خبر : دولة الابطال في الخفاء/هآرتس

الثلاثاء 05 فبراير 2013 01:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
دولة الابطال في الخفاء/هآرتس



الجيش يغزو المجال الجوي لدولة مجاورة ومعادية، ويقصف قافلة سيارات عسكرية محملة بالصواريخ المضادة للطائرات. وحسب كل وصف ممكن، هذا عمل حربي، حتى انه لم يجرِ اخفاؤه. سبقته تحذيرات علنية لحكام الدولة التي تعرضت للهجوم، وانتشار مسبق لمنظومة الدفاع المضادة للصواريخ حول مدن الدولة المهاجمة.  هذا ما حصل بين اسرائيل وسوريا الاسبوع الماضي. ولكن لم يأخذ أي محفل اسرائيلي رسمي المسؤولية عن القصف. وبدلا من نشر بيان مرتب، اختارت اسرائيل المسار الالتفافي لتقديم المعلومات الى وسائل الاعلام الاجنبية، التي شرحت هدف العملية – احباط نقل صواريخSA17  من سوريا الى حزب الله. هذه الممارسة مقبولة في وحدات "الحرب النفسية": المعلومات تنقل الى وكالات أنباء أجنبية أو الى "صحف هدف" في دول عربية، في اوروبا وفي الولايات المتحدة تحت غطاء "محافل غربية". والرقابة تفرض على وسائل الاعلام الاسرائيلية ولكن "المحافل" تلمح للصحفيين الاسرائيليين بانه يجدر بهم أن يقتبسوا عن المنشورات في خارج البلاد. التسريب الى صحيفة في الكويت، أو الى صحيفة محلية في الولايات المتحدة، يستهدف الحفاظ على الغموض، والاقتباس غير المباشر في اسرائيل يستهدف تعزيز مصداقية النشر الاجنبي. هذه المناورة المستهلكة فشلت هذه المرة لان السوريين رفضوا المشاركة فيها، وكشفوا القصف الاسرائيلي في بيانات رسمية وصور فيديو. وردا على ذلك، أخذ وزير الدفاع ايهود باراك مسؤولية غير مباشرة عن العملية، وضع حدا للغموض الرسمي، وعرض الرقابة العسكرية بكامل سخفها وكأنها استخدمت عبثا. في نظرة الى الوراء يبدو ان الهدف الاساس من الغموض الرسمي، وبالتأكيد بعد أن نشر السوريون التفاصيل كان منع النقاش الجماهيري في اسرائيل عن الحكمة والمسؤولية في الانخراط في اللباب المتلظي للحرب الاهلية السورية. رئيس الوزراء ووزير الدفاع يفضلان لعب جيمز بوند، وتحويل الصحافة الاسرائيلية الى مقاتلة في جيش "الحرب النفسية"، بدلا من شرح العملية ودوافعها. وهذا النهج كان بالكاد ملائما لاسرائيل في سنواتها الاولى. حان الوقت للنضج والتصرف كدولة وليس كالابطال في الخفاء.