خبر : تمييز في القدس/بقلم: أفيف تترسكي/معاريف 8/1/2013

الثلاثاء 08 يناير 2013 04:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
تمييز في القدس/بقلم: أفيف تترسكي/معاريف 8/1/2013



البناء الاسرائيلي في القدس "ردا" على الخطوة الفلسطينية للاعتراف في الامم المتحدة هو احبولة اعلامية اخرى من مصنع حكومة بنيامين نتنياهو. فالخطة الوحيدة للبناء في المدينة والتي اقرت في أعقاب قرار الحكومة هي اقامة 1.500 وحدة سكن في رمات شلومو. مداولات اخرى جرت هذا الشهر، اقرت فيها مخططات البناء في جفعات همتوس وغيلو تقررت قبل وقت طويل من التصويت في الامم المتحدة. واحدة من الخطتين الاخريين اللتين رفعتا للاقرار في اطار الرد الاسرائيلي رفضت، اما الثانية، التي اقرت بالذات، فتتعلق بالبناء للفلسطينيين على أراض بملكيتهم. هذه هي الدراما الكبرى.  معطيات البناء في الشرق الشرقية في العام 2012 هي بالفعل موضوع دراماتيكي غير انه لا علاقة له بـ "الردود" – فهذه سياسة مخطط لها وثابتة. في السنة الاخيرة اقرت مخططات في القدس بحجوم ذروة، أعلى بكثير من متوسط العقد الاخير. والمعنى الاستراتيجي لهذا البناء شرح جيدا في وسائل الاعلام في الشهر الاخير. وهكذا، فان الحكومة واثقة جدا بان هذه المدينة لم يعد ممكنا تقسيمها، ولهذا فانها تتوجه الى المرحلة الثانية من الخطة.  هذا الشهر جرى حث بناء الاف وحدات السكن في المستوطنات التي تقع حول القدس. والى جانب شبكات الطرقات الجديدة والغالية بين "الكتل" والمدينة، تتحقق باضطراد رؤيا القدس الموسعة – مدينة كبرى ضخمة تقضم من اراضي الضفة الغربية وتضم عمليا عشرات الاف الفلسطينيين والمحرومين من حق المواطنة. من يرى أحداث الشهر الاخير بانها مجرد رد اسرائيلي، لا يفهم كامل حجم مخططات الحكومة التي تطبق منذ زمن بعيد.  عندما يشجب الاتحاد الاوروبي البناء الاسرائيلي وبعد بضعة ايام من ذلك يقر امتيازات تصدير لمعدات طبية من اسرائيل، فان نتنياهو يفهم جيدا بان ليس هناك ما يوقف التوسع خلف الخط الاخضر. وعليه فمهم ان نفحص الواقع في القدس الموحدة، التي ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية "في كل تسوية مستقبلية". يسود في المدينة وضع تمييز حاد على خلفية عرقية: للاسرائيليين حقوق زائدة والفلسطينيون يعيشون في احياء مهملة، يسافرون في مواصلات عامة باهظة وغير ناجعة ويعانون من توريد عليل للخدمات الاساسية. البلدية تستثمر في السكان الفلسطينيين فقط ثلث الميزانية التي يستحقونها حسب نصيبهم النسيبي بين سكان المدينة.  فهل هذا ما يقصده نير بركات عندما يتباهى بتقليص الفوارق؟ عمليا التمييز آخذ في التفاقم: التعليم المجاني من سن الثالثة ابتداء من هذه السنة اعطي للاسرائيليين وليس للفلسطينيين الذين يعيشون في المدينة؛ الشقق الـ 1.500 التي اقرت في رمات شلومو الاصولية ستبنى على الاراضي الخاصة التي صودرت من سكان شعفاط؛ سكان قرية الولجة ينقطعون بمعونة جدار الفصل عن 1.000 دونم من اراضيهم الخاصة وبلدية القدس تحث اقامة حديقة وطنية على هذه الاراضي.  يصعب النظر الى هذا الواقع مباشرة، وهو الذي يتعارض جدا مع الصورة الذاتية الاخلاقية لنا، ولكن من الحيوي أن نفعل ذلك. مخيف ربما النظر في المرآة، ولكن الصورة الذاتية الوهمية لنا يمكننا نحن ان نستبدلها بأفعال شجاعة من التعديل. في القدس يعيش شعبان وكلاهما ينتميان اليها. 360 الف فلسطيني الذين يستحقون تنفيذ الاحتياجات الانسانية الاساسية لهم، يعيشون في المدينة. والتمييز السائد في القدس هو الدليل الاقوى على أن اسرائيل غير قادرة حقا على الحكم في المدينة الشرقية.