احتفلت جامعة الازهر أمس بتخريج فوج جديد من طلاب وطالبات الكليات المتوسطة ، وقد حضرت الحفل مع جمع من المواطنين وذوي الخريجين والخريجات والعاملين في جامعة الازهر ومجلس أمنائها.صحيح انني لاحظت ابتسامات على وجوه الخريجين ، ولكنها ابتسامات فاترة وغير معبرة عن فرحة ، ولم أر تفاعلا من قبل الجمهور يعكس فرحة بكوكبة الخريجين, وكأن الاحتفال هو شكل روتيني تنظمه أي جامعه لخريجها.حزنت للمشهد ، وقلت في نفسي أنهم محقون، لانهم يعلمون أكثر من غيرهم بالمستقبل الذي ينتظرهم , ويدركون أنهم سيلتحقوا بـأكثر من ستين ألف خريج وخريجة يشكلون جيشاً من العاطلين عن العمل ، ينتظرون فرص عمل في ظل ارتفاع الفقر والبطالة , وعدم توفر فرص العمل , ويعرفون أن السلطة الوطنية لا تستوعب موظفين , وأن حكومة حماس ليس لديها القدرة المالية لاستيعاب أعداد الخريحين , وأن وكالة الغوث أوقفت التعاقد مع موظفين جدد , وأن المؤسسات الأهلية تعاني من أزمات مالية بسبب صعوبة التمويل , وأن القطاع الخاص غير قادر على الاستمرار.لماذا لا تكون ابتساماتهم مؤقتة ظل هذا المشهد القائم؟هؤلاء الخريجون أيها المجتمع, أيها السياسيون , أيها القادة بحاجة الى قائد ومؤسسات رسمية تطمئنهم على مستقبلهم بإجراءات وفعل , وليس بحاجة الى بيع الوهم والكذب والدجل واطلاق وعودات نسمعها ثم نقرأ نفيها في اليوم الثاني, اوليس هؤلاء من يتغنى بهم القادة ويصفونهم بجيل المستقبل؟> هم اكثر من ستين ألف خريجاً ، أي أكثر من ستين الف فرصة عمل , ومثلها شقق سكنية , يضافوا الى مائة وسبع ألاف حالة معدمة في قطاع غزة حسب توثيق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين , ما نسبته 10% من سكان القطاع من اللاجئين يواجهون مصيرهم بأنفسهم , وتفشل أمامهم حكومتان في الاعلان عن أي خطة للتعامل معهم.من يدعي أنه لا يعرف فهو مخطئ , ومن ينكر رؤية حقيقة الاوضاع للمواطنين فإنه يرتكب خطيئة , ومن يراهن على عامل الوقت أن يغير الحال دون جهد , فهو واهم.منطق الحياة لا يقبل تكهنات , ولا يعترف بوعودات مبنية على وهم , والمعطيات تؤكد أحد قوانين الطبيعة, الذي يقول أن التغير هو نتاج التراكم , والتراكم غير معرف وغير محدد , فهل يستيقظ السياسيون ومن ارتضوا ان يقودوا هذا الشعب قبل ان تفاجئهم كارثة اجتماعية لن يستطيعوا تبرئة أنفسهم منها، او يفاجئوا على مواجهة مفتوحة مع رعيتهم؟