خبر : عبء الذخر / بقلم: أمير أورن / هآرتس 13/1/2013

الأحد 13 يناير 2013 12:31 م / بتوقيت القدس +2GMT
عبء الذخر / بقلم: أمير أورن / هآرتس  13/1/2013



 يعبر تعيين تشاك هيغل وزيرا للدفاع الامريكي، برغم ضغوط جهات امريكية تتمدح بالاهتمام لاسرائيل عن فقدان خصوم اوباما الذين أيدوا ميت رومني في انتخابات الرئاسة، بقدرتهم على الردع. لو تمت الآن في اسرائيل معركة انتخابات جدية مع مرشح بارز ينافس بنيامين نتنياهو لكان لاستقرار رأي اوباما على تعيين هيغل معنى سياسي اسرائيلي ايضا. ومع عدم وجوده يقرع نتنياهو الطبل من غير تشويش عليه في البرامج المذاعة الدعائية عن خطبتيه في مجلس النواب الامريكي والامم المتحدة – برغم انه يعزل اسرائيل في الساحة الدولية وينطلق الى الأمام نحو مواجهة وجها لوجه مع الرئيس الامريكي في موضوعات ايران والذرة (الاسرائيلية ايضا) وفلسطين.             كان اليهود الامريكيون المنظمون في الماضي حليفا ضروريا لاسرائيل وما يزال وزنهم مهما مثل قنبلة في قبو البيت الابيض وتل الكابيتول. ومنذ جيلين أصبح الامريكيون يتجرأون على أن يسألوا أنفسهم وأصبح ذلك في صوت جهير في المدة الاخيرة، هل اسرائيل ذخر لهم أم عبء عليهم. ومن المُلح ان يسألوا كذلك هل اولئك الذين يتمدحون بالحديث عن المصلحة الاسرائيلية في امريكا هم في الحقيقة ذخر الذخر.             قد يكون أصح من ذلك الحديث عن ذيل الذيل لأنه اذا كانت اسرائيل تلوح بالكلب الامريكي فكيف يُسمى من يوجد عند طرف الذيل ويحركه. إن هذا الطرف يقع الى اليمين دائما. وهو لا يسكن في اسرائيل ولا يشارك في ازماتها، وهو يخطيء في اعتقاد ان الاسهام في معركة الانتخابات لعضو مجلس نواب امريكي يصوت من اجل الانفاق على القبة الحديدية يساوي في قيمته العيش في بلدات اسرائيلية تضربها الصواريخ.             لا يريد الامريكيون في سعيهم العجيب الى الاستقلال ان تحدد لهم دولة اجنبية مهما تكن حبيبة اليهم مصلحتهم القومية وان تقول لهم بفمها وبواسطة مبعوثين (يثيرون بذلك مرة اخرى مسألة الولاء المزدوج)، وماذا يفعلون وبخاصة حينما يكون الفعل حربيا. وهنا يُملي اولئك المفوضون الذين عينوا هم أنفسهم على اسرائيل برنامج عمل يشتمل على صِدام الرئيس.             كان العصر الذهبي للعلاقة الاسرائيلية الناجعة بالمنظمات التمثيلية لليهود الامريكيين في عقد واحد في سبعينيات القرن الماضي تحت اشراف السفيرين اسحق رابين وسمحا دينتس. وقد أثمر نسيج العلاقات بالأكثرية الديمقراطية في مجلس النواب الامريكي وبأشخاص ذوي شأن كبير من الأقلية الجمهورية، بازاء ادارتي نيكسون – فورد – كيسنجر حصادا أمنيا وسياسيا مصيريا في حرب يوم الغفران ومسيرة التسويات المرحلية مع مصر وسوريا برغم أنه كان في ذلك ايضا انتصار صعب لأن قدرة اسرائيل الكامنة على استعمال اصدقائها صدت الادارة عن الضغط على غولدا مئير وهو ما جعل عدم وجوده أنور السادات ييأس من القناة السياسية ويخرج للحرب.             اقترب السفراء احيانا من حدود المسموح به واذا تجاوزوها كانوا يسرعون العودة الى قواعدهم بحيث يكون ذلك اجتياحا لا غزوا. وشعرت الادارة بالمرارة وبلغت الى شفا توجه رئاسي مباشر يعترض على الرفض الاسرائيلي الى الرأي العام من فوق رأس مجلس النواب الامريكي، لكن قواعد اللعب قد تم تفهمها في الحاصل العام وتم احترامها. وفي الحكومة الاولى المعتدلة لمناحيم بيغن (وزير الخارجية موشيه ديان ووزير الدفاع عيزر وايزمن)، تم الحفاظ على خليط متزن من التعاون مع الادارة الامريكية وايماءات دقيقة تتعلق بقدرتها على التوجه الى مجلس النواب. وبدأ الاختلال في حكومة بيغن الثانية.             إنضم نتنياهو ونائب السفير في واشنطن موشيه آرنس والمندوب في الامم المتحدة بعد ذلك الى اليمين المحارب في الحزب الجمهوري. في الحكومة المشتركة بين شمعون بيرس واسحق شمير جُذب الضاغطون من اجل اسرائيل في واشنطن الى اليمين وظلوا هناك. وكان رابين هو الوحيد الذي تجرأ على مواجهتهم حين انتُخب مرة ثانية وسعى الى الدفع الى الأمام بتسويات سياسية. وطُلب الى رابين بعد انقضاء لقاء تعارف في القدس مع العاملين في الايباك، باعتبار ذلك شيئا مفهوما من تلقاء ذاته، طُلب اليه ان ينسق اجراءاته معهم مسبقا فاحمر وجهه واستشاط غضبا وحدد بقوة حدود المنطقة. فيجب على رئيس حكومة اسرائيل في العالم الواقعي لا في عالم التبجح والصلف ان يلائم نفسه مع الرئيس الامريكي ويجب على المساعدين في واشنطن ان يسمعوا من القدس لا ان يقولوا لها ما هو الجيد لاسرائيل.