خبر : رقص الأشباح حول البناء في E1/بقلم: زلمان شوفال/اسرائيل اليوم 13/12/2012

الخميس 13 ديسمبر 2012 02:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
رقص الأشباح حول البناء في E1/بقلم: زلمان شوفال/اسرائيل اليوم  13/12/2012



 في سوريا يستمر القتل، وفي عدة اماكن في افريقية تجري مذابح شعب، وفي مصر فوضى – واجتمع 27 من وزراء خارجية اوروبا في جلسة طارئة خاصة في بروكسل للتباحث خاصة في الموافقة على خطط بناء بضعة آلاف من الوحدات السكنية في القدس وفي المنطقة E1. ان وسائل الاعلام العالمية في الحقيقة، بخلاف بعض الاسرائيلية، لم تتطرق قط الى القضية لكن اذا كان يوجد شيء ما يُبرز انقطاع الاتحاد الاوروبي عن الواقع ونظرته الأحادية (اذا استثنينا بعض الصدّيقين في سدوم مثل جمهورية التشيك والمانيا ايضا في هذه الحال)، فهو تجاهله لاخلال الفلسطينيين السافر بالاتفاقات وغضبه الشديد على خطوات اسرائيل المضادة المشروعة. وحظيت تهديدات حماس ايضا بتنديد ضعيف فقط بها. فقد أعلن وزراء الخارجية أنهم "مُزعزعون بصورة عميقة"، لأن البناء في المنطقة E1 "سيُعرض للخطر احتمالات انشاء دولة فلسطينية متصلة ذات بقاء" – وهو شيء غير صحيح من جهة الحقائق كما يشهد على ذلك من ينظر في خريطة ارض اسرائيل. كتب صحفي بريطاني في صحيفة "سان" ان الهجمات الكثيرة من بعض زملائه على اسرائيل هي "معادية للسامية"، ويبدو ان بواعث دبلوماسيين اوروبيين مجهولي الأسماء يهددون اسرائيل بعقوبات تنبع من السبب نفسه. تنبع أهمية E1 من ان الربط المادي بين معاليه ادوميم والقدس سيمنع أو سيقلل على الأقل تعرض القدس للعدوان والارهاب من الشرق، وهذا بالضبط هو السبب الذي يجعل الفلسطينيين يصرخون ويحتجون (وهذا هو السبب ايضا الذي جعل اسحق رابين يضم في حينه E1 الى دولة اسرائيل). تحدث هنري كيسنجر في حينه عن انه لم يعرف الى ان سافر في سيارة من عمان الى القدس مبلغ قرب المدينة من حدود البلاد الشرقية لكن رؤساء الوزارات الاسرائيليين، من رابين الى نتنياهو، قد علموا ولهذا استقرت آراؤهم على انه كما ينبغي الدفع قدما بالبناء في غلاف القدس في الجنوب وفي الشمال والغرب لمنع كل امكانية لفصلها عن سائر أجزاء البلاد، كذلك ينبغي انشاء حاجز مادي استراتيجي شرقي المدينة. وينبغي ان نذكر هذا لكل اولئك الذين اعتادوا ان يزعموا أنهم متنبهون لاحتياجاتنا الأمنية. أتذكر محادثة بين اريئيل شارون إذ كان رئيس الوزراء ووزير الخارجية الامريكي كولن باول. فحينما أثار هذا الأخير مسألة التواصل الجغرافي الفلسطيني، رد عليه شارون بأن اسرائيل لن تعارض ان يبني الفلسطينيون نفقا بين رام الله وبيت لحم لكن معاليه ادوميم ستُربط بالقدس. والسبب الذي جعل شارون ورؤساء وزارات آخرين لا يحققون الخطة بتمامها لم يسقطها من جدول العمل بيد ان المسألة في ترتيب أولوياتهم السياسية لم تبدُ لهم عاجلة على نحو مميز. والآن تغير الوضع بازاء خطوات أبو مازن الأحادية. ان الذي يقلق الفلسطينيين وأكثر الاوروبيين (والولايات المتحدة برغم أنها فضلت البقاء وراء ستار هذه المرة) أكثر من مسألة التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية هو حقيقة ان الربط بين معاليه ادوميم والقدس قد تثير احتمال ان تُعلَن القدس الشرقية – التي سينشأ بينها وبين المناطق التي خُصصت للدولة الفلسطينية حاجز من الاراضي – عاصمة للدولة الفلسطينية. والآن أبعد اجراء أبو مازن الأحادي في الامم المتحدة ورفضه دخول تفاوض حقيقي في السلام أصلا الفلسطينيين عن تحقيق حلم دولتهم.