خبر : اولمرت في مقدمة الأمنيين الشاعرين بالمرارة/بقلم: ماتي توخفيلد/اسرائيل اليوم 14/1/2013

الإثنين 14 يناير 2013 02:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
اولمرت في مقدمة الأمنيين الشاعرين بالمرارة/بقلم: ماتي توخفيلد/اسرائيل اليوم  14/1/2013



يبدو ان مصدر هجمات اهود اولمرت المكررة على رئيس الوزراء نتنياهو في الايام الاخيرة خيبة أمل عميقة. فقد كان اولمرت موجودا في جميع معارك الانتخابات في عشرات السنين الاخيرة. فمن المؤكد انه يفتقد جدا الى الحركة والأدرينالين والمواجهات والوخزات المتبادلة. لأنه لا يمكن ان نخطيء في هذا الرجل بعد كل شيء برغم انه تولى رئاسة الوزراء وهذا شيء يضيف الى شخصه فخامة شأن مليئة بالأهمية بل بالرسمية. كان اولمرت وما زال في جوهره متحديا سياسيا موهوبا محنكا وُهبت له القدرة على أن يبقى متهكما لا يعدل عن ذلك برغم منزلته الرفيعة. وحينما كان اولمرت رئيسا للوزراء وجه اليه انتقاد بسبب جدل صارخ قام به في جلسة الكنيست العامة مع عضو الكنيست زهافا غلئون من المقاعد الخلفية مثل أصغر اعضاء الكنيست. ومن المؤكد الآن بعد اربع سنوات خارج ديوان رئيس الوزراء انه لم يعد هناك ما يحجزه عن معاودة هوايته القديمة. لكن يبدو ان الحديث هذه المرة حتى من وجهة نظر اولمرت عن تعدي خط كان ذات مرة مصبوغا باللون الاحمر. فقد كانت الشؤون الامنية ولا سيما اذا كان الحديث عن الشؤون الأكثر وجودية واستراتيجية، كانت منذ كانت خارج النقاش السياسي. وسبب ذلك بسيط وهو ان الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يرى في الوقت المناسب الصورة كلها مع كامل تعقيدها هو رئيس الوزراء الذي يتولى عمله. وقد حصل على سلطة عمله من الناخب مباشرة. ليس رئيس هيئة الاركان ورئيس الموساد ورئيس جهاز الامن العام وسائر رؤساء جهاز الامن أكثر من وسائل مساعدة لرئيس الوزراء. ويبدو ان حقيقة ان نتنياهو أنهى ولاية ذات اربع سنوات وهو يتأهب لولاية اخرى، قد أذهبت عقول مجموعة من المسؤولين الكبار السابقين مستعدين من اجل مواقف سياسية أو انتقام شخصي للاخلال بجميع المعايير المقدسة. إن المعلومات التي وصلت اليهم بفضل مناصبهم ليست لهم وكل سلوك آخر من قبلهم يلقي بظل ثقيل على سؤال أكانوا يستحقون تلك المناصب من البدء. إن الخطأ الذي اخطأه نتنياهو هو انه رد على اولمرت هجماته وبذلك ضخمه وعظمه وكأن الحديث عن خصم يساويه في قيمته، لا عن رئيس وزراء عُزل عن عمله في خزي. وقد جعل اولمرت نفسه هذا الاسبوع في مقدمة مجموعة من الأمنيين يشعرون بالمرارة تشتمل على اشكنازي وديسكن وربما على يادلين، وعلى دغان ايضا اذا ساعدته صحته. والشيء المشترك بينهم جميعا هو منعهم من المنافسة في الانتخابات القريبة. لكن الأمنيين الشاعرين بالمرارة لن يتخلوا، فهم ينوون تحقيق مطامحهم السياسية ولا توجد أية مشكلة اذا احتيج الى الكشف عن عدد من الاستراتيجيات المستورة. إن شاؤول موفاز الآن هو المستمتع الرئيس بحملة عروض اولمرت، فقد عاد حزب كديما الذي لم يكن موجودا في استطلاعات الرأي في الاشهر الاخيرة الى الحياة فجأة. واستقر رأي اولمرت على ان يُجند نفسه من اجل كديما بكامل القوة وان يحرز بذلك هدفين الاول هو قاعدة للعودة له ولمن سيأتون معه. والثاني هو المس بلفني التي طعنته بسكين في ظهره كما يرى. ومن المثير ان نعلم كيف سيشعر اولمرت حينما يجري موفاز الذي كان يرعاه بعد الانتخابات الى حكومة نتنياهو.