خبر : دعوة استيقاظ ليهود اوروبا / بقلم: ايزي لبلار / اسرائيل اليوم 17/12/2012

الإثنين 17 ديسمبر 2012 03:10 م / بتوقيت القدس +2GMT
دعوة استيقاظ ليهود اوروبا / بقلم: ايزي لبلار / اسرائيل اليوم  17/12/2012



  ان الانحياز الشاذ والمعايير المزدوجة التي تستعملها على دولة اسرائيل أكثر الدول الاوروبية في الاسبوعين الاخيرين يجب ان توقظ اليهود الاوروبيين لمجابهة الواقع غير اللذيذ الذي يواجههم. ليست دولة اسرائيل وحدها هي التي تجري عليها النسبة الى الشيطان والتنديد بل الشعب اليهودي كله. وحان وقت ان يسأل يهود اوروبا أنفسهم بصدق هل يستطيع أبناؤهم الاستمرار في ان يظلوا يهودا مفتخرين في جماعاتهم.             قبل أقل من 70 سنة شربت ارض اوروبا الدم اليهودي. وتعاون أكثر الالمان ومواطنو الدول التي احتلها النازيون أو احتفظوا بالصمت. وبعد هذه الفترة المظلمة ارتفعت صيحة "لن يكون ذلك أبدا". لكن بعد ذلك بعقود قليلة عادت رياح معاداة السامية القاسية تهب في أرجاء اوروبا.             ان مصدر القلق الرئيس اليوم هو مقدار إحياء الاوروبيين الأبناء العداوة والآراء المسبقة التي ضربت جذورها عميقا في ديانتهم وثقافتهم. وكذلك ايضا العدد الذي أخذ يزداد للمهاجرين المسلمين الذين يتولون دورا أخذ يكبر في المجتمع الاوروبي وفي السياسة حيث يدفعون الى الأمام باتجاهات معادية للسامية.             تُصور استطلاعات الرأي العام في اوروبا صيغة مُحدّثة لهذا التوجه، فهؤلاء ينظرون الى اسرائيل باعتبارها "أكبر تهديد" للسلام والاستقرار في العالم – أكثر من كوريا الشمالية أو ايران أو سوريا. ماذا يكون هذا التوجه إن لم يكن ترجمة القرن الواحد والعشرين لكراهية اليهود من العصور الوسطى حينما كان اليهود يعتبرون غيلانا شيطانية اتُهمت بكل كارثة طبيعية؟.             ان الصيغة الأكثر احكاما التي يتمسك بها الاوروبيون قد جعلت هدفها دولة الشعب اليهودي وهي تسيء سمعة جيش اسرائيل – وهو القوة العسكرية الأشد انسانية في العالم – وتتهمه بجرائم حرب بل بسلوك نازي. وقد تغلغل استعمال المحرقة اليوم الى التيار الرئيس وأصبح وسيلة مركزية للدفع قدما بكراهية اليهود وصرف الذنب الاوروبي المتعلق بها.             ان الجانب الأشد اثارة للقشعريرة في صعود معاداة السامية في اوروبا هو حقيقة انها لا تنبع من الحكومات أو من القادة بل تنشأ في المستوى الشعبي ولذلك يتوقع ان تعظم أكثر. وان النظر في وسائل الاعلام الاوروبية والمتصفحين القُساة الذين يتبنون الهجمات المعادية لليهود يُثبت ذلك بوضوح.             عند اليهود ضعف في التنكر للواقع وتسميم معادي السامية الى ان يبلغ ذلك مستويات لا تُطاق. وحان الوقت الآن لتفحص الجماعات اليهودية وضعها وتزن الهجرة الى اسرائيل ردا على الكراهية المتزايدة التي تهدد باغراقها.             ان اسرائيل اليوم بخلاف ما كان الحال عليه في ثلاثينيات القرن الماضي حينما مُنع اليهود في اوروبا من تأشيرات دخول الى دول لجوء، ان اسرائيل مع حق العودة فيها تُهيء ملجأ وتستقبل المهاجرين اليهود من الشباب والشيوخ معا بالمباركة. يمكن ان نتفهم من يعتبرون الهجرة الى اسرائيل غير ممكنة من جهة اقتصادية، لكن الصعوبات الاقتصادية أفضل من احتجاز خطير في مجتمع اجنبي يحتقر أصلك.             لن يجد اليهود الذين سيهاجرون الى الدولة اليهودية فيها ملجأ فقط بل انهم سيُمكّنون الأجيال التي تليهم من ان يكونوا يهودا فخورين في محيط يتقبل تراثهم الديني والحضاري باعتباره مفهوما ضمنا وباعتباره أغلى من الذهب الابريز.