خبر : ليس قابلا للحياة/بقلم: شموئيل هولندر/معاريف 12/12/2012

الأربعاء 12 ديسمبر 2012 01:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
ليس قابلا للحياة/بقلم: شموئيل هولندر/معاريف  12/12/2012



 عندما وقعت اتفاقات اوسلو في العام 1993، كنت في منصب المستشار القانوني لديوان رئيس الوزراء. وبعد وقت قصير من ذلك عُينت في منصب سكرتير الحكومة. آمنت في حينه برؤيا السلام وبالمصالحة الممكنة بين اسرائيل والفلسطينيين. ورافقت رئيس الوزراء اسحق رابين وشمعون بيرس في زياراتهما الرسمية في أرجاء العالم. وفي كل مكان استقبلنا بحماسة وبحميمية لم يسبق أن كانت من نصيب زعماء اسرائيل ابدا. يموت المسيح.  اذكر زيارة مميزة لرئيس الوزراء بيرس الى عُمان وقطر. سرنا نتنزه على طول المتنزه الجميل في مدينة الدوحة على شاطيء الخليج الفارسي. وكان وجه بيرس مشعا. "انظروا"، قال لنا بسعادة، "ها هو الشرق الاوسط الجديد".  شرق أوسط جديد؟ سرعان ما بدأت تهل معلومات استخبارية مقلقة عن ازدواجية وجه عرفات. تهريب السلاح، التحريض في المدارس، التخطيط للعمليات الارهابية. وبدأت الباصات تتفجر في شوارع مدن اسرائيل. وبدأ الارهاب الفلسطيني يجبي ثمنا دمويا باهظا.  كمن عمل على مقربة شديدة من اسحق رابين ونال ثقته، لا ريب عندي أنه لو لم يقتل، لكان ألغى اتفاقات اوسلو وبعث بعرفات وصحبته عائدين الى تونس او عصفا الى السماء. وقد صحوت في ذاك الزمن، بألم شديد، من رؤيا السلام الذي آمنت به وانهار امام ناظرينا بدم اليهود الابرياء. ولكن الكثيرين يواصلون اليوم ايضا السير أسرع خلف شعار "دولتين للشعبين" في ظهر تجاهل الحقائق غير اللطيفة.  لقد عرض ايهود باراك على الفلسطينيين في مؤتمر كامب ديفيد في العام 2000 عروضا بعيدة الاثر. عروضه رفضت رفضا باتا. ايهود اولمرت وتسيبي لفني عرضا على أبو مازن، في ختام ولاية الحكومة السابقة عروضا لم يسبق أن عرض مثلها، بما في ذلك تقسيم القدس. أما ابو مازن فرفضها هي أيضا، بل انه غير مستعد لان يعترف باسرائيل كدولة يهودية.  من يتحدث عن "دولتين للشعبين" يتحدث عمليا عن اقامة دولة حماس في يهودا والسامرة مثلما في غزة. فواضح أن حماس ستسيطر على يهودا والسامرة، سواء بالانتخابات أم بالعنف (مثلما في غزة). ومعنى الأمر هو فرع ايراني على مسافة بضع كيلومترات من مركز البلاد. الفارق بين موقف اسرائيل، بما في ذلك الجهات المعتدلة بين الجمهور، وبين الفلسطينيين هائل وغير قابل للجسر. ليس في جيلنا. استمعوا الى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لدى زيارته غزة يعلن أنه "لن يكون تنازل عن كل فلسطين – من البحر حتى النهر". راجعوا كتب تعليم السلطة الفلسطينية.  حتى لو لم تكن مستوطنة واحدة في اراضي يهودا والسامرة، فلن يكون ممكنا الوصول الى سلام قابل للحياة. من يتهم الحكومة بوقف المسيرة السياسية ويعد بتغيير الوضع، فانه يبيع للجمهور أوهاما لا أساس لها في الواقع. يجمل بنا أن نقول الحقيقة: لقد حكم علينا ان نواصل القتال على بلادنا وعلى حياتنا وأن نعيش على حرابنا لزمن طويل آخر. صحيح، صعب قبول ذلك، أسهل بكثير الادمان على نشوى السلام، مثلما في ايام اوسلو اياها. الحقيقة قاسية وأليمة، ولكنها أفضل من الاوهام.