أنهى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية الـ اف.بي.اي الامريكيون مؤخرا تدريب نحو 80 من رجال الامن والشرطة الاتراك على استخدام معدات الدفاع ضد السلاح الكيميائي وسبل الدفاع عن النفس ضد السلاح. وهذا الاسبوع اصبحت بطارية صواريخ باتريوت التي نصبت على الحدود التركية – السورية تنفيذية، وبطاريات اخرى في طريقها الى تركيا. والى الاردن ايضا من المتوقع أن تصل ارساليات من عتاد الدفاع المدني ضد المواد الكيميائية. وحسب تقارير في الغرب، فقد طلبت الادارة الامريكية من الاردن ومن تركيا العمل في حالة استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي. ليس واضحا اذا كانتا مطالبتين بان تسيطرا على مواقع السلاح الكيميائي أو محاولة تدميرها.يحتمل ان يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي التقى مؤخرا بالملك عبدالله قد أشركه بالمعلومات التي لدى اسرائيل عن مواقع تخزين السلاح الكيميائي السوري كجزء من التعاون الامني مع الاردن. وحسب التقرير في الغرب، فان القرار الاستراتيجي الامريكي هو الطلب من تركيا والاردن التدخل العسكري في حالة استخدام السلاح الكيميائي وعدم ارسال قوات امريكية الى سوريا في حالة سقوط النظام أو وصول مثل هذا السلاح الى ايدي محافل معادية. ووافقت تركيا والاردن حتى الان على الاستعانة بالعتاد والارشاد لمكافحة الحرب الكيميائية ولكن حسب المصادر في الاردن فانهم يرفضان، في هذه المرحلة، التدخل عسكريا، حتى في حالة استخدام الاسد السلاح الكيميائي ضد مواطنيه، طالما أنه لا يمس باراضيهما. الدولتان، تركيا والاردن توجدان منذ نهاية كانون الاول في حالة تأهب عالٍ استعدادا لامكانية استخدام السلاح الكيميائي بصواريخ سكاد من نوع SS21. وحسب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، فان لدى سوريا نحو 700 وحدة من مثل هذه الصواريخ، يمكنها أن تصل الى مسافة 110 كم. ويتيح مدى الصواريخ لها ضرب العمق التركي، الاردني والاسرائيلي. وحسب موقع الاخبار التركي "صباح"، فان رجال الاستخبارات الاتراك فحصوا عينات من التربة وحطام المنازل التي قصفت قرب مدينة حمص للعثور على استخدام للسلاح الكيميائي، فانه لم يتم حتى الان الحصول على تأكيد في تركيا او في الدول الغربية التي تتعاون معها تركيا، على استخدام السلاح الكيميائي. وبالمقابل، فان رجال المعارضة يدعون بان الجيش السوري اطلق في نهاية شهر كانون الاول ما لا يقل عن أربعة صواريخ تحمل رؤوس كيميائية في القصف على مدينة حمص ومحيطها وان قواته تستخدم القذائف الفسفورية ضد المدنيين. اما سوريا، كرد على ذلك، فتتهم اسرائيل في أنها تنشر معلومات عن استخدام السلاح الكيميائي وأن الثوار يطورون بأنفسهم سلاحا كيميائيا بواسطة الفسفات والكلور. واتهم نائب رئيس الوزراء السوري، قدري جميل قطر في أنها تمول قوات الثوار كي يمنعوا كل حل سياسي "حل بواسطة استخدام السلاح الكيميائي كي تلصق تهمة استخدامه بالنظام السوري". وبينما أساس التخوف هو من استخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام أو تسربه الى حزب الله، فخطيرة بقدر لا يقل امكانية ان تسقط مخزونات السلاح الكيميائي، التي تتضمن حسب التقديرات المختلفة نحو 400 طن من غاز الاعصاب وغيرها من المواد في ايدي الثوار. فكتائب عديدة من الثوار تتشكل من مقاتلين متدينين متطرفين وعدة ميليشيات بين جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. هذه الجبهة تعمل بالتعاون مع كتائب الجيش الحر وامكانية أن تسيطر هذه القوات على السلاح الكيميائي لا تقلق فقط الولايات المتحدة وجيران سوريا، بل وتقلق روسيا ايضا. وحسب تقرير مركز الاستقامة العامة، الذي يعنى بالتحقيقات الصحفية، فان الولايات المتحدة أدارت مؤخرا محادثات مع روسيا ومع العراق عن امكانية نقل مواد القتال الكيميائي الى خارج سوريا وتدميرها.