خبر : اليهود، العرب والبحر / بقلم: اوري اليتسوؤر / معاريف 10/12/2012

الإثنين 10 ديسمبر 2012 03:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
اليهود، العرب والبحر / بقلم: اوري اليتسوؤر / معاريف 10/12/2012



"في الضفة، في غزة، في حيفا وفي يافا، سيعيش معا مسلمون ومسيحيون وأحد لن يفرض ارادته على الاخر. نحن نريد دولة مع سيادة وليس دولة مفككة"، كلام خالد مشعل يوم الجمعة في غزة، قصها واحتفظ بها. ها هي كل العقيدة على ساق واحدة. في واقع الامر ساقين. أ، "في الضفة، في غزة، في حيفا وفي حيفا"؛ ب، "مسلمون ومسيحيون". نحن نريد، يقول مشعل، دولة فلسطينية تتضمن الضفة، القطاع، حيفا ويافا، وهناك تتوفر الوفرة والسعادة للعربي، للمسيحي وهذا هو. المسلمون والمسيحيون يعيشون معا بسلام وتسامح، وبالتأكيد لاحظتم أنه ينقص هناك أحد ما ثالث، في رؤيا السلام متعددة الاديان هذه. صحيح أن مشعل يقول ايضا "ليس لنا اي شيء ضد اليهود، فقط ضد الصهاينة الذين سلبوا اراضينا". ولكن يتبين أن في رؤياه، عندما ستصنع العدالة التاريخية والصهيونية السالبة ستطرد، فعلى نحو عجيب سيبقى في فلسطين فقط مسلمون ومسيحيون. اما اليهود، الذين ليس لنا أي شيء ضدهم، فكيفما اتفق سيختفون. ما كنت أرغب في أن أسأل كيف. أنا أعرف، أنا أعرف. فليس من الحكمة بالذات اقتباس المتطرف بين اعدائنا واستخلاص نتيجة عامة من أقواله. أنا اسمع كل العالم، من اوباما وحتى اولمرت، يقول ان هذا بالضبط هو السبب الذي يجعلنا نفعل كل شيء كي نعزز أبو مازن. وكأن هذا في ايدينا وكل شيء منوط بنا. وكأن ليس رفاق وحلفاء خالد مشعل هم الذين يفوزون بالحكم في كل ثورات "الربيع" التي حولنا. وبالمناسبة، أبو مازن سمعت اقوال مشعل، وسكت. وبالمناسبة ايضا، في الانتخابات العامة الاخيرة التي جرت في السلطة الفلسطينية، قبل وقت كثير من الربيع العربي الشامل، فازت حماس باغلبية الاصوات. ومنذئذ لم تجري مرة اخرى انتخابات رغم انه مر الموعد منذ زمن بعيد، بسبب التخوف المعقول بان حماس ستفوز مرة اخرى. وبالفعل يوجد الكثير من الفلسطينيين ممن يريدون العيش معنا بسلام، ولا يجب تجاهل ذلك. انا فقط اقترح ان نقص ونحتفظ باقوال خالد مشعل، وعلى الاقل الا نتجاهلها ايضا. وبالمناسبة الاخيرة هذه المرة: حتى ابو مازن العزيز، أمل السلام الوحيد، يرفض الجلوس الى طاولة المباحثات مع اسرائيل. وبدلا من ذلك ذهب الى الامم المتحدة بهدف الحصول على دولة فلسطينية دون سلام ودون مفاوضات مع اسرائيل. وعلى هذه الخطوة نال التصفيق والتأييد الاستثنائي من رفاق خالد مشعل، الحالمين بالدولة الفلسطينية في حيفا وفي يافا. وما هو بديله، سيسال بغضب رئيس الدولة. هل معنى الامر ان علينا أن نيأس من كل فرص السلام مع الفلسطينيين؟ وأنا لا اريد أن ارد على هذا بل أن اعيد السؤال: ما هو بديلكم، سيدي الرئيس، سيدتي لفني، سيدي اولمرت، لحالة أن يتبين أن حقا لا يوجد ما يمكن عمله، وان هذا على الاطلاق ليس في ايدينا ولا توجد اي فرصة للسلام في المستقبل المنظور؟ أفليس هناك مكان للتخوف كونه ليس لنا جواب على هذا الوضع، في أننا غير قادرين على أن نرى ان هذا هو الوضع؟