خبر : نتنياهو وفينشتاين ورسالة هرباز / بقلم: آري شبيط / هآرتس 10/1/2013

الخميس 10 يناير 2013 08:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
نتنياهو وفينشتاين ورسالة هرباز / بقلم: آري شبيط / هآرتس  10/1/2013



في نهاية تشرين الاول 2010 نشرت صحيفة "هآرتس" نبأ في صفحتها الرئيسة جاء فيه انه تبين من تحقيق للشرطة في قضية هرباز ان مقربين من رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي بحثوا عن مادة تسيء لسمعة وزير الدفاع اهود باراك وقائد منطقة الجنوب يوآف غالنت. وبعد 26 شهرا كان العنوان الرئيس في صحيفة "هآرتس" هو العنوان الرئيس لتقرير مراقب الدولة، فقد أدى عمل النمل الطويل والمتعب والبطيء الذي قام به العاملون في مكتب مراقب الدولة، أدى بهم في 2013 الى تلك الخلاصة التي توصل اليها ضباط شرطة كبار في أقل من اسبوعين قبل أكثر من سنتين. يظهر الكثير جدا من التفصيلات المزعزعة لتقرير المراقب والوثائق التي تصاحبه. وبعلم من رئيس الاركان عمل مساعد رئيس الاركان مع صديق لرئيس الاركان كي يحول الى مكتب رئيس الاركان معلومات ملوَثة وملوِثة عن المستوى السياسي الذي يخضع له رئيس الاركان. وجمع مساعد رئيس الاركان وصديق رئيس الاركان بعد ان جمع رئيس الاركان بينهما، مواد ملوثة وملوِثة ومهدِّدة (بعضها جنسي) عن ثلاثة ضباط كبار وقفوا في طريق رئيس الاركان. ووجهت زوجة رئيس الاركان مادة ملوثة وملوِثة الى صحفيين وكان مكتب رئيس الاركان غارقا الى عنقه في الوسخ الذي وسّخ الجيش الاسرائيلي ولوث الديمقراطية الاسرائيلية. لكن المادة المتفجرة الحقيقية دفنها مراقب الدولة في الصفحة 101 من التقرير حيث يورد كلاما كتبه اليه بوعز هرباز في الاول من أيار 2012: "جمعت معلومات عن وزير الدفاع وعن يوني كورين وعن اللواء غالنت، واشركت على الدوام رئيس الاركان اشكنازي وزوجته ومساعده العقيد فينر. واهتموا بصورة مباشرة أو بتوسط متحدث الجيش الاسرائيلي بنقلها الى وسائل الاعلام؛ ... ويثبت تتابع الأحداث المذكورة آنفا ان رئيس الاركان غابي اشكنازي وزوجته رونيت والعقيد ايرز فينر هم الذين استعملوا وبادروا وكانوا مطلعين اطلاعا كاملا على كل واحد من الموضوعات والمراحل، وكانوا مشتركين اشتراكا عميقا في التنفيذ". إن هذه الكلمات هي لب لباب تقرير المراقب. ومعناها واضح وهو ان الشخص الذي يقوم في مركز القضية زعم لجهة رسمية انه استُعمل بصورة مباشرة على يد رئيس هيئة الاركان وان مواد إساءة السمعة التي جمعها قد أفشاها متحدث الجيش الاسرائيلي الى وسائل الاعلام. وقد اعترف الضابط الذي تحمل القضية اسمه خطأ في شجاعة لسلطات الدولة بأن رئيس الاركان جنده ليقوم بحرب قذرة على المستوى السياسي وعلى ضباط كبار. لا يمكن ألا نفرط في أهمية رسالة هرباز. اذا كان الكلام الذي جاء فيها كذبا فان الحديث عن فرية دم فظيعة يجب الكشف عنها واذا كان الكلام الذي جاء فيها صدقا فقد وقع تمرد في اسرائيل. لا تمرد جيش يحاصر بالدبابات مبنى مجلس الشعب بل تمرد جيش يجمع مواد تسيء سمعة وزراء وجنرالات ويذيعها في وسائل الاعلام لسلب الوزراء والجنرالات شرعيتهم. وليس هو تمرد جنرال يُعدم خصومه بل هو تمرد جنرال يقضي من جهة الحياة العامة على خصومه المدنيين وعلى خصومه العسكريين مع التخويف واستعمال اساليب إدغار هوفر، وجو مكارثي وداغلاس ماك آرثر. والاستنتاج بسيط وهو انه لا يمكن دفن رسالة هرباز في الظلام. فهذه الرسالة وحدها توجب بدء تحقيق جنائي شامل وعميق وفوري. وتوجب رسالة هرباز مع الأدلة الاخرى التي يأتي بها المراقب انشاء لجنة تحقيق رسمية ايضا. والدولة التي تدير ظهرها لشهادة من هذا النوع لا تبقى دولة قانون. والدولة التي تحاول ان تدفن جثة نتنة من هذا النوع هي دولة تنبعث منها رائحة نتنة. إن مستشارا قانونيا للحكومة قدم الآن لائحة اتهام لوزير خارجية فتح سفير غلافا من اجله لا يمكنه ان يطمس على شُبهة انه تم في قيادة الجيش الاسرائيلي عمل نقض للثقة. لم يبق مناص لبنيامين نتنياهو ويهودا فينشتاين، ويجب عليهما سواء أرادا أم لم يريدا التحقيق والكشف عن الحقيقة وتنظيف اسطبلات العفن.