خبر : الانتخابات الاسرائيلية و التهديد بالعدوان على غزة..د. سفيان ابو زايدة

الثلاثاء 16 أكتوبر 2012 11:53 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الانتخابات الاسرائيلية و التهديد بالعدوان على غزة..د. سفيان ابو زايدة



بشكل يومي تقريبا ينُقل عن مسؤول اسرائيلي هنا و هناك ان اسرائيل على وشك شن هجوم واسع ضد قطاع غزة على غرار الرصاص المصبوب اواخر 2008. الحديث تزداد وتيرته بعد كل جوله من جولات التصعيد التي تأتي في الغالب نتيجة عمليات الاغتيال التي ينفذها الجيش الاسرائيلي او كرد فعل على اطلاق الصواريخ و التي في الغالب تنفذها عناصر جهادية. بغض النظر اذا ما كانت هذه التهديدات لها رصيد ام لا، اسرائيل تعتبرها ضرورية من باب صيانة قوة الردع كما تسميها و من باب تذكير حماس بأعتبارها الجهة المسيطرة على قطاع غزة بالقيام بواجباتها بما يضمن عدم اطلاق صواريخ من غزة تجاه التجمعات الاسرائيلية. و بغض النظر اذا كان الهجوم الاسرائيلي سيحدث غدا او بعد عام فأن الاستعدادات الاسرائيلية العسكرية متواصلة لتنفيذ اومر القيادة السياسية في حال اتخاذ مثل هكذا قرار. الذي يقرر ان يكون هناك هجوم قريب على غزة ام لا هو: اولا حدوث امر ما مثل وقوع اصابات كبيرة بين صفوف المدنيين الاسرائيليين نتيجة قصف صاروخي فلسطيني او نجاح الفصائل الفلسطينية في اختطاف جندي اسرائيلي على غرار عملية شاليط، او ارتكاب اسرائيل جريمة كبيرة بحق الفلسطينيين لا تترك مجال امام حماس و الجهاد الاسلامي و بقية الفصائل الفلسطينية من تمريرها دون رد . هذا الامر يمكن حدوثة اي يوم  او اي لحظة . ثانيا، اللاعب الاساسي الذي يقرر ان يكون هناك هجوم على غزة ، خاصة قبل الانتخابات الاسرائيلية هو رئيس الوزراء  نتنياهو. ليس باراك كما كان في عدوان 2008، و ليس قيادة الجيش الاسرائيلي. اذا كان الامر كذلك، هل نتنياهو معني ان يكون هناك عدوان على غزة خلال فترة الانتخابات؟ هل هذا الامر يخدمه انتخابيا؟ الاجابة ان نتنياهو على الارجح لا يفكر بهذا الاتجاه و ذلك للاسباب التالية: اولا: نتنياهو يتفاخر انه وطوال فترة حكمة الاولى و الثانية لم يتخذ قرار بالحرب ، قال هذا امس امام الكنيست الاسرائيلي و هو يغمز تجاه منافسة المفترض ايهود اولمرت الذي خاض حربين في خلال عامين. هذا يعني ان جزء من حملة نتنياهو الانتخابية هو تقديم نفسه على انه زعيم عاقل و غير متهور، الهجوم على غزة في هذا الوقت لا يتناسب مع هذا الطرح. ثانيا: نتنياهو يدرك، مثله مثل اي اسرائيلي آخر ان لا انتصارات في غزة. اي عدوان على غزة يعني سقوط الالاف من المدنيين، و ان التجربة الاسرائيلية مع غزة منذ اكثر من ستة عقود هي تجربة مريرة و لا يتخللها انتصار اسرائيلي واحد يمكن ان يفتخروا به. غزة انتخابيا لن تخدم نتنياهو. لكي يدعي انه استطاع ان يمنع اطلاق الصواريخ و توفير الامن لسكان الجنوب على الجيش الاسرائيلي ان يحتل غزة بشكل كامل بعد ان يحارب من بيت لبيت بكل يحمل ذلك من مخاطر، و  ان يمكث هناك لمدة طويلة مما سيجعل جنوده هدف اكثر سهولة من اطلاق الصواريخ. الاسرائيليون لا يريدون اعادة احتلال غزة مرة اخرى، لقد كانوا هناك و هربوا ، و لكنهم يريدون ردود اكثر عنفا و اكثر فاعلية ضد مطلقي الصواريخ. ثالثا: اذا كان لا بد من استخدام التلويح بالحرب لخدمة المعركة الانتخابية فأن الموضوع الايراني اكثر اهمية بالنسبة للاسرائيليين، غزة تشكل ازعاج دائم لهم و لكنها لا تشكل تهديد وجودي عليهم كما هو الحال بالنسبة لايران. يأتي في المرتبة الثانية من حيث الاولوية حزب الله و الجنوب اللبناني الذي يمتلك كميات اكبر من الصواريخ التي تغطي تقريبا كل متر مربع في اسرائيل. غزة تأتي فقط في المرتبة الثالثة. رابعا: ليس هناك مشكلة لنتنياهو في الحصول على اصوات اليمين الاسرائيلي، لكي يعزز من قوته و يصبح فوزه حتميا دون ان يكون هناك مفاجآت غير سارة عليه مغازلة الوسط الاسرائيلي الذي يشكل اليوم نسبة كبيرة. من الناحية الانتخابية، الذي يمكن ان يفسد على نتنياهو فوزة المضمون هو تكتل احزاب الوسط و اليسار في قائمة واحدة ، لذلك نتنياهو سيعمل خلال المعركة الانتخابية على التظاهر بالاعتدال و الاتزان لكي يجلب اكبر عدد ممكن من هذه الاصوات. على اية حال ، نتنياهو يخشى ان يكون الموضوع الاجتماعي و الاقتصادي هو الموضوع الرئيسي في هذه المعركة الانتخابية . خصومة من الوسط و اليسار سيعمدون على ان يتصدر هذا الموضوع الحملات الانتخابية.  لكن كيف سيتصرف اذا ما خرج الالاف الى الشوارع و الساحات، خاصة من الطبقة الوسطى التي تحملت  العبئ الاكبر من جراء سياستة الاقتصادية ؟ هل في هذه الحالة و من  باب تحويل الانظار سيدفع بأتجاه التصعيد مع غزة دون ان ايصل الامر الى التورط في عملية عسكرية واسعة؟ szaida212@yahoo.com