خبر : حكومته تنفي وجود وصية لشن غارات على اسرائيل حال اغتياله ..الاسد يعلن استعادة جيشه زمام المبادرة

الثلاثاء 29 يناير 2013 11:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
حكومته تنفي وجود وصية لشن غارات على اسرائيل حال اغتياله ..الاسد يعلن استعادة جيشه زمام المبادرة



دمشق ـ بيروت ـ واشنطن ـ وكالات: قال الرئيس السوري بشار الاسد ان قواته تستعيد زمام المبادرة على الارض في مواجهة المقاتلين المعارضين، في وقت استضافت فيه باريس لقاء طالب خلاله الائتلاف السوري المعارض المجتمع الدولي بدعمه بالمال والسلاح. في غضون ذلك، قال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه ’محتار’ في ما اذا كان على بلاده التدخل في النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا، بينما نشرت اسرائيل نظاما للدفاع الصاروخي (القبة الحديدة) على حدودها الشمالية قرب حيفا خوفا من تداعيات هذه الازمة. ونقلت صحيفة ’الاخبار’ القريبة من دمشق وطهران عن زوار التقوا الاسد في قصر الروضة الرئاسي في دمشق، تأكيده ان ’الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض (...) وانه حقق نتائج هامة’، وان ذلك ’سيجري تظهيره قريبا’. واوضح ان الجيش حال دون سيطرة المعارضين على محافظات بأكملها، و’ظل ملعبهم’ مناطق حدودية مع تركيا والأردن ولبنان، و’بعض الجيوب (...) يتم التعامل معها’ في محيط العاصمة التي اكد انها ’في حال أفضل’، ونقاطها الاستراتيجية ’آمنة، ولا سيما طريق المطار’. وتشن القوات النظامية حملة واسعة في محيط العاصمة، لا سيما منذ اقتربت الاشتباكات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي من محيط المطار وادت الى اغلاق الطريق المؤدية اليه. واعلنت السلطات في وقت لاحق ان الطريق ’آمن’، علما ان مسؤولين سوريين سافروا مؤخرا عبر مطار بيروت. وانتقد الاسد الدعم التركي للمعارضة، معتبرا ان اغلاق انقرة حدودها في وجه المقاتلين يتيح له حسم ’الأمور خلال أسبوعين فقط’. وفي حديثه عن الحل السياسي، شدد الاسد على ان ’لا تزحزح عن بنود اتفاق جنيف’ الذي اقرته مجموعة العمل حول سورية في 30 حزيران (يونيو) الماضي، ولم يتطرق الى مسألة تنحي الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته في العام 2014. ونقلت الصحيفة ان الاسد رد على طرح الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي خلال زيارته الاخيرة لدمشق مسألة التنحي خلال المرحلة الانتقالية، بتأكيده ان حسم الحل السياسي يحدده ’الوضع الميداني الذي يتحسن يوما بعد آخر’ لمصلحته. وكان الرئيس السوري طرح هذا الشهر خطة للحل رفضتها المعارضة والدول الداعمة لها لانها لا تتضمن تنحيه عن السلطة. واكدت وزارة الخارجية السورية الاثنين في رسالتين الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة، مضي دمشق في الخطوات التنفيذية للطرح. الى ذلك قال مراسل ’روسيا اليوم’ نقلا عن مصادر مطلعة إن نائب رئيس الحكومة السوري قدري جميل زار مؤخرا دولة الإمارات، مشيرا إلى أنه بقي فيها عدة أيام دون الإعلان عن ذلك. وأضاف المراسل أنه لا توجد لدي أية تفاصيل أخرى، لكن من المتوقع أن يكون قدري جميل قد بحث خلال زيارته لدولة الإمارات مسائل إقتصادية وتجارية، ويمكن القول ان زيارة قدري جميل للإمارات تعكس تغيراً في الموقف الخليجي الرسمي تجاه الأزمة السورية وتعد تطوراً على مستوى العلاقة شبه المقطوعة بين القيادة السورية والقادة الخليجيين. ونفى المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية كل ما نشرته وسائل الإعلام حول ما أسمتها سلسلة اجتماعات أمنية عقدها الرئيس بشار الأسد عقب خطابه السياسي الأخير وما تضمنته حول ’وصية شن غارات صاروخية ضد اسرائيل في حال اغتياله’. كما نفى المكتب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام مؤخرا حول مغادرة والدة الرئيس الأسد أنيسة مخلوف الى الامارات، مؤكدة انها لم تغادر دمشق أبدا. في باريس التي تعترف بالائتلاف السوري المعارض كممثل شرعي للشعب السوري، صرح نائب رئيس الائتلاف رياض سيف ان ’الشعب السوري يخوض حاليا حربا بلا رحمة’، وان استمرار النزاع ’لا يمكن الا ان يجلب كارثة على المنطقة والعالم’، وذلك امام اجتماع ذي طابع ’فني’ حضره دبلوماسيون من نحو 50 دولة. من جهته، طلب جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري الذي يشكل ابرز مكونات الائتلاف، ’500 مليون دولار على الاقل للتمكن من تشكيل حكومة’ في المنفى، وهو الامر الذي يشترط الائتلاف نيل ضمانات دولية بشأنه قبل الاقدام عليه.  اضاف ’نحتاج الى اسلحة والمزيد من الاسلحة’، وهو مطلب ما زال المجتمع الدولي يحجم عن التجاوب معه رسميا خوفا من وقوع الاسلحة في ايدي مقاتلين اسلاميين في سورية. ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى تزويد الائتلاف بوسائل تحرك تشمل ’الاموال والمساعدات باشكالها كافة’. رغم ذلك، تبدو الاسرة الدولية متريثة. ويعتبر بيتر هارلينغ، الاختصاصي في الشأن السوري في مجموعة الازمات الدولية، ان اللاعبين الخارجيين يكتفون ’بالمشاهدة ليروا الى اين ستصل الامور (...) بدون ان يسعى احد جديا الى حل’. وفي سياق متصل، قال اوباما الذي تدعم بلاده المعارضة السورية لمجلة ’نيو ريبابليك’، انه ’في وضع مماثل للوضع في سورية علي ان اتساءل هل يمكننا ان نحدث فرقا؟’. وسأل ’هل سيكون للتدخل العسكري وقع؟ كيف سيؤثر ذلك على قدرتنا على دعم قواتنا التي لا تزال منتشرة في افغانستان؟ ما ستكون عواقب تورطنا على الارض؟ هل سيزيد ذلك من العنف او يؤدي الى استخدام الاسلحة الكيميائية؟ ما الذي يقدم افضل الفرص لنظام مستقر لما بعد الاسد؟’. واوضح ’اتساءل دائما اين ومتى على الولايات المتحدة التدخل او التحرك لخدمة مصلحتنا الوطنية وضمان امننا وليتناسب ذلك مع اعلى قيمنا وانسانيتنا’. وعلى الحدود الجنوبية لسورية، قال مصدر امني اسرائيلي ان اسرائيل نشرت بطاريتين من نظام القبة الحديدية لاعتراض صواريخ محتملة بهدف شن عمل عسكري بشكل سريع ضد سورية او لبنان في حال الضرورة. واعرب المصدر عن اعتقاد اسرائيل ان حزب الله اللبناني، الحليف المسلح لدمشق، يدعمها في القتال ضد المعارضين، وقد يستولي على اسلحة كيميائية في حال سقوط النظام. من جهته، تحدث الجيش الاسرائيلي عن نشر بطارية واحدة فقط في شمال البلاد، وذلك في اطار ’برنامج نشر العمليات الذي يتضمن تغيير المواقع (...) من وقت لاخر’.