خبر : مصادر في وزارة الخارجية: لم تجتز خطوط في موضوع السلاح الكيميائي في سوريا ../ نتنياهو يطرح التخوف من سوريا بسبب مصالح خفية"../معاريف

الثلاثاء 29 يناير 2013 01:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
مصادر في وزارة الخارجية: لم تجتز خطوط في موضوع السلاح الكيميائي في سوريا ../ نتنياهو يطرح التخوف من سوريا بسبب مصالح خفية"../معاريف



يوجه موظفون كبار في وزارة الخارجية انتقادا شديدا لبنيامين نتنياهو ويدعون بانه رفع مستوى المخاوف مما يجري في سوريا دون سبب حقيقي ورغم أنه لم يكن هناك تخوف من أنه اجتيزت الخطوط الحمراء التي وضعتها اسرائيل بالنسبة للسلاح الكيميائي لدى الاسد. وفي محادثات مع "معاريف" قالت هذه المحافل ان نتنياهو تصرف هكذا رغم أن صورة الوضع في سوريا مؤخرا لم تتغير سلبا بشكل دراماتيكي. "صورة الوضع في سوريا، ولا سيما بالنسبة لمخازن السلاح الكيميائي، لم تتغير في الاسبوعين الاخيرين"، هكذا يقدر موظف كبير في وزارة الخارجية. "عمليا يسود نوع من الوضع الراهن في الصراع بين جيش الاسد والثوار". وقال موظف آخر: "اسرائيل تتابع عن كثب ما يجري في سوريا وحسب المعلومات التي لدينا لم يطرأ تدهور بالنسبة لحماية السلاح الكيميائي ولم تجتز الخطوط الحمراء التي وضعتها اسرائيل بشأنه".وبغير الصدفة، كما يدعون في وزارة الخارجية، تسرب انعقاد جلسة سرية في الموضوع السوري عقدها نتنياهو يوم الاربعاء الماضي، غداة الانتخابات. تفاصيل قليلة فقط، غير دقيقة في معظمها تسربت من هذه اللقاءات.وكان الانطباع الناشيء هو أنهم في اسرائيل يخشون جدا من مغبة سقوط السلاح الكيميائي لدى الاسد في ايدي منظمات الارهاب السنية العاملة الى جانب الثوار. وكان تخوف آخر من استمرار نقل وسائل القتال المتطورة الى حزب الله كصواريخ سكاد، صواريخ أرض – جو وصواريخ شاطيء – بحر. ولكن المحافل المشاركة في المداولات أشارت الى أن وسائل الاعلام تحدثت بشكل جد غير دقيق، دون أن تعرف ما الذي بحث حقا في تلك الجلسة. وقال واحد منهم: "عمليا خدمت وسائل الاعلام مصالح خفية لنتنياهو". وعلى حد قول أحد الموظفين في وزارة الخارجية، "كان يمكن نقل الرسائل بهدوء دون أن تتسرب تفاصيل جلسات سرية وكأنه بالصدفة، دون أن ينشأ الانطباع بان رئيس الوزراء استدعى على عجل وزير الدفاع ايهود باراك كي يعود من اوروبا". وكان نتنياهو طرح الموضوع السوري في الاسبوعين اللذين سبقا الانتخابات، في أثناء زيارته الى هضبة الجولان وفي لقائه مع مجموعة سيناتوريين أمريكيين برئاسة جون ماكين. وقد تشدد الخطاب في المسألة السورية من جانب نتنياهو في سلسلة تصريحات منذ جلسة الحكومة التي انعقدت يوم الاحد من هذا الاسبوع، في ذروة المفاوضات الائتلافية، إذ ربط بين الحكومة التي في نيته تشكيلها وبين التهديدات على اسرائيل."ينبغي أيضا النظر حولنا، الى ما يجري في ايران وملحقاتها، الى ما يجري في ساحات اخرى، الى السلاح الفتاك الذي يوجد في سوريا والآخذ في الخروج"، قال نتنياهو في بداية جلسة الحكومة. "الشرق الاوسط لا ينتظر نتائج الانتخابات وهو لا يتوقف في زمن تشكيل الحكومة. يوجد هنا الكثير من التهديدات، ركام من التهديدات، الاكثر شدة  التي ذكرتها وغيرها أيضا، والواقع يواصل التطور. كل المنطقة تعتمل ونحن ملزمون بان نكون جاهزين وأقوياء ومصممين حيال كل تطور محتمل. ولهذا الغرض فاني سأتطلع الى تشكيل أوسع حكومة وأكثرها استقرارا، من أجل الاستجابة قبل كل شيء الى التهديدات الأمنية ذات المغزى على دولة اسرائيل، وأنا مقتنع بان في وسعنا ان نتصدى لهذه التحديات".ولم تكن أوساط وزارة الخارجية هي التي قدرت فقط بان نتنياهو استخدم الوضع الامني الهش جدا في سوريا كي ينقل رسالة الى  رؤساء الاحزاب الذين يدير معهم مفاوضات ائتلافية بشأن الحاجة الى إقامة حكومة واسعة. واشار عدد من الدبلوماسيين الى أن "رفع مستوى المخاوف مما يجري في سوريا يرتبط بشؤون سياسية داخلية في اسرائيل". وحسب دبلوماسيين اوروبيين فان "نتنياهو يزرع الرعب والخوف بطريقة مشابهة لطريقة العمل التي اتبعها في المسألة الايرانية في السنة الماضية. هذا تخويف ذاتي". وقال دبلوماسي اوروبي ضالع في ما يجري في سوريا ان "المعركة في سوريا يمكن أن تستمر لزمن طويل جدا آخر. وصحيح حتى هذه اللحظة لم يطرأ اي تغيير بالنسبة للسلاح الكيميائي. فهو محروس جدا". في مكتب رئيس الوزراء رفضوا أمس التعقيب على هذه الادعاءات.