خبر : عباس زكي: بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون هناك اغلاق لما سمي بملف اوسلو

الثلاثاء 06 نوفمبر 2012 12:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عباس زكي: بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون هناك اغلاق لما سمي بملف اوسلو



رام الله / سما / اكد عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح  بان اتفاق اوسلو الذي أنشأت السلطة بموجبه سيغلق لحظة تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة لصالح الاعتراف بفلسطين كدولة على حدود عام 1967 بصفة مراقب في المنظمة الدولية، مطالبا بعقد مؤتمر عام لحركته لتجديد برنامجها وقياداتها تمهيدا للتطورات المرتقبة على الساحة الفلسطينية وفشل عملية السلام ووصول الوضع الفلسطيني الى طريق مسدود. وشدد زكي في تصريحات لصحيفة القدس العربي الصادرة الثلاثاء على ان الكثير من التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية تدفع باتجاه عقد مؤتمر عام جديد لحركته لتجديد برنامجها وقياداتها، وقال ’مسألة عقد المؤتمر وتجديد برنامج الحركة وتجديد القيادة فرضته الظروف وما وصلت اليه عملية التسوية من انسداد شامل وكامل وخاصة بعد اعلان اسرائيل بان الضفة الغربية ليست اراضي محتلة بل هي يهودا والسامرة، واعادة الادارة المدنية لحكمها’، منوها الى ان تواصل الاستيطان واستمرار الانقسام الداخلي كلها عوامل تدفع باتجاه ضرورة عقد المؤتمر العام للحركة. وتابع ’كل تلك عوامل تدفعنا الى تغيير في النهج والقيادة والاسلوب وهذا الامر لن يتم الا بعقد مؤتمر، وهناك عدة خيارات مطروحة كلها تصب في اطار ايجاد مخرج من المأزق الذي نعيش فيه وهناك وجهات نظر مطروحة على طاولة البحث’. واشار الى ان وجهات النظر المطروحة كلها تصب في ضرورة ايجاد مخرج عملي من ’المأزق الراهن’ لان ’حركة فتح ليست فصيلا عاديا تهتم باعضائها بقدر ما هي مسؤولة عن وطن ممزق واوضاع غاية في المأساوية نتيجة الغطرسة الصهيونية ونتيجة الانتخابات الاميركية التي بدأت المنافسة فيها على القدس عاصمة لاسرائيل سواء من الجمهوريين او الديمقراطيين’، منوها الى ان ’بروز تحالف ليبرمان ونتنياهو يؤكد بانه لا يوجد طرف اخر امام الفلسطينيين للتفاوض معه للوصول لاتفاق سلام ، وكل هذه التحديات الكبرى تستوجب تدابير واجراءات فلسطينية لمواجهتها ، والوضع الذي نحن فيه هو ان فتح هي قيادة العمل الوطني منذ الطلقة الاولى في الثورة الفلسطينية عام 1965’. وبشأن توقعاته حول موعد عقد مؤتمر عام جديد لفتح لتجديد برنامجها وقيادتها قال زكي ’الآن ما هو شاغلنا فقط مناسبتان وهما تكريم ياسر عرفات في ذكرى رحيله في 11/11/2012، ويوم الاستقلال وتعظيمه ثم الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة بصفة مراقب كي لا تبقى ارضنا مشاعا يمارس فيها العدو هواياته بحجة انها اراض متنازع عليها ، وبالتالي سنتفرغ بعد الانتهاء من تلك الاعمال وعلى هامشها للبحث عن مخارج عملية من المأزق الذي تمر فيه القضية’. واشار الى ان عقد المؤتمر العام للحركة ما زال عليه خلاف في اروقة الحركة، وقال ’هناك خلافات بشأنه، فهناك من يقول نريد عقد مجلس عام وناس يقول نريد مؤتمرا، والمجلس العام لا يناقش الا قضية واحدة ، ولم يعد مقبولا ان تأتي بقيادات بدون برامج، فنحن نريد الان ان نناقش كل القضايا ونصل الى برنامج ومحددات على ضوئها ممكن نختار القيادات او من لديه الاستطاعة ليقود المرحلة القادمة مرحلة صراع عنيف’. واكد زكي على ان المؤتمر العام القادم لحركة فتح مهمته وضع برنامج عمل وطني جديد للحركة، ومن ثم انتخاب اطر قيادية جديدة لتنفيذ ذلك البرنامج ، وقال ’على ضوء البرنامج سيتم اختيار قيادة حتى تحاسبها’. وبشأن استياء الرئيس الفلسطيني محمود عباس من قيادة حركته وخاصة بعد اتهام حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية بالتحرش في موظفة بوزارته وتشكيل لجنة تحقيق من قبل اللجنة للتحقيق في الامر، قال زكي’ هذا سؤال لا اريد ان اعطيه حيزا من الاهتمام، فطالما بان القضية احيلت للقضاء نترك القضاء يعالج هذا الموضوع’، مشيرا الى ان اللجنة المركزية لم تشكل من قبلها لجنة تحقيق وان الرئيس عباس ابلغها بانه تم تحويل قضية التحرش برمتها للنائب العام الفلسطيني للتحقيق فيها، ومعالجتها امام القضاء، مضيفا ’القضية احيلت للقضاء ولم تطرح على جدول اعمال جلسات اللجنة المركزية الا ان الرئيس ابلغنا بانها حولت للنائب العام’. وحول تصريحات عباس الذي يعتبر القائد العام لحركة فتح للتلفزيون الاسرائيلي قبل ايام وتلميحه بالتنازل عن حق العودة من خلال تأكيده بانه لا ينوي العودة لصفد مسقط رأسه قال زكي ’ تم تناول حديث الرئيس بعين السخط، اي ان عيون السخط تبدي العيب، وبالتالي تم استغلال تصريحات الرئيس بشكل غاضب وساخط رغم انه طرح الامر بشكل شخصي’، مشيرا الى انه عندما اسيء فهم تصريحات عباس سارع الاخير واغدق في التصريحات التي تؤكد على تمسك القيادة الفلسطينية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. وطالب زكي الفلسطينيين بعدم الانشغال بموضوع تم تجاوزه على حد قوله في اشارة الى تصريحات عباس، وقال ’لا يجوز ان ننشغل بموضوع تم تجاوزه’. وحول عودة الحديث في الاوساط الفلسطينية والاردنية عن اعادة الضفة الغربية للاردن كونها كانت تحت سيطرته ابان احتلالها من قبل اسرائيل، وترحيب فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير باعادة الضفة بلا مستوطنات للاردن، قال زكي ’نحن كفلسطينيين لا نعيش وحدنا ونقول اذا تحررت فلسطين ستكون القدس عاصمة لنواة دولة الوحدة العربية’، متابعا ’المهم ابو اللطف يقول بلا استيطان اي يعني بعد ان تتحرر الضفة الغربية ويجلوا عنها الاسرائيلي سيكون هناك خيارات مطروحة ككنفدرالية او فدرالية، وهذا وضع لا يمكن تقييمه الآن، لانه قد يفتح شهية البعض لاشياء ليست ضرورية الان’. وحول اذا ما بات خيار الدولة الواحد في فلسطين ثنائية القومية مطروحة فلسطينيا بعد قضاء اسرائيل بشكل عملي على خيار الدولتين لحل القضية الفلسطينية قال زكي ’ليس من الضرورة الحديث في هذا الموضوع الان خاصة واننا ذاهبون للجمعية العامة للامم المتحدة لاخذ صفة الدولة لفلسطين، فلا داعي ان ندخل بموضوع يضرب قانونية الوضع الفلسطيني، ولكن عندما يكون هناك اعتراف بدولة فلسطين وتواصل اسرائيل الامعان والتجاهل للوضع الفلسطيني يمكنك حينه ان تتجاهلها وان تقول ما في امكانية الا الدولة ثنائية القومية’، مطالبا في الوقت الحالي تسخير كل الامكانيات للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرا الى ان اطراف دولية فاعلة لا تريد اعطاء الفلسطينيين وضع قانوني بهدف ’اعطاء اسرائيل المزيد من الوقت حتى تستكمل استيطانها وتكرس هذا الاحتلال البغيض مقابل صفقات هنا وهناك’. وبشأن الخطوة الفلسطينية بعد الجمعية العامة قال زكي ’خطوة الامم المتحدة المتغير الوحيد فيها انه اذا حصلت على صفة الدولة ستذهب لمحكمة الجنايات والجرائم الدولية لملاحقة اسرائيل’، مضيفا ’عندما نملك حق الدولة سنذهب الى كافة وكالات الامم المتحدة وان نحرج العالم بملاحقة اسرائيل قضائيا’. وشدد زكي على ان التوجه الفلسطيني للامم المتحدة سيكون مرحلة مفصلية، وقال ’ستبدأ معركة غير مسبوقة بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على كل الصعد فسيكون هناك اغلاق لما سمي بملف اوسلو والسلطة وسيكون هناك برلمان لدولة وليس مجلس تشريعي لسلطة، فهناك متغيرات كثيرة ستحصل بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية’. واشار الى القيادة الفلسطينية ستشرع عقب الاعتراف بالدولة بتشكيل برلمان للدولة وانهاء الانقسام الداخلي من خلال تشكيله. وحول الدعم العربي للمسعى الفلسطيني في الامم المتحدة قال زكي ’العرب لا زالوا حتى الآن معنا، ويوم 12 الشهر هناك اجتماعا، وان شاء الله ان يرافق دعمهم السياسي دعم مالي للسلطة، كي لا تكون هذه القضية تستغل لاحباط او ضرب المؤسسة الفلسطينية’. ونفى زكي وجود اية ضغوط عربية لثني القيادة الفلسطينية عن التوجه للجمعية العامة ومطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 كدولة بصفة مراقب في المنظمة الدولية، وقال ’حتى اللحظة لا يجروء احد ان يطلب عدم الذهاب للامم المتحدة، لانه ليس عنده البديل، انما هناك دول اوروبية دول مثل بريطانيا وغيرها تطلب من الفلسطينيين التمهل لمدة 3 شهور تحت عنوان اعطاء فرصة، ولكن نحن نقول لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين’، مشددا على ان مشروع قرار الاعتراف بفلسطين كدولة بصفة مراقب سيقدم للجمعية العامة للتصويت عليه الشهر الجاري.