أخير وبعد طول حمل ومخاض وضعت الانتخابات البلدية في الضفة جنينها في غرفة الإنعاش الفائقة، وخرج ناطقوها وقادة حكومتها في الضفة يطبلون ويزمرون على وقع هذه النتيجة المعروفة سلفا.في انتخابات بلديات الضفة المحتلة فتح هزمت فتح لأن قسما كبيرا من البلدات فازت قوائمها بالتزكية بعد توافق عشائري في الدرجة الأولى، ولم يكن هناك استكمال إلا في موقعين فقط، ولم يكن ينافس فتح سوى عناصر آخرين من فتح..!!في انتخابات بلديات الضفة المحتلة فتح هزمت بل أجهزت على فرص انجاز المصالحة، ذلك أن جهات إقليمية ودولية عديدة وتيارات مختلفة خططت لتكريس الانقسام المضروب علينا بقرار صهيوني أمريكي منذ 2006م، و ما يجري على أرض القطاع وحدوده وما يجري في بلديات الضفة يعزز ما نذهب إليه.في انتخابات بلديات الضفة المحتلة فتح أجرت بروفة لانتخابات تشريعية قادمة حيث أن معادلات الانتخابات البلدية كانت عناصرها وأرقامها وأهدافها واضحة، حيث لا يفوتكم أن شخصيات عدة وتيارات مختلفة دعت الى إجراء الانتخابات التشريعية في الضفة دون غزة ..!!في انتخابات بلديات الضفة المحتلة نقول لحركة فتح لا داعي للتطبيل ولا للتباهي كثيرا لأن النتائج لا تؤشر لشيء حاسم، لأنه: أولا العديد من الكتل الانتخابية قد شكلت على أساس عشائري، وبالتالي توجهات بعض الكتل الفائزة، لا تؤسس لمواقف حاسمة في أية انتخابات تشريعية مقبلة. ثانيا لان الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير باستثناء فتح، باتت لا تمتلك القدرة على التأثير في الشارع.ثالثا لأن حركة فتح منقسمة على نفسها، الأمر الذي يفرز آثارا سلبية على خوضها معركة التشريعي إن تمت.رابعا: لأن النتائج تثبت أن آلية الاختيار داخل حركة فتح ما زالت غير صالحة، وعاجزة عن توحيد الصفوف، وما شهدته مدينة نابلس يثبت ذلك.وخامسا لأن هذه الانتخابات أكدت على ظاهرة أن الأشخاص من ذوي الكفاءة ومن أصحاب الأيدي النظيفة هم المقبولون جماهيريا، الأمر الذي دفع العديد من التيارات لاجتذابهم كسبا للأصوات.سادسا فان نسبة التصويت المنخفضة ستبقي فتح في دائرة الخطر نظرا لمحدودية تمثيلها لشعبنا حتى في الضفة المحتلة التي تحكم سيطرتها عليها.وسابعا وأخيرا ننصح قادة فتح وفياض بعدم الذهاب إلى نهاية الشوط بادعائهم أن حماس شاركت بالتصويت للقوائم المنافسة لفتح في الانتخابات البلدية، لأن الملاحقات الأمنية المحمومة لحماس وعناصرها على مدار السنوات الطويلة الماضية لم تبقي مجالا لمجرد طرح هذا الادعاء فضلا عن تصديقه.وأخيرا مبروك لفتح هزيمة فتح ولا عزاء لفلسطين ولا لشعبنا المظلوم. صحفي وباحث سياسي