خبر : جيمي كارتر والمال السعودي / بقلم: يعقوب أحمئير / اسرائيل اليوم 19/12/2012

الأربعاء 19 ديسمبر 2012 12:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
جيمي كارتر والمال السعودي / بقلم: يعقوب أحمئير / اسرائيل اليوم 19/12/2012



  في احيان نادرة فقط يلقى انسان أو صحفي لائحة اتهام شديدة بهذا القدر مشحونة بالأدلة موجهة على شخصية عامة امريكية رفيعة المستوى، كالكلام الذي يكشف عنه الآن خبير قانوني رفيع المستوى. ان صيت هذه الشخصية يسبقها بل يجري بين يديها، انه جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة السابق. واسم مؤلف لائحة الاتهام لكارتر هو خبير القانون ايلان دارشوفيتس من جامعة هارفارد وهو من كبار القانونيين في الولايات المتحدة. تعلمون ان جيمي كارتر بعد فترة رئاسته استسلم للوعظ بل لانتقاد شديد أحادي لاسرائيل. وباعتباره إشبين اتفاق السلام بين مصر واسرائيل، اعتقد كثيرون ان كارتر يدعو الى مواقفه (الى حد الاشارة الى ان اسرائيل "دولة فصل عنصري"). عن فهم وعن خبرة وفي الأساس – عن نزاهة لأن توقيع اتفاق السلام الأول بين اسرائيل ودولة عربية يُنسب اليه ايضا. وهنا جاء البروفيسور دارشوفيتس وحطم صورة كارتر باعتباره داعية الى الاخلاق ويعمل عن مواقفه المبدئية وعن مواقف مصدرها نقاء القلب في الأساس. ان كارتر في واقع الامر كما يرى دارشوفيتس يُحركه مال سعودي، مال كثير.             نشر دارشوفيتس اتهاماته لكارتر في مقالة لاذعة نشرها في الموقع اليهودي في الانترنت "إي.آي.اس.اتش. كوم"، يزعم القائمون عليه انه موقع المضمون الأغنى في مجال الثقافة اليهودية. ان دارشوفيتس يؤيد من جهة سياسية الحزب الديمقراطي وقد صوت من قريب لانتخاب الرئيس اوباما من جديد. وأهم من ذلك ان دارشوفيتس يذكر انه كان من النشطاء من اجل انتخاب كارتر رئيسا، بل انه اجتمع معه و"أثر فيّ كارتر"، كما يقول دارشوفيتس، "باعتباره يعمل عن استقامة وكونه رجل مباديء".             لكن دارشوفيتس خاب أمله اذا لم نشأ المبالغة من كل ما اعتقده في كارتر. تعلمون ان كارتر انشأ "مركز كارتر" في أتلانتا، الذي يعمل من اجل طهارة الانتخابات في دول كثيرة، وهنا يكشف دارشوفيتس ان كارتر تلقى جائزة مالية كبيرة على اسم شيخ سعودي هو زايد بن سلطان آل نهيان وأخذ المال لجيبه. "بل ان جامعة هارفارد أعادت الى ذلك الشيخ المال الذي تبرع به بسبب مواقفه المعادية للسامية"، كما يذكر دارشوفيتس الذي أقنع في حينه الجامعة الأعظم قدرا في العالم بأن تعيد الى الشيخ تبرعا بلغ 2 مليون دولار. وانشأ نفس الشيخ معهد تفكير هو "صندوق زايد" وسمّى المتحدثون الذين دعاهم اليه اليهود "أعداء كل الشعوب"، وزعموا ايضا ان قتل كنيدي كان بمؤامرة من اسرائيل.             ويزيد دارشوفيتس فيتهم كارتر و"مركز كارتر" بتلقي اموال من مصادر مريبة مثل الوعد بالتبرع بمليون دولار من عائلة ابن لادن السعودية. ويقوم دارشوفيتس بمقارنة تاريخية مؤثمة بين أداء جامعة هارفارد في ثلاثينيات القرن الماضي وطريقة كارتر. ويقول دارشوفيتس ان جامعة هارفارد في ثلاثينيات القرن الماضي كرمت علماء نازيين حتى بعد ان عُرفت مواقف هتلر وكانت بذلك مشاركة في الاثم. ويكتب دارشوفيتس يقول: "من المؤسف جدا ان استنتجت ان جيمي كارتر في القرن الواحد والعشرين كان مشاركا في الاثم".             يا لها من مقارنة مدهشة مؤثمة يجريها القانوني المعروف! وهكذا "اشترت" السعودية وبثمن كبير صمت "مركز كارتر" عن العدوان على حقوق الانسان في المملكة قياسا بالانتباه الذي يخصصه المركز للدول التي تعتدي على حقوق الانسان كايران والصين.             ويُنهي دارشوفيتس قائلا ان مواقف كارتر السياسية من اسرائيل والشرق الاوسط قد تكون صادقة، لكن أين الكشف المناسب عن التعلق بالمال العربي؟! ويلخص دارشوفيتس قائلا انه لا يوجد عند الجمهور الامريكي مستوى أدنى في النزاهة من نزاهة كارتر. "أنا أقول هذا في أسف"، يُنهي البروفيسور دارشوفيتس الذي كان كما قلنا آنفا من مؤيدي الرئيس السابق.