خبر : حوش الفن يبث الروح في الفنان الراحل الحلاج من خلال معرض استرجاعي

الإثنين 17 سبتمبر 2012 01:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
حوش الفن يبث الروح في الفنان الراحل الحلاج من خلال معرض استرجاعي



القدس المحتلة / سما / تنظم مؤسسة حوش الفن الفلسطيني معرضا استرجاعيا للفنان مصطفى الحلاج في مدينة القدس ضمن فعاليات "قلنديا الدولي" تنظمه 7 مؤسسات ثقافية فلسطينية تتخصص في الفنون البصرية والفنون المعاصرة في تشرين ثاني/نوفمبر المقبل. ومن خلال عرض 40 عمل من أعمال الحلاج الملقب بـ "شيخ الفنانين" يسعى حوش الفن الى توثيق اعماله ومسيرته الفنية والقاء الضوء على حياته كأحد أهم رواد الحركة الفنية الفلسطينية.    وكان الحلاج، الذي ولد في بلدة سلمه قضاء يافا عام 1938 وهُجر منها وعائلته في 1948، وعاش لاجئا في سوريا معظم حياته قد توفي في حريق شب في مرسمه في دمشق عام 2002، اثناء محاولته لإنقاذ آخر أجزاء من جدارية ارتجالية أراد لها أن تكون الاطول في العالم ووصلت حتى ذلك التاريخ الى 114 مترا.  وتمكن حوش الفن الفلسطيني من احضار جزءا من اعماله من سوريا اما الجزء الاخر فقد تم الحصول عليه من خلال احد اقاربه في فلسطين الذي أرسلت إليه جزء آخر من اعماله من سوريا.     ويكمن تميز الفنان الحلاج، الذي درس فنون النحت في كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة عام 1963،    في لوحاته المستوحاة من الميثولوجيا والرسومات الفرعونية والسومرية والكنعانية، والتي أنتج معظمها باللونين الأبيض والأسود، بأسلوب فني مختلف عن باقي فناني جيله. ففي رسوماته تتجلى أنصاف حيوانات وأنصاف بشر في محاكاة للاساطير القديمة التي تتمحور حول الالهة والتي سادت في رسومات الحضارات الأولى. وبرع الحلاج في الكتابة والنحت والتصوير والحفر والرسم الصحفي، وكانت انتاجاته غنيّة بتعبيرات تسبر أعماق الجذور الحضارية للإنسان الفلسطيني والعربي، عبر أساطيره وأغانيه وفلسفته وزخارفه وعاداته وتقاليده وفلسفته الشعبية وعلاقته بالارض والمنفى في مقاربة سعى من خلالها إلى ترجمة العلاقة الجدلية بين الماضي والحاضر والمستقبل عبر مضامين اجتماعية وسياسية. ويشمل المعرض لوحات للحلاج وسكيتشاته وعرض وثائق قيّمة وصوراً شفافية لأعماله عبر صناديق ضوئية، إضافة إلى عرض فيلم يشمل حوارات مصورة مع مقربين من الفنان على الصعيد الفني والشخصي، وإصدار كتيب استرجاعي يحتوي على مقالات حول حياته وإنتاجه وصور للوحاته.  ويعتبر مصطفى الحلاج من أوائل الفنانين الذين ساهموا في تشكيل معالم فن المقاومة، الا أن اعماله تعرضت للمصادرة والضياع والتلف بسبب حوادث متكررة، منها فقدان ما يقارب 2500 لوحة حفر خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، والتي نجا منها بضع قوالب خشبية للطباعة. وآخر هذه الحوادث الحريق الذي شب في عام 2002 في مرسمه بصالة ناجي العلي التي أسسها الحلاج في دمشق، حيث تسبب الحريق بأضرار كبيرة وأودى بحياته. ومن المقرر أن يتم تنظيم ندوة بمشاركة الفنان سليمان منصور، الذي كان احد المقربين للحلاج، يناقش  فيها إنتاج الحلاج الفني وموقعه ضمن خارطة الفن الفلسطيني وأهميته في تشكيل هوية فن المقاومة الفلسطيني إضافة للتطرق لشخصية الحلاج كإنسان وعلاقتهما الفنية والشخصية. كما سيتم الترتيب لطلبة المدارس والكليات لزيارة المعرض في محاولة لزيادة وعي وتقدير المجتمع المحلي والأجيال الشابة للفنون البصرية ورموزها الرائدة. وسيتيح "قلنديا الدولي" فرصة لوضع المعرض الاسترجاعي للحلاج ضمن سياق فني متميز على المستويين الفلسطيني والدولي، حيث ستحظى هذه التظاهرة باهتمام دولي ومحلي واسع النطاق. ومن المقرر أن تنطلق التظاهرة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل وتستمر خمسة عشر يوماً، بتنظيم من رواق، ومؤسسة المعمل، ومؤسسة عبد المحسن القطان، وحوش الفن، ومركز خليل السكاكيني، و اكاديمية الفنون الدولية- فلسطين وبيت الثقافة والفنون في الناصرة، و بعروض تشمل عشرات الفنانين الفلسطينيين والعالميين في القدس ورام الله وغزة والناصرة وعدد من القرى الفلسطينية. ويذكر أن حوش الفن الفلسطيني هي مؤسسة فلسطينية ثقافية غير ربحية تأسست عام 2004 في القدس، وتعنى في تطوير ورفع مكانة الفنون البصرية ووضعها ضمن مساحة البحث والتحليل ضمن السياق التاريخي والمعاصر من خلال التوثيق والحفظ والعرض والنقاش.