خبر : أين اختفت ايران؟ / بقلم: تسفي برئيل / هآرتس 19/12/2012

الأربعاء 19 ديسمبر 2012 12:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
أين اختفت ايران؟ / بقلم: تسفي برئيل / هآرتس  19/12/2012



أين اختفت ايران؟ وأين التهديد الوجودي الذي كان يشغل الدولة والجيش الاسرائيلي والعالم قبل بضعة اسابيع؟ وقد نُسيت حتى الصورة الرائعة التي عرضها بنيامين نتنياهو في الامم المتحدة. هل حدث في خلال ذلك شيء لم نعرفه؟ أربما يُدلي أحد برأيه فيما يحدث في سوريا؟ أصبحت روسيا وتركيا تتباحثان في خطة لتنحية الاسد وترى الولايات المتحدة ائتلاف المعارضة هو الادارة البديلة، بل ان حزب الله يفحص عن أفقه. وفي مصر معركة سياسية ساخنة لن تقرر مكانة الرئيس وسلطاته فقط بل صورة الدولة وعلاقتها بدول المنطقة ومنها اسرائيل.             لا يهم شيء من ذلك اسرائيل التي هي في عطلة انتخابات حتى نهاية كانون الثاني على الأقل. بل ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني قد انفجر كفقاعة. وان الجلبة التي أحدثتها فلسطين حينما حصلت على مكانة دولة مراقبة في الامم المتحدة انقضت في صوت خافت ضعيف. وهكذا تبخر تهديد وجودي آخر من فوق رؤوسنا. وسؤال هل ستكون انتفاضة ثالثة أم لا هو في الحاصل "شأن عسكري" يبدو انه لا صلة بينه وبين قرارات سياسية أو تصور استراتيجي. وتعلمون ان الجيش الاسرائيلي "مستعد لجميع الاحتمالات" وسيكون هو ايضا الذي يقرر سياسة اسرائيل في المناطق. فلماذا يتم تضييع الوقت الثمين للقادة في شؤون تقنية كهذه.             ليس الاختلاف السياسي الحقيقي في انه هل يجب الانسحاب من المناطق أم لا، أو هل نعرض مبادرة سياسية أم ننتظر الى ان يختفي محمود عباس. ان السؤال المصيري هو هل يجب على شيلي يحيموفيتش "ان تبدأ الحديث" عن الشأن السياسي أم تكتفي بـ "الأجندة الاقتصادية الاجتماعية". ولم يُطلب الى نتنياهو ان يفعل شيئا بالطبع. لأن الامتحان السياسي الأعلى هو من يستغل الصراع بحكمة أكبر لاحراز قدر أكبر من الاصوات. وفي هذا الامتحان تستطيع "الاصوات الفلسطينية" ان تضر فقط بكل مرشح.             يصعب ألا يشجعنا ان التهديدين الوجوديين – ايران والدولة الفلسطينية – قد احتاجا في الحاصل الى معركة انتخابية كي يختفيا عن برنامج العمل وعن الخطاب العام. وهكذا حظينا بثلاثة اشهر من الهدوء ينبغي ان نخصص بعضها على الأقل لفكرة مضايقة واحدة وهي: أليست كل هذه القصة مع ايران والدولة الفلسطينية سوى أداة لعب سياسية اسرائيلية؟ لأنه كيف تغيرت حياة مواطني اسرائيل بعد ان حظيت فلسطين بمكانتها الجديدة؟ وأين هي الدبابات والطائرات الفلسطينية التي يفترض ان تتقدم نحو كفار سابا والعفولة؟ يبدو في هذه الاثناء ان الفلسطينيين خاصة هم الذين يحتاجون الى الحماية من ذراع اسرائيل الاقتصادية المبسوطة التي تصادر أموال السلطة.             ان ايران قصة اخرى فلها قدرات تقنية مدهشة ونوايا ان تصبح قوة اقليمية بواسطة قدرة ذرية وربما بسلاح ذري ايضا. لكن اذا كانت اسرائيل قادرة على السكون في نوبة حراستها مدة الانتخابات بعد ان منحت براك اوباما – لا أحمدي نجاد – مهلة حتى الصيف، فكيف تستطيع ان تُجند من جديد الرأي العام الدولي على ايران؟ ومن سيصدق بعد التهديدات الوجودية حينما تتخلى اسرائيل نفسها لايران مرة كي لا تضر بحملة انتخابات اوباما واخرى كي تُدبر حملة انتخابات اسرائيلية بريئة من القرارات والتصريحات الاستراتيجية؟.             لن تكون الانتخابات القريبة على الهجوم على ايران أو اعادة بناء المسيرة السلمية مع الفلسطينيين. لو أن هذين كانا الموضوعين المهمين لحظيت تلك السيوف المسلولة في الظاهر على عنق اسرائيل بشعار انتخابي واحد على الأقل. والذي يؤمن حقا بهذين التهديدين الوجوديين كان سيجعلهما في مقدمة اهتماماته ويشجع على انتخابه للخلاص منهما. يحسن ان نتذكر هذا الهدوء حينما يُثار بعد شهرين أو ثلاثة الصراع على الميزانية من سباته ويظهر الايرانيون والفلسطينيون مرة اخرى باعتبارهم أعداء اسرائيل الخطيرين. وسيختفي التهديد مع زيادة طفيفة على الميزانية وبضعة آلاف اخرى من الوحدات السكنية للمستوطنين. ان اسرائيل لم تكن قط أكثر أمناً.