خبر : ليستمروا في الحلم/بقلم: نوح كليغر/يديعوت 13/12/2012

الخميس 13 ديسمبر 2012 02:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
ليستمروا في الحلم/بقلم: نوح كليغر/يديعوت  13/12/2012



ان جميع المحللين والنظراء في البلاد وفي العالم الذين يقولون مرة بعد اخرى ان السلام يُصنع مع الأعداء هم على حق. ويمثلون لذلك على نحو عام بالفرنسيين والالمان الذين كانوا أعداءا لدودين مئات السنين لكنهم نجحوا في نهاية الامر في ان يجدوا القاسم المشترك وأصبحوا حلفاء. هذا صحيح حقا ويمكن الاتيان بأمثلة اخرى كالروس والبولنديين أو الانجليز والاسكتلنديين أو الايرلنديين. ومع كل ذلك لا تنطبق هذه القاعدة على حالتنا. لأنهم لا يطلبون منا صنع سلام لا مع الالمان ولا مع الروس ولا مع الايرلنديين – بل مع الفلسطينيين. أي مع اولئك الذين يعلنون في كل فرصة بأنهم لن يوافقوا أبدا على وجود اسرائيل وبأنهم سيستمرون في قتل الصهاينة لكونهم كذلك – كما فعل مؤخرا زعيم حماس خالد مشعل في زيارته لغزة. وأضاف هذا الرجل الذي لا يعيش في القطاع أبدا ان الدولة الفلسطينية حينما ستنشأ ستمتد بين الاردن والبحر، أي في مكان اسرائيل التي سيقضي عليها مقاتلو حماس الشجعان. ان نصف مليون من سكان القطاع شاركوا في مسيرة حماس لم يهتفوا فقط لمشعل في حماسة لا تنتهي بل كرروا مرة بعد اخرى دعوته الى قتل الصهاينة والقضاء على اسرائيل. والحديث عن اولئك الناس الذين يُعرَّفون على نحو عام بأنهم "أبرياء" و"مدنيون أبرياء". ليُفسر لي المحللون والخبراء على اختلاف ضروبهم كيف بالضبط "يصنع سلام" مع مئات آلاف من المتعطشين للدم "اليهودي" الذين يُقسمون ان يستمروا في قتل الصهاينة لكونهم كذلك؛ وكيف بالضبط يتم التحادث مع رؤساء عصابات ارهابية كل غايتهم ان يقتلوا ويُبيدوا؟ ليس الحديث هنا عن ساسة أو عن فرنسيين أو روس أو انجليز – بل عن قتلة بدم بارد لمدنيين منهم نساء واولاد. أربما يوجد عند الخبراء صيغة سحرية لا يعلمها أحد بعد؟. فيما يتعلق بالفلسطينيين "الآخرين" وهم مواطنو "الدولة المراقبة غير العضو" بحسب الامم المتحدة: لسنا لم نسمع منهم تحفظا أو تنديدا بكلام مشعل ونصف المليون من مشجعيه المتطرفين فقط بل ان "سيدهم" أبو مازن أجاز لحماس ان تقيم مظاهرة كبيرة في الضفة ايضا. وهذا هو الرجل الذي يرى الخبراء والمحللون انه "الشريك" في محادثات السلام. وفيما يتعلق بحلم "القضاء على اسرائيل" عند الفلسطينيين: كم سيحتاجون من الوقت كي يدركوا ان اسرائيل موجودة وتتطور من يوم الى يوم، وتتبوأ مكانا جيدا في الجزء الأعلى من التقدم على اختلاف صوره وأنها تعتبر احدى الدول المتقدمة في مجالات كثيرة كالتقنية والزراعة والطب والعلوم والأدب والصناعة وفي الصعيد العسكري ومنظومات السلاح الأكثر حداثة؟ ومتى ستفهم عصابات القتلة انه كما لم تنجح الانتفاضتان وعمليات تفجير الحافلات والمطاعم والفنادق والمراقص والأعراس في إزالة اسرائيل عن الخريطة لن تنجح الصواريخ في هذه المهمة ايضا؟ في الحقيقة سقط وسيسقط منا ناس وسنخسر ممتلكات لكن كل ذلك لن يهزم اسرائيل. ان حالمين متعطشين للدم فقط مثل مشعل ونصف المليون من الهاتفين في غزة قادرون على الايمان بهذه الامكانية. وحينما يفهم فقط كل هؤلاء ان اسرائيل القوية والصلبة والمفتخرة موجودة وستظل موجودة (وقادرة على حل المشكلة التي اسمها "غزة" في ساعات معدودات لو أنها شاءت ذلك فقط) فلربما يمكن محادثة العدو آنذاك.