خبر : جون كيري واسرائيل: احتمالات وأخطار بقلم: يعقوب أحمئير اسرائيل اليوم - 23/12/2012

الأحد 23 ديسمبر 2012 06:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
جون كيري واسرائيل: احتمالات وأخطار  بقلم: يعقوب أحمئير  اسرائيل اليوم - 23/12/2012



 لا شك في ان السناتور الديمقراطي جون كيري سيُدخل رجليه بسهولة في حذاء أسلافه من وزراء ووزيرات خارجية الولايات المتحدة. ان كيري وهو اليوم رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، هو اختيار طبيعي جدا لهذا المنصب الرفيع. فقد اختص حقا بالمجال المهم من علاقات الولايات المتحدة بباقي العالم. ولن يحتاج كيري تقريبا الى فترة استكمال أو مُطابقة بعد دخوله الى مكتب وزير الخارجية في الطابق السابع من مبنى وزارة الخارجية. وستُجيز جلسة مجلس الشيوخ العامة وقبلها لجنة الخارجية تعيين كيري وريثا لهيلاري كلينتون.             قد تكون حكومة نتنياهو عندنا تفضل مرشحا آخر يرث كلينتون، لكن اذا نظرنا في بروتوكول تصويتات كيري في شؤون اسرائيل والمنطقة، فانه لم يُضع أي تصويت "مؤيد" لقرار يوافق هوى اسرائيل. وينبغي ان نؤكد أنه في هذه الايام التي تشتد فيها الولايات المتحدة في تصريحاتها المعارضة لنية توسيع البناء وراء الخط الاخضر، قد يتشدد كيري باعتباره وزير الخارجية في لغته الانتقادية على هذا الجانب من سياسة حكومة نتنياهو. هذا ما يُقدره العالمون في منطقتنا.             يؤيد كيري اسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها في حدود مُعدلة من سنة 1967. ولم تتغير سياسة الولايات المتحدة في مجال الاستيطان تغيرا جوهريا، وبقي سائر ذلك في المجال المعلن الذي قد تزداد اللغة حدة فيه. والى ذلك يشيرون في القدس الى ما كان يبدو مراودة كيري للرئيس الاسد قبل بدء الهبة الشعبية في سوريا. وقد حرص كيري على لقاء الاسد على الدوام وأثنى عليه ونعته بأنه "سخي" وأثنى على أهمية مكانة سوريا في المنطقة، الى درجة انه وُجد من قالوا ان السناتور من واشنطن الذي يزور على الدوام مكتب الرئيس في دمشق قد "تملق" الاسد حقا. ويبدو الاسد اليوم في ذروة سفالته باعتباره مستبدا متعطشا للدم.             فيما يتعلق بسياسة ايران الذرية، يوقع كيري على كل صيغة للرئيس اوباما: فهو يفضل أولا استنفاد نظام العقوبات وأقل من ذلك بكثير تفضيله لعملية عسكرية على المنشآت الذرية. أي ان كيري يعارض معارضة شديدة "ايران الذرية" لكنه يفضل قبل ذلك سياسة خطوات سياسية قبل عملية عسكرية تبقى أولا "على المائدة". اذا تم تعيين السناتور السابق تشاك هيغل وأُجيز تعيينه لمنصب وزير الدفاع فسيؤدي اوباما عمله في حضرة مسؤولين كبيرين من ادارته لن يسارعا الى اطلاق صواريخ للقضاء على المنشآت الذرية في ايران. ولم يعلن اوباما بعد رسميا من هو مرشحه لمنصب وزير الدفاع برغم ان الجميع يعتقدون ان هيغل هو المرشح المتقدم. هل يُراجع اوباما النظر في ترشيح هيغل، ربما في أعقاب النقد الذي وجه الى ترشيحه؟ لسنا نعلم. لكن اوباما استقر رأيه الى الآن على تعيين كيري في منصب وزير الخارجية – وهو كاثوليكي ذو جذور عائلية يهودية.             ان كيري الذي عمل مبعوثا لاوباما الى افغانستان وباكستان ونقاط احتكاك اخرى للولايات المتحدة ليس مرشحا مفاجئا: انه لا يعتبر في الحلقة الحميمة المغلقة لاوباما لكن الرئيس لا ينسى التأييد الذي منحه له كيري في منافسته للبيت الابيض. وقد خسر كيري نفسه في هذه المنافسة لبوش في سنة 2004.             اذا انتُخب نتنياهو مرة اخرى رئيسا للوزراء فيبدو انه سيكون عند كيري، وزير الخارجية الجديد، ما يقوله لاسرائيل والكثير مما يقوله في مجال البناء وراء الخط الاخضر.