القدس المحتلة سما رأت دراسة جديدة أعدها مركز بيغن السادات أن هناك وجهة نظر سائدة وتتلخص في أنه في حال قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، فإن حماس فلسطين وحزب الله اللبناني سينضمان مباشرة إلى القتال مع الجمهورية الإسلامية ضد الدولة العبرية، ولكن، أضافت الدراسة، إن الأوضاع في الشرق الأوسط تغيرت، وبالتالي فإن مشاركة حزب الله وحماس في المجهود الحربي الإيراني لن يكون فعالاً، كما هو متوقع، ذلك لأن حزب الله يخشى من سقوط حليفة الإستراتيجي، النظام الحاكم في سورية، علاوة على أن تدخله العسكري في المعركة بين تل أبيب وطهران، ستُقيم عليه اللبنانيون، الذي لا يرغبون في إقحام بلادهم في هذه الحرب. أما بالنسبة لحماس، قالت الدراسة، إن العداء الذي تكنه الحركة لنظام الرئيس د. بشار الأسد، أجج الصراع بينها وبين إيران، وبالتالي في حال اندلاع حرب إسرائيلية-إيرانية ستتردد حماس في المشاركة فيها، على حد قول الدراسة. وقال مُعد الدراسة إنه من المفروض أن يرد حزب الله وحماس على أي ضربة استباقية إسرائيلية لإيران، ولكنه يؤكد على أن هذه الدراسة تدحض هذا الإدعاء، مشيرًا إلى وجود سيناريوهين: تدخل حماس وحزب الله بشكل خفيف، أو عدم التدخل بتاتًا، على حد تعبيره. وتابعت الدراسة أن حزب الله يمثل الوجود الإيراني في لبنان ويمتلك 80000 صاروخً وقذيفة التي يمكن أن تضرب أي مكان في إسرائيل. ومع ذلك، ليس من الواضح، كيف سيرد حزب الله على هجوم إسرائيلي على إيران، وتابعت: قد لا يجرؤ حزب الله على رفض الأمر المباشر من طهران للرد، ذلك أنه من المحتمل أن تأمر إيران حزب الله بشن هجوم محدود، لأن حربًا شاملة قد لا تخدم المصالح الإيرانية في ذلك الظرف، ولكن في حال دخول حزب الله، ولو بشكل محدود للمعركة، فإن إسرائيل ستشن هجومًا قاسيًا يهدف إلى القضاء على حزب الله والحد من قدرته على إطلاق الصواريخ، وإيران قد لا تكون على استعداد لتحمل هذه المخاطر، لا سيما وأنها قد تُفقد أيضا سورية، وبالتالي يُبعد إيران عن التأثير في الشأن السوري.وزادت الدراسة قائلةً إن إيران تحاول حاليا المساعدة في الحفاظ على نظام الأسد، وإيران قد تختار أن تركز جهودها في مساعدة الأسد بدلاً من شن حرب ضد إسرائيل. من ناحية أخرى، قد نستنتج أن إيران يجب أن تشجع الأسد على مهاجمة إسرائيل، بينما لا يزال في وسعه، من أجل تحويل انتباه العالم بعيدا عن نفسه، لافتةً إلى أنه إذا كان نظام الأسد سينهار، فإن حزب الله لن يخسر حليفًا مهما فقط، ولكنه قد يضطر إلى التعامل مع العدو اللدود، أي السنة في سورية، إذا استولت هذه الجماعة على مقاليد الحكم بسورية، وبالتالي فإن حزب الله سيمتنع عن المشاركة في الحرب لحفظ موارده العسكرية لما يمكن أن يكون أخطر من ذلك، على حد قول الدراسة. بالإضافة إلى ذلك، حذرت إسرائيل عدة مرات أنه خلال حرب مع حزب الله ستقصف البنية التحتية اللبنانية. لذلك، في أعقاب هجوم إسرائيلي على إيران، حزب الله سيواجه مطالب من الداخل اللبناني بعدم الرد على إسرائيل، وهذا المطلب يأتي من كثير من اللبنانيين الذين يكرهون حزب الله وإيران، وكذلك من أولئك الذين تحملوا وحتى دعموا حزب الله ولكن يعارضون تحول بلدهم إلى ساحة حرب مرة أخرى، ذلك أنه في الحرب القادمة، قالت الدراسة، سيكون الدمار في لبنان أسوأ من عام 1982 و2006.أما في ما يتعلق بحماس فإن الخلاف بينها وبين الأسد الذي استضافها على مدار سنوات طويلة، أدى إلى تعميق الخلاف بين حماس وسورية من ناحية، وبين حماس وإيران من ناحية ثانية، وبالتالي، نقول الدراسة، إنه من غير المستبعد أن تتجاهل حماس طلب إيران بالمشاركة في الحرب، علاوة على ذلك، إذا تدخلت حماس، رأت الدراسة، فإن هذا الأمر سيمنح إسرائيل شرعية لتوجيه ضربة عسكرية قاسية ومدمرة وغير مقيدة لحماس في قطاع غزة. ولفتت الدراسة إلى أن سياسة حماس تعتمد إلى حد كبير على ما يجري في العالم العربي، خاصة مصر وحكومتها، وهي على استعداد لأن تهب لنجدة مصر، ولكن الحكومة المصرية مشغولة في المشاكل الاقتصادية، الأمر الذي قد يُقنع حماس بعدم خوض الحرب إلى جانب إيران. كما أن مصر لا تريد أن تًعرض حماس نفسها للخطر، بسبب إيران ما لم يخدم مصلحة الحيوية المصرية، مثلاً، من الجائز أن تستغل مصر الهجوم الإسرائيلي على حماس كمبرر لنشر قوات في سيناء، على حد قول الدراسة. وبالتالي، فإنه بدون حماس، ستبقى إيران مع الجهاد الإسلامي، وهذه المنظمة هي أصغر بكثير من حماس ولكن يمكنها الشروع في توجيه ضربات خطيرة ضد إسرائيل، على أمل جر حماس إلى المعركة، وعندها ستكون حماس بين المطرقة والسندان: بين محاولة لكبح جماح الجهاد الإسلامي من بدء النزاع مع إسرائيل وبين محاولتها ألا تبدو ضعيفة. وخلصت الدراسة إلى القول إنه إذا هاجمت إسرائيل إيران، ربما ستبقى حماس في الخارج، كما أن حزب الله في لبنان، قد ينتظر فرصة أفضل لخوض المواجهة مع إسرائيل، والحالة الأكثر ملائمة هي بعد وصول إيران إلى القنبلة النووية، على حد تعبيرها.