خبر : تقرير: الفلسطينيون لا يتوقعون أي تغيير جوهري في السياسة الإسرائيلية بعد انتخابات الكنيست

الأحد 20 يناير 2013 08:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير: الفلسطينيون لا يتوقعون أي تغيير جوهري في السياسة الإسرائيلية بعد انتخابات الكنيست



غزة / وكالات / لا يهتم الفلسطينيون كثيراً بالانتخابات الإسرائيلية، وسط قناعة متزايدة بعدم وجود تغيرات جذرية في توجهات السياسة الإسرائيلية عقب هذه الانتخابات، خاصة مع التوقعات باحتفاظ اليمين الإسرائيلي بالأغلبية، مع استشعار مخاطر تنامي المواقف المتشدّدة لا سيّما إزاء غزة. ورأى الباحث في الشؤون الإسرائيلية، عمر جعارة، أن فرص اليمين الإسرائيلي تبدو بتحقيق تقدم تبدو واضحة، متوقعاً أن يحرز 60 % من المقاعد. ورغم القناعة، المتجذرة لدى الكثير من الباحثين الفلسطينيين بعدم توقعات تغيرات جذرية في السياسة الإسرائيلية عقب الانتخابات، قال جعارة ليونايتد برس إنترناشونال اليوم الأحد، إن أطراف اليمين التي ستشكل الحكومة الإسرائيلية ستجعل على رأس أولوياتها إسقاط حكومة غزة (سيطرة حماس على غزة)، فيما توقع أن تراوح المفاوضات مكانها وتبقى تدور في حلقات مفرغة. وأضاف أنه "لطالما تغنى نتانياهو بسعية للتفاوض والوصول لتفاهم، إلا أن الواقع يخالف خطابة فهو ماض في الاستيطان وتهويد القدس وهدم المنازل، وفي حال وصولة للحكم لن يعطي الفلسطينيين شيئاً لا دولة ولا مياه ولا حتى كهرباء". وتشارك في الانتخابات الإسرائيلية 33 قائمة انتخابية، تتنافس على 120 مقعد، وتسعى كل منها لنيل الجزء الأكبر من أصوات 5 ملايين و660 ألفاً، بينهم أكثر من 800 ألف عربي. ويتفاوت المحللون في مدى تأثير هذه لانتخابات وانعكاساتها على الملفات الفلسطينية، في ظل تصارع القطبين اليميني واليمني المتطرف وقطب اليسار، الذين يعتبرهما المحللون سيّان بشأن التعاطي مع الملفات الفلسطينية. وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، محمد مصلح ليونايتد برس انترناشونال، إن القطبين على الساحة الإسرائيلية يركزون على الجانب التفاوضي وذلك من خلال ما تمثله أقطاب اليسار من دعوتها لحل الدولتين مع شروط الاعتراف بيهودية إسرائيل , للنكاية بأقطاب اليمين التي يرون فيها مدمرة لمستقبل السلام . وأبد مصلح اعتقاده بأن "المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية مسألة استهلاكية، والمجتمع الإسرائيلي يميل للتطرف"، معتبراً أن "الاستيطان والسياسة الإسرائيلية لن تتغير في حالة وصول أي من القطبين للحكم". ويرى المتابعون الفلسطينيون أن أي حكومة إسرائيلية قادمة سيكون أمامها مخاض عسير بخصوص تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي، وهو ما سيدفع هذه الحكومة لنقل أزمتها للمناطق الفلسطينية لصرف الأنظار عن الأوضاع الشخصية للمصيرية. وقال مصلح إن "إسرائيل سواء اليمين أو اليسار يميل إلى تحويل الأزمات، لذلك يكون التصعيد ضد الفلسطينيين الحل السحري لدى الكثير منهم لصرف النظر عن الأزمات الداخلية". وتتباين بشكل جزئي آراء الخبراء الفلسطينيين، حول التأثيرات المحتملة لنتائج الانتخابات حول مسار المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح. ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعات الضفة الغربية، البروفيسور عبد الستار قاسم، أن "وصول أي طرف (اليمين أو اليسار) الى الحكم لن يكون له انعكاس مباشر على المصالحة بل إن ذلك يعود للنية الفلسطينية الداخلية". وقال قاسم ليونايتد برس انترناشونال، إن "إسرائيل ماضية في مخططها ولن تتوقف، ويبقى للفلسطينيين الخيار إما التوحّد وإما التفرّق"، بينما رأى مصلح أن الإنتخات سيكون لها أثر على المصالحة بطريقة غير مباشرة . وقال مصلح "إن وصل اليمين واليمين المتطرف للحكم، سيكن بمثابة حكم إصدار شهادة وفاة للمفاوضات التي لم تنجح مع هذا الطرف منذ زمن، ولن يقدم شيء جديد، وأمام هذا الانسداد للأفق لن يكون السبيل إلا المصالحة مع حماس". وأبدى تفاؤله من إتمام المصالحة خاصة بعد التغيرات على الساحة السياسية المصرية ودخولها كطرف قوي يشجع الأطراف الدولية لتبني القضية الفلسطينية. من جهته، يرى جعارة أن إسرائيل "ستعمل بكل قوتها لإفشال أي اتفاق للتوافق الفلسطيني الداخلي، كما صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للرئيس الفلسطيني محمود عباس بتخييره إما إسرائيل أو حماس. وتبدو ملفات ساخنة على طاولة الحكومة الإسرائيلية القادمة على رأسها التعامل مع الملف النووي الإيراني، إلى جانب التعامل مع حالة غزة تحت حكم حماس، خاصة بعد نتائج المواجهة الأخيرة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي التي يعتقد البعض أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها منها. وفي هذا الخصوص قال قاسم إن "الأحزاب الإسرائيلية على اختلافها, تلتزم بالمصلحة العامة الإسرائيلية، وتضع في رأس أجندتها مواجهة الملف الإيراني، ووضع حد للمقاومة في غزة". ورأى أن "التصعيد الأخير على القطاع لم يؤثر على الناخب الإسرائيلي بل إن الأمر أصبح اعتيادي عند أي جول انتخابية"، غير أن جعارة رأى أن "تهديدات (وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور) ليبرمان خلال حملته بوضع حد للملف الإيراني وصواريخ غزة ما هو إلا دعاية لن يكون لها واقعها خاصة أنه لم يثبت ذلك في منصب تقلده". وشدد على أن ليبرمان "لن يستطيع أن يحقق أي شيء أو حتى يوجه ضربة لغزة ، خاصة أنه أمام وضع اقتصاد مترد، وعند فوز هذا القطب سيكون أضعف مما هو عليه الآن في الكنيست الثامن عشر". وبخلاف قاسم يرى مصلح أن جولة الأيام الثمانية على غزة "قلبت الموازيين من خلال أن المقاومة أصبحت ورقة يوظفها كل طرف إسرائيلي مقابل خصمة"، معتبراً أن "الموقف الميداني سيكون حاسماً في المرحلة القادمة". وكانت إسرائيل شنت هجوماً على غزة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بدأ باغتيال الرجل الثاني كتائب القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، أحمد الجعبري، ردت عليه حماس والجهاد الإسلامي بقصف مدينة تل أبيب والقدس بصواريخ (فجر) الإيرانية إلى جانب صواريخ أخرى محلية الصنع، ما ساهم في سرعة التوصل لاتفاق تهدئة بتدخل مصري بعد 8 أيام من المواجهة التي خرجت في نهايتها حماس لتقول إنها انتصرت في المواجهة. وقال مصلح إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتبر نفسها "خُدعت وغُشت" في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الأخير مع الجانب الفلسطيني، "وهذا ما سيدفع الحكومة القادمة لتوجيه ضربة لغزة بعد انتهاء الانتخابات، بالتذرع لأي خرق ميداني للاتفاق". ورأى أن "الخيار الباقي أما الحكومة الإسرائيلية القادمة إما مفاوضات مفتوحة أو حرب مفتوحة على حماس".