لندن / سما / أصدرت فرقة موسيقية بريطانية معروفة مؤخراً أغنية طويلة ضمن ألبومها الذي صدر الشهر الجاري، تضامناً مع قطاع غزة، وخاصة في ظل الأزمة الإنسانية الخانقة بفعل الحصار والظروف الراهنة التي تزداد اختناقاً يوماً بعد يوم. وبثت الفرقة المسماة "ماريليون" (Marillion) أغنيتها التي أطلق عليها اسم "غزة" ضمن ألبوم "أصوات لا يمكن أن تصنع" (sounds that can’t be made)، وتمتد لأكثر من 17 دقيقة من زمن الألبوم، وتشتمل على كلمات ومواقف معبرة عن الوضع الذي يعيشه الغزيون، وخاصة الأطفال المحرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية. وقال القائمون على الفرقة على صفحتهم الإلكترونية وعلى صفحة الفرقة على موقع يوتيوب، إن هذه الأغنية إهداء إلى أهل غزة، وخاصة أطفال القطاع. وأضافوا أن هذه الأغنية الطويلة ألهمت كتابها القصص والمحادثات التي أجريت مع لاجئين فلسطينيين يعيشون في مخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوضحوا أنهم تواصلوا مع إسرائيليين ومسئولين في منظمات إنسانية، بالإضافة إلى دبلوماسي يعمل في القدس المحتلة، وهو ما أضاف واقعية إلى كلمات الأغنية للتعبير عما يجري على الأرض. وأكدوا أن الهدف من وراء الأغنية ليس الهجوم على اليهود، الذين ينتقد كثير منهم الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، كما أنهم لا يهدفون إلى تأييد العنف بأي شكل، لكنهم رأوا أهمية التطرق إلى النتيجة المحتومة للأوضاع المحبطة والمأساوية التي يعيشها الغزيون. وقالوا إن كثيراً من أطفال غزة، هم الآن أبناء وأحفاد للاجئين فلسطينيين ولدوا في مخيمات اللجوء التي بنيت في بداية الأمر على أساس أنها ملاذ مؤقت، لكن هذا الملاذ المؤقت ما يزال على حاله بعد أكثر من خمسين عاماً. وأضافت الفرقة أن قطاع غزة أصبح "سجيناً بلا محاكمة". وطالبت برفع الصوت عالياً والاحتشاد والضغط من أجل التوصل إلى حل عاجل وفوري لهذا المعاناة الشديدة والمأساة التي من غير المعقول استمرارها. ودعت إلى دعم مؤسسة "الأمل" (www.hopingfoundation.org)، التي تعمل على دعم الأطفال الفلسطينيين، وتساند حقهم في اللعب والتعليم والتعبير عن أنفسهم من خلال الفن والموسيقى والفنون الأدائية والجميلة الأخرى لتعزيز الإبداع وتقوية روح الأمل لديهم. مقتطفات من الأغنية ومن بين ما ورد في الأغنية التي صدرت ضمن الألبوم في السابع عشر من الشهر الجاري: "نعيش على أمل.. هل نجرؤ على الحلم؟.. نحن مللنا الانتظار.. بالنسبة أن نحلم ما يزال يعني أن نبقى نحلم". "سنظل نركل الكرة.. سنظل نقفز على الحبل.. سنلعب في الخارج.. سنستمر في الرسم والتلوين.. وسنداوم على تلاوة صلاتنا"، ونقل كاتبو الأغنية الطويلة تجارب من حادثوهم، ومن ذلك قول أحدهم: "أبي مات وهو يطعم العصافير.. فيما خرجت أمي لتتفقد الجنود". وعزز المؤلفون الكلمات بحديثهم عن الأمل والتمسك بالحلم: "ابق قريباً، ابق في منزلك، كن هادئاً، وتمسك بالإيمان"، "نريد السلام والحرية، بالتأكيد هذا ما ننشد، لكن السلام لن يأتي وأن تدوس على رقبتي". ونقلوا حالة لمواطن غزي حول معنى الحياة والدمار والاحتلال، حيث تقول كلمات أحد المقاطع: "عندما كنت صغيراً كل شئ بدا كأنه لعبة.. العيش هنا لم يكن عيباً.. لكن عندما كبرت اتضحت أمامي الصورة.. واكتشفت أنه كان لدينا منازل ذات مرة.. وكان لنا أرض ذات مرة". "أمطرونا بالرصاص بينما كانت منازلنا تهوي.. وها نحن محصورون تحت ركام منازلنا يتملكنا الرعب"، "عندما استيقظت كان المنزل حجارة مهشمة.. فجأة أصبحنا لا نملك شيئاً". "نحن ثمانية أشخاص نعيش كحيوانات المزرعة، غارقين في عرقنا بسبب الزحام واللهيب.. أخي الصغير لم يعرف من الحياة سوى هذه الصورة، العالم لم يفعل شيئاً.. فماذا عسانا نفعل؟". "الشمس الحارقة التي لا ترحم تلهب الشوارع المدمرة.. الليل يسقط على المدينة مثل باب حديدي.. الرجال يلعبون بالورق تحت ضوء الشمع.. النساء يبقون في الداخل.. الجحيم يمكن أن يندلع في أية لحظة.. في الليل أو في النهار"، "مقابل كل حجر تسقط علينا عشرة حجارة، مقابل كل حجر حارق تسقط علينا مائة، والزنانات تخرج مع سقوط كل صاروخ". وأضافوا: "كل شخص يستحق الحصول على فرصة للشعور بأن المستقبل سيكون رائعاً"، مستدركين مأساة أهل غزة الذين يقول لسان حالهم: "أما نحن فعلينا أن نعيش كذلك"، وعقبوا على ذلك بقولهم: "هذا ليس عدلاً، هذا ليس عدلاً، هذا ليس عدلاً". وتابعوا أنه رغم ذلك "مع حب بعضنا سنتجاوز أية محنة، وبالتأكيد سيأتي اليوم الذي سيتصدى أحد لما يجري ويساعدنا، ورغم كل شئ سنذهب إلى المدرسة، وسنواصل حلمنا، فالأمل ما يزال قائماً بأن يهب أحد يوماً ما لمساعدتنا". ووصفوا حالة الحصار بصورة قاتمة: "نحن محاصرون كالدجاج في هذه المدينة الاسمنتية.. أصابني الصداع من رائحة الديزل.. وعندما تمطر السماء.. تصيبني رائحة المجاري بالصداع". ونقلوا صورة أخرى حول الاستشهاد: "لم أدر ماذا يعني الاستشهاد.. حتى ما جرى مع أخي الأكبر". وأردفوا: "انثر الريح، تحصد العاصفة.. كما يقال"، متسائلين: "هل يمكن لوم الناس إذا لم يكن لنا القدرة على السيطرة عليهم، إذا كانوا محبطون ويعلمون ألا مستقبل بانتظارهم؟.. ماذا بشأن إذا ما كانت آمالهم وطموحاتهم كسيرة، وأنهم يشعرون بأن أحياء أموات، وفيما هم راحلون.. هل سنغفر لهم أنهم أخذونا معهم؟". وتابعت الفرقة أغنيتها في مقطع يربط غزة والضفة كما يلي: "هذا ليس عدلاً.. هذا ليس عدلاً.. هذا ليس عدلاً.. إن ما يجري مثل كابوس يتدلى حتى بيت لحم، مثل كابوس خرج من قلب هذا القطاع الصغير من الأرض ويتمدد نحو بيت لحم". واختتمت الأغنية بالمقطع التالي: "ابق قريباً.. ابق في المنزل وحافظ على إيمانك بحب أهلنا سنتغلب على كل الصعاب، وسيأتي يوم ما حيث سيهب أحد لمساندتنا.. بالتأكيد سيقف أحد لمساعدتنا".