خبر : ايران: التوجه ذو القطبين / بقلم: دانيال فايبس / اسرائيل اليوم 13/1/2013

الأحد 13 يناير 2013 12:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
ايران: التوجه ذو القطبين / بقلم: دانيال فايبس / اسرائيل اليوم  13/1/2013



 تبحث الولايات المتحدة عن بديل عن الاختيار الحتمي لكن غير اللذيذ بين قبول الواقع الذي تملك فيه ايران سلاحا ذريا وبين قصف رادع للمنشآت الذرية، وإن كان أحد المحللين يقترح طريقا ثالثا. انه يتلقى على نحو يثير الاهتمام الالهام من سياسة قديمة نحو عدو آخر وهي طريقة ادارة ريغان في مواجهتها للاتحاد السوفييتي، وهي الطريقة التي قد تعرض نموذجا عمليا.             يزعم ابراهام د. سوفر وهو قاض لوائي سابق في الولايات المتحدة ومستشار قانوني لوزارة الخارجية الامريكية وهو الآن عضو رفيع في معهد هوفر، في كتابه "معاملة ايران" (معهد هوفر 2013) أنه منذ سقوط الشاه زمن ادارة كارتر ردت واشنطن على العدوان الايراني بعقوبات غير فعالة وبتحذيرات وتنديدات فارغة من المضمون.             ويُنبه الى ان الادارة منذ 1988 لم تحصر عنايتها في القوة العسكرية الايرانية التي تحمي النظام الاسلامي للدولة وتهاجم خارجها على نحو دائم. إن هذه القوة الممتازة، الحرس الثوري، تؤدي دورا كبيرا جدا في حياة ايران السياسية والاقتصادية، فلها جيش خاص بها ووحدات من سلاح البحر وسلاح الجو وهي تسيطر على برامج الصواريخ البالستية وتشارك في السيطرة على البرنامج الذري للدولة. وقواتها العسكرية أهم من القوات المسلحة العادية. وتنشر "قوة القدس" التي تقع تحت سيطرتها ويبلغ عددها نحوا من 15 ألف عميل، ثورة الخميني خارج الدولة عن طريق التسلل والاغتيالات، ويشغل "خريجوها" وظائف رفيعة المستوى في الادارة الايرانية.             شارك الحرس الثوري مشاركة مركزية في الهجوم على امريكيين وحلفائهم وأصحاب مصالح مشابهة وبخاصة اذا ضممنا الى ذلك المشاركات الكثيرات مثل حزب الله وحماس وحركة مقتدى الصدر بل طالبان والقاعدة، وتشتمل انجازاتها على تفجير السفارة الامريكية ومعسكر سلاح البحرية في لبنان في 1983 واصابة بأهداف يهودية في الارجنتين في 1992 و1994، وتفجير مساكن جنود الولايات المتحدة في الخُبر في العربية السعودية في 1996، ومحاولة قتل السفير السعودي في واشنطن في 2011 وتسليح حماس بالصواريخ.             وقد أدت اعمال الحرس الثوري في الحاصل الى موت ألف جندي امريكي واعضاء كثيرين آخرين في قوات الجيش ومنظمات غير قتالية. ونددت الادارة الامريكية بحرس الثورة باعتباره دولة ترعى الارهاب وأعلنت انه ينشر سلاح الابادة الجماعية. يؤيد سوفر توجها مرنا ذا قطبين نحو طهران: "مواجهة عدوان الحرس الثوري بصورة مباشرة – ومفاوضة ايران".             وهو يرى انه يجب على واشنطن ان تستغل "كامل مدى الامكانات العتيدة من اجل كف الحرس الثوري ما عدا هجمات رادعة على المنشآت الذرية". ويزعم ان للامريكيين الحق بل من الواجب عليهم ان يضربوا المصانع ومنشآت تخزين السلاح في المنشآت المنسوبة الى الحرس الثوري (القواعد العسكرية والموانيء والشاحنات والطائرات والسفن)، وشحنات سلاح توشك ان تُرسل من ايران ووحدات للحرس الثوري.             ويعني التفاوض الحديث مع ايران في موضوعات مُلحة بدل محاولة عقابها بالعزل. ويقتبس سوفر من كلام جيمس دوفنس الذي كان في الماضي مبعوث الولايات المتحدة الخاص الى افغانستان باعتباره يعبر عن هذا التصور: "حان وقت ان نطبق على ايران السياسة التي هزمت الحرب الباردة ونقضت عُرى حلف وارسو ووحدت اوروبا وهي توجه ردع وسياسة صد واجراء اتصال في كل وقت ممكن والمواجهة العسكرية حينما تكون ضرورية. حادثنا روسيا ستالين وحادثنا صين ماو. وفي الحالتين كان كشف أكبر غير نظامهم لا نظامنا. فحان الوقت للحديث مع ايران بلا شروط وبصورة واضحة".             وعلى نحو أوسع ومع شاستر أ. كروكر الذي كان في الماضي دبلوماسيا امريكيا ايضا، يرى سوفر الدبلوماسية "محركا يحول طاقة خاما وقوة ملموسة الى نتائج سياسية مهمة". ويتوقع سوفر ان تثمر المواجهة والتفاوض مع طهران ضغطا أكبر على ايران لتحسين سلوكها وقد تؤدي الى التخلي عن البرنامج الذري في حين يتم الابقاء على اختيار هجوم رادع "اذا فشل كل ما عدا ذلك".             يُسمي وزير الخارجية السابق جورج شولتس في مقدمته لكتاب سوفر، يُسمي فكرة سوفر "اختيارا كان يجب ان يُطبق منذ زمن". اجل حان الوقت للرد على فظاعات اعمال الحرس الثوري باللغة الوحيدة التي يفهمها قادة ايران وهي القوة والتي لها ميزة اخرى وهي احتمال منع اعمال عدوانية أكبر.