خبر : الحقيقة والواجب بقلم: نوعم شيزاف معاريف 23/12/2012

الأحد 23 ديسمبر 2012 06:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحقيقة والواجب  بقلم: نوعم شيزاف  معاريف  23/12/2012



  يافطات تسيبي لفني الانتخابية تحذر الجمهور من "مصيبة" و "فوضى" سيوقعها نتنياهو وليبرمان وتعد بأن وجهة زعيمة "الحركة" هي نحو "تسوية سياسية". ولكن ما الذي تريده لفني بالضبط ولاي غرض تتنافس؟ هذا لا تجيب عليه يافطاتها الانتخابية. وليس صدفة أن حملة لفني تقوم على أساس رسائل صبيانية وتبسيطية.             تمثل رئيسة "الحركة" بقايا تيار سياسي لم يحاول أبدا استخلاص دروس من فشل مسيرة اوسلو. فزعماء الوسط يشخصون جيدا تخوف قسما من الجمهور من استمرار الحكم العسكري على الفلسطينيين ومن السياقات الداخلية والدولية التي يجلبها هذا على اسرائيل، ولكن كحل يعرضون شعارات حتى هم لا يؤمنون بها. يئير لبيد يدعي بانه يمكن اقناع الفلسطينيين التخلي عن القدس، وتسيبي لفني تعد "بالسلام" دون أن تشرح اذا كانت مواقفها تغيرت منذ أنابوليس، حيث وقفت الى يمين اولمرت وبعيدا عن الحد الادنى الذي يمكن للفلسطينيين أن يقبلوا به.             وفضلا عن كل مواضيع المفاوضات، ثمة هنا مشكلة أعمق: الوسط يرفض بثبات التصدي لانتقاد اليمين على حل الدولتين. والحقيقة المريرة هي أنه لا يوجد سبيل للضمان للجمهور الاسرائيلي مستوى الامن الحالي بعد قيام دولة فلسطينية. وحتى اذا اعترف ابو مازن بدولة يهودية بصيغة فايغلين، تنازل عن الكتل الاستيطانية وانضم الى الهستدروت الصهيونية، لا يوجد أي سبيل لتخمين هوية الحكم الذي سيأتي بعده. سيكون ممكنا الامل والعمل من أجل علاقات جيرة طيبة بين الفلسطينيين واسرائيلن ولكن الوضع على الارض لن يكون تحت سيطرتنا.             بتعبير آخر، فان مؤيدي "المسيرة السياسية" يسوقون بضاعة لا يمكنهم أن يوفروها. ولعل اليمين يقود اسرائيل الى طريق مسدود، ولكنه على الاقل يقول امورا ثابتة وواضحة. اما الوسط، بالمقابل فينقسم بين المنشغلين بالاتجار بالاخيلة وبين من يحرصون على عدم قول شيء في المسألة الفلسطينية وكأنه يمكن بجدية التنافس على قيادة الدولة وتجاهل الواقع السياسي والاقليمي.             البديل الحقيقي لنتنياهو هو الذي يضمن للاسرائيليين فقط الانهاء الفوري للاحتلال وليس الاحلام الفارغة عن شرق أوسط جديد. فالمخاطر الامنية التي تنطوي عليها كل أنواع الحلول السياسية هي مخاطر محتمة. والسلام من شأنه أن يبقى، في السنوات الاولى على الاقل كأمنية. ولكن انهاء الاحتلال الذي هو بحد ذاته هدفا مناسبا، فانه يفترض لاعتبارات اخلاقية – ليس لنا الحق وليس لنا ما يدعونا الى الى حكم ملايين الرعايا عديمي الحقوق – وهو السبيل الوحيد لان نضمن مستقبلنا على مدى طويل. فعلى اي حال، بدون انهاء الاحتلال لن يكون ممكنا الاهتمام بعمق في التعليم، في الرفاه الاجتماعي او في العدالة الاجتماعية.             ان انهاء الاحتلال – وليس "السلام" او "المسيرة السياسية" – هو المسألة الوحيدة التي يجب أن تكون في بؤرة الانتخابات؛ انهاء الاحتلال، دون الصلة بالنقاش الذي لا ينتهي اذا كان ثمة شريك ام لا، او للجدالات النظرية عن حي في القدس او شارع في سفوح افرات – ولكن المستوطنين هم المشكلة السياسية، وليس غياب الحقوق للفلسطينيين. انهاء الاحتلال، بكل سبيل يمكن لحكومة وسط أو يسار وسط ان تجده. وبالطبع هذا هو ايضا الموقف الوحيد الذي سيحظى برد جدي في الشارع الفلسطيني، الذي مل هو ايضا المسيرة السياسية التي لا تنتهي؛ انهاء الاحتلال رغم السنوات الصعبة التي قد يجلبها في أعقابه، انطلاقا من الايمان باننا سنتمكن من الصمود في هذا التحدي، هذا الموقف قد لا يكون شعبيا في هذه اللحظة، ولكن قيادة ذات موقف ثابت وعميق قادرة على أن تغير الخطاب الجماهيري. في المدى الابعد هذا هو ايضا السبيل الوحيد للعودة الى الحكم.