محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امتشاق أرنب من القبعة قبل صندوق الاقتراع، اصطدمت بمعارضة رئيس لجنة الانتخابات، قاضي المحكمة العليا الياكيم روبنشتاين، الذي أظلم الشاشة عن المؤتمر الصحفي الاحتفالي الذي نظمه. قبل 35 ساعة من فتح صناديق الاقتراع اختار نتنياهو الاعلان عن نيته تعيين وزير الرفاه والاتصالات المعتزل موشيه كحلون في منصب رئيس مجلس مديرية أراضي اسرائيل. ويعتبر كحلون الوزير الشعبي والاكثر اجتماعية، ولا سيما بفضل الخطوة التي قادها لتخفيض الاسعار في سوق الخلوي، ولكن قبل ثلاثة اشهر أعلن عن اعتزاله الحياة السياسية. وضمن امور اخرى زعم في حينه انه في الخلفية قبع توتر بينه وبين نتنياهو. وفكر في رئاسة حزب اجتماعي جديد ولكنه قرر في النهاية التوجه الى الدراسة في جامعة هارفرد في الولايات المتحدة. وتعتبر مغادرته العامل المركزي لهبوط الليكود بيتنا في الاستطلاعات. وعمل مقربو كحلون لايجاد منصب اجتماعي له في الحكومة، وحاولوا في الليكود اعادته الى الحزب – وهكذا أيضا ادخل الى الدعاية الانتخابية. وكانت النتيجة القرار بمحاولة تعيينه رئيسا لمجلس اراضي اسرائيل، المنصب الذي كان في الماضي تابعا لوزير الاسكان، ولكن حسب التخطيط سيكون تابعا لديوان رئيس الوزراء، ولكن الخطوة تحتاج الى تشريع ليس مؤكدا أن سينجح وعلى أي حال لن يتم الا في الكنيست القادمة وبعد عودة كحلون من الولايات المتحدة في ايلول، الامر الذي يجعل البيان مشبوها بالطابع السياسي. وفي نهاية الخطوة يفترض أن تقتطع من وزارة الاسكان قوتها الاكبر، السيطرة على 93 في المائة من اراضي الدولة، ويفترض بكحلون أن يحاول قيادة اصلاح لتخفيض اسعار السكن. بعد البيان، الذي جاء من قيادة الاعلام في الليكود بيتنا وليس من سلطة حكومية، كدليل آخر على جذوره السياسية – وقف نتنياهو وكحلون في المؤتمر الصحفي – ولكن روبنشتاين منع التلفزيون من بثه بدعوى ان هذه "دعاية انتخابية محظورة". والقانون الذي استند اليه روبنشتاين يقضي بانه في الستين يوما قبل الانتخابات لا يجب عرض انشغال في موضوع ليس واقعيا ومن شأنه أن يحدث عدم مساواة من ناحية انتخابية. "نتنياهو في حالة هستيريا والتحول ليس فقط خطوة ممكنة بل وضرورية أيضا"، هكذا عقبت رئيس العمل شيلي يحيموفيتش. "هذه مناورة اللحظة الاخيرة ودليل على الفزع الذي يعيشه نتنياهو بسبب ضعفه".اما رئيسة الحركة تسيبي لفني فأفادت قائلة: "حين سمعت عن المؤتمر الصحفي فكرت بأي سوبر تنكر سيأتي نتنياهو هذه المرة؟ وفي النهاية أعلن عن نيته تعيين كحلون كي يطفيء الانخفاض في الاستطلاعات". في البيت اليهودي، الذين أعلنوا عن اهتمامهم بحقيبة الاسكان قالوا بتهكم: "ازمة السكن هي موضوع هام جدا ولا يحتمل أن يكون الحديث يدور عن خطوة تستهدف اغراضا انتخابية فقط".