حينما انتُخب اسحق رابين بولايته الثانية لرئاسة الوزراء، استقر رأيه على سلسلة تغييرات ثورية كان أشهرها اتفاق اوسلو الذي قطع قتل رابين تحقيقه بصورة كارثية جدا. وكان هناك تغيير حاد آخر نجح وهو انشاء منظومة المعاهد. بعد عشرين سنة يمكن ان نقول ان المعاهد غيرت وجه الدراسات العليا في اسرائيل. في خلال هذه السنين أُنشيء أكثر من 60 معهدا اكاديميا يعترف بها مجلس الدراسات العليا، ويدرس فيها الآن أكثر الطلاب للقب الاول. ان عدد المعاهد الكبير، الكبير جدا – هناك معهد اكاديمي واحد لكل 100 ألف نسمة – يسبب منافسة قوية بينها. ولا يوجد في اسرائيل، بخلاف المعتاد في دول كثيرة، تدريج رسمي للمؤسسات ويصعب على الطالب الحائر ان يُفرق بين معهد ذي شأن وحيلة تسويق. يبذل مجلس الدراسات العليا جهدا لبناء منظومة رقابة وانشاء سلم موحد للمطالب لكل قسم في جميع المؤسسات. وأداة رقابته المركزية هي لجان رقابة دولية تنجح على نحو عام في التغلب على انحيازات اكاديمية مصدرها ضغوط سياسية – وهناك ضغوط سياسية سافرة قد أخذت تقوى. لا يعلم الجميع انه يوجد عندنا مجلسان للدراسات العليا يعملان على التوازي. أحدهما وهو مجلس الدراسات العليا لجملة المعاهد والجامعات في اسرائيل، والثاني هو مجلس دراسات عليا خُصص للمعاهد (اليهودية) فقط في المناطق ويسمى مجلس الدراسات العليا ليهودا والسامرة وهو محصور في معهد اريئيل. ومن يقرأ اعلانات هذا المجلس يجد ان كلمة يهودا والسامرة تظهر بحروف صغيرة وبين أقواس. نظر رؤساء المعاهد في اسرائيل (وكنت أُعد فيهم سنين طويلة) بنفاد صبر الى الاجراءات السريعة للموافقة على خطة تدريس جديدة لاريئيل في مجلس الدراسات العليا ليهودا والسامرة، في مقابل النقاش المتشدد والبطيء جدا في مجلس الدراسات العليا في اسرائيل. والاختلاف في عمل المجلسين واحد من التفسيرات للنمو السهل السريع لمعهد اريئيل. في نطاق التنافس بين المعاهد فان الأداة المهمة هي الفخامة الاكاديمية، لكن حشد الفخامة طريق طويل صعب. وقد استكشفوا في معهد اريئيل اختصارا للطريق وهو تطويره ليصبح جامعة. وبعد ان تجرأ مجلس الدراسات العليا في اسرائيل على معارضة اجراء التطوير الذي أيده ساسة نُقل هذا الامر الى مجلس الدراسات العليا في يهودا والسامرة الذي انشأته لجنة داخلية، وقضت هذه كالمتوقع بأن يتحول معهد اريئيل الى جامعة. ان حكومة نتنياهو سعيدة باجازة قرار مجلس الدراسات العليا ليهودا والسامرة. وبقي عنصر أخير الآن وهو توقيع قائد منطقة المركز. ويمكن ان نُقدر انه لن يعارض أمر وزير الدفاع وان معهد اريئيل سيُسمى جامعة. من المعلوم ان اللجنة الداخلية من مجلس الدراسات العليا ليهودا والسامرة لم تفحص أهناك حاجة الى جامعة بحث اخرى في البلاد ولم تُجر مقارنة بين المعهد في اريئيل والمعاهد الاخرى، ولم تُثر أصلا سؤال أي المعاهد هو المناسب ليصبح جامعة بحثية. ان تقدير انه توجد طائفة من المعاهد لا يقل مستواها عن اريئيل غير ذي صلة. فليس للمعاهد الموجودة في اسرائيل مجلس دراسات عليا عائلي على هيئة مجلس الدراسات العليا ليهودا والسامرة، وليس لها صبغة سياسية ظاهرة تستطيع ان تُجند تأييد ساسة. وأشك في ان يكون خريجو اريئيل مفتخرين بأنهم درسوا في الجامعة الوحيدة في العالم التي صدرت الموافقة عليها عن جنرال في الجيش خلافا لقرارات مجلس الدراسات العليا.