكدًا من إخلاء سبيل الشباب المصري الذي عبر عن غضبه من زيارة رئيس إيران، “كما كنت شخصياً من الغاضبين، وقمت بإلقاء حذائي على سيارته، لموقف إيران الدائم من نشر المذهب الشيعي، فضلاً عن دعمها النظام السوري” . وأضاف أنه كان هناك تعبير عن هذا الرفض بوسيلة حضارية، من دون اللجوء إلى أي ممارسات عنيفة” . وقوبل نجاد أثناء زيارته لجامعي السيدة زينب والحسين بالقاهرة بترحيب من روادهما، إلا أن آخرين وجهوا هتافات منددة بإيران، لما اعتبروه بأنها تعمل على إبادة الشعب السوري بدعمها النظام، وحرص نجاد على أداء صلاتي المغرب والعشاء جمعاً في مسجد الحسين ليل الثلاثاء/الأربعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة لم تمنع رواد المسجد من أداء صلاتهم فيه . وحرص على زيارة ضريحي الحسين والسيدة زينب وظل يبكي بشدة أثناء الزيارة في مشاهد دفعت كثيرين من رواد الجامعين إلى البكاء، فيما حرص على أن يبادل جميع رواد المشهدين بالتحية وإشارة النصر، التي أثارت استياء نشطاء الذين علقوا عليها في منتديات إلكترونية، معتبرين إياها تعكس رغبة إيرانية في تحقيق هدفها بالوصول إلى مصر كمحاولة لنشر المذهب الشيعي . إلا أن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة طنطا مدحت حمادة كان له رأي مغاير، عندما فسر الإشارة بأنها موجهة إلى الخارج، خاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بأنه استطاع زيارة مصر كأول رئيس إيراني يزورها منذ ،1979 وأن هذا بداية الانتصار الذي يحققه لتكون زيارته انطلاقة قوية في مستوى العلاقات بين مصر وإيران . وكان الرئيس الإيراني أكد أن الإمارات وبلاده صديقتان، وجارتان ويجب أن تعيشا معاً، وإذا عدنا إلى التاريخ نجد أن هناك الكثير من القضايا والأمور وليس هناك موضوع لا يعالج من خلال الحوار . وقال خلال مقابلة جماعية مع رؤساء تحرير ومندوبي الصحافة المصرية إن اتصالاتنا ودية للغاية مع كل الدول، ودعا جميع الدول العربية إلى تحقيق الوحدة مع إيران، فنحن دائماً نبحث عن الأخوة والوحدة بيننا، ولم يقع أي إجراء أو عمل من قبل إيران ضد المنطقة . وقال لقد دعمنا الشعب الفلسطيني بصورة كاملة، وكذلك الشعب اللبناني، وندعم جميع الشعوب، كما ساندنا ودعمنا الشعبين الأفغاني والعراقي، وهناك مليونان وخمسمئة ألف من الإخوة والأخوات الأفغان يعيشون في إيران، وهذا أكبر عدد من اللاجئين النازحين الذي يستقبله بلد على مستوى العالم، فهؤلاء إخواننا وأخواتنا وإذا سمحت ظروفنا الاقتصادية فسنكون في خدمتهم . وفي ما يتعلق بالأزمة السورية أعلن رفض بلاده إقامة حكومة طائفية في سوريا، مشدداً على ضرورة تشجيع التفاهم الوطني والانتخابات الحرة، مؤكداً معارضته لأي تدخل أجنبي في أي بقعة من بقاع الأرض حتى في مالي الذين تدخلوا هم المستعمرون . ودعا إلى تحالف استراتيجي مع مصر، وقال إنه عرض تقديم قرض لمصر لكن الرد كان فاتراً، وقال إن قوى خارجية تحاول منع التقارب بين أكبر دولتين في الشرق الأوسط تعداداً للسكان واللتين توجد بينهما خلافات منذ الثورة الإسلامية وتوقيع مصر معاهدة سلام مع “إسرائيل” . واتهم الرئيس الإيراني قوى دولية وغربية و”إسرائيل” بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط بهدف زيادة مبيعاتها من الأسلحة . وشن هجوماً حاداً عليها، وتوقع “قرب إزالة أسباب وجود الكيان الصهيوني، الذي يعمل جاهداً على تغيير الواقع في المنطقة عبر شن الحروب” .