غزة / وكالات / اتفق محللان سياسيان على أن قطر تسعى لزيادة دورها المحوري في المنطقة العربية، من خلال دعمها لقطاع غزة المحاصر ولاتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن قطر لاتسعى لمنافسة مصر في هذه المساحة. وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ناجي شراب إن "قطر تسعى للوصول إلى النفوذ والمكانة من خلال التأثير في حركة حماس التي باتت أحد أهم الفواعل في النظام الإقليمي العربي وفي السياسة العربية". وأضاف أن "دور قطر "سيزيد خلال المرحلة المقبلة خاصة فيما يتعلق بملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس". ولعبت قطر دورا بارزاً في المصالحة الفلسطينية، حيث وقعت حركتا "حماس" و"فتح" مطلع شهر شباط/ فبراير الماضي اتفاقاً في العاصمة القطرية الدوحة برعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر، نص على البدء بإجراءات تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة محمود عباس، تكون مهمتها الإعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية والمحلية، لكن عقبات كثيرة حالت دون تنفيذ الاتفاق حتى الآن. واستبعد شراب في الوقت ذاته، سعي قطر لمنافسة مصر في دورها الإقليمي ومركزيتها، قائلاً "لا يمكن لقطر أن تنافس مصر ولا أن تحل محلها نهائيا لأن الأخيرة دولة إقليمية مركزية ". وترعى مصر ملف المصالحة الفلسطينية منذ أحداث الحسم العسكري بين الفصيلين الأكبر في فلسطين منتصف العام 2007، والذي أفضى إلى سيطرة حماس على قطاع غزة، وفتح على الضفة الغربية. وإثر ذلك وقعت الحركتان عدة اتفاقات للمصالحة في العاصمة المصرية القاهرة كان آخرها بعد ثورة 25 يناير التي أسقطت نظام الرئيس السابق حسني مبارك، حيث وقع ممثلون عن الحركتين على وثيقة للمصالحة لكن لم يتم تنفيذها حتى الآن. وأشار شراب إلى أن "من أهم العوامل التي دفعت قطر لتقديم المساعدات للفلسطينيين هي البعد الإنساني والعربي وشعورها بأن هناك حصار خانق واحتلال على قطاع غزة منذ نحو 6 سنوات بالإضافة للعلاقة الطيبة مع حماس". وأوضح أنه "بالإضافة للعوامل الإنسانية والقومية فإن قطر ترغب في الحصول على مكانة وتأثير أكبر في السياسة العربية من خلال غزة ومحاولة كسر الحصار عنها ودعم أهلها". من جانبه قال إبراهيم المدهون، رئيس مركز أبحاث المستقبل للشئون السياسية، بقطاع غزة إن "القضية الفلسطينية مركزية وأي لاعب يريد أن يجعل دوره رئيسا بالمنطقة عليه أن يمر عبر البوابة الفلسطينية، وقطر تهدف إلى امتلاك النفوذ لذلك توجهت إلى دعم ومساندة قطاع غزة". وأضاف لمراسل الأناضول أن "قطر تحاول تعزيز دورها الإقليمي والعربي حتى تصبح دولة ذات نفوذ بالمنطقة العربية، كما أنها تمتلك التطلعات لتعزيز هذا الدور". وأشار إلى أن قطر "تصنع لنفسها كل يوم مساحات جديدة للعمل ليتصاعد ويتعاظم نفوذها ويكبر بالمنطقة العربية"، لافتاً إلى أنها "تمكنت من امتلاك علاقات هامة وكبيرة مع كافة الدول العربية ومعظم الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية" . وأوضح أن الدور القطري "إيجابي وليس كما يشاع أنه سلبي يخدم مصالح أمريكية بالمنطقة"، موضحاً أن قطر "تمتلك نية حقيقية لخدمة المشروع الفلسطيني ودعم ومساندة الفلسطينيين في قطاع غزة لما تملكه قضيتهم من بعد إنساني وقومي في ذات الوقت" . ولا يتوقع المدهون أن تمتلك قطر أي نية لمنافسة مصر في دورها المركزي، قائلا "مهما كان حجم قطر قوياً وامتلكت المال والإرادة إلا أن دورها لا يمكن أن يتساوى مع الدور والحجم المصري لذلك لا أعتقد بالمطلق أنها تسعى لمنافسة مصر". ورأى أن قطر تتبنى القضية الفلسطينية بشكل "قيمي وأخلاقي ولا تحاول تحقيق مردود كبير من وراء هذا الدور"، مستبعداً أن "تمارس القيادة القطرية أي ضغط على حكومة قطاع غزة أو حماس للالتزام بسياسات محددة مقابل مشاريع إعمار القطاع" . وأعلن السفير القطري محمد العمادي الذي وصل إلى قطاع غزة نهاية الشهر الماضي عن بدء بلاده تنفيذ مشاريع إعادة اعمار قطاع غزة بقيمة 524 مليون دولار أمريكي . وأشار إلى أن المنحة القطرية تشتمل على بناء مستشفى للأطراف الصناعية وتأهيل مصابي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2008-2009، بالإضافة لبناء منشآت سكنية بقيمة 30 مليون دولار أمريكي، وإصلاح طريق صلاح الدين الذي يمتد على مسافة 42 كم من أقصى جنوب قطاع غزة إلى أقصى شماله .