خبر : التقى المرشد الاعلى خامنئي ولاريجاني وجليلي ..مصادر : الزهار يزور طهران ولبنان

السبت 08 سبتمبر 2012 02:05 م / بتوقيت القدس +2GMT
التقى المرشد الاعلى خامنئي ولاريجاني وجليلي ..مصادر : الزهار يزور طهران ولبنان



القدس المحتلة / يتواجد عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. محمود الزهار منذ عدة ايام في العاصمة الإيرانية طهران في زيارة "غير معلنة" مسبقاً، وهي الأولى لمسئول في الحركة منذ تصاعد الأحداث وتباين المواقف بشأن الأزمة السورية ومغادرة بعض قيادات "حماس" العاصمة دمشق، وما رافق ذلك من "شوائب" في مسار علاقة الحركة بالنظام السوري والإيراني أيضاً والذي يساند نظام الاسد علنا ويعتبر احد اهم داعميه.  وتناقضت تصريحات قيادات "حماس" حيال الأزمة في سوريا، ففي حين أعرب عدد من قادتها دعمهم لخيار الشعب السوري، اكد آخرون دعهمهم للإصلاح السياسي الذي تعهد به نظام الاسد واعتماد الحوار وسيلة لحل الأزمة التي تتفاقم يوما بعد اليوم بسبب اصرار النظام على اعتماد الحل الامني وتوسيع العمليات العسكرية، فيما نفى عدد من قادة الحركة أن تكون أغلقت مكاتبها في دمشق رغم تأكيدها لمغادرة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق الاراضي السورية لاسباب قالت عنها في ذلك الحين بأنها "أمنية". من جهته اشار امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي خلال استقباله الزهار الى المسيرة التكاملية للصحوة الاسلامية، واكد ان قضية فلسطين ومواجهة الكيان الصهيوني هي الميزة المشتركة للصحوة الاسلامية. واكد جليلي على اهمية القضية الفلسطينية، وقال : ان رؤيتنا لموضوع المقاومة، رؤية فوق استراتيجية وهي نابعة من المبادئ المتجذرة في الفكر الاسلامي، وهذه الرؤية هي التي ادت الى عدم تزحزح الجمهورية الاسلامية في ايران قيد انملة عن موقفها المبدئي تجاه فلسطين طيلة السنوات الاربع والثلاثين الماضية.واشار جليلي الى المسيرة التكاملية للصحوة الاسلامية في العالم الاسلامي باعتبارها فرصة كبرى للامة الاسلامية، واكد ان موضوع فلسطين ومواجهة الكيان الصهيوني تمثلان العمود الراسخ والميزة المشتركة للصحوة الاسلامية.وشدد على ضرورة جمع مختلف الطاقات لدى البلدان الاسلامية خاصة الطاقات والقابليات الجديدة التي أطلقتها الصحوة الاسلامية، وقال: ان العدو يحاول عرقلة جمع الطاقات والتعاضد بين الامة الاسلامية عبر اثارة الخلافات.وصرح انه مع فشل الاعداء في الحيلولة دون التقدم الناجح للاسلام السياسي، فإن الاجانب يحاولون الحيلولة دون الاقتباس من نموذج المقاومة والتقدم الذي قدمته ايران الاسلامية الى سائر الشعوب.ورأى امين المجلس الاعلى للامن القومي ان المساعي الحثيثة لبعض القوى الاستكبارية في التخويف من الاسلام، بأنها ناجمة عن تقبل شعوب العالم للاسلام على نطاق واسع.وفي هذا اللقاء، اكد محمود الزهار على اهمية المقاومة الاسلامية، وقال ان المقاومة جزء من عقيدتنا لا تغيير لها ولا بديل.وشدد الزهار على وحدة التراب الفلسطيني، موضحا ان جميع فلسطين وطننا، واننا لن نتنازل حتى عن شبر منها.  وقالت المصادر أن الزهار زار منذ أيام الجنوب اللبناني والتقى بشكل سري مسؤولين في حزب الله عقب زيارته لمعلم "مليتا" السياحي الذي يضم معرضا للعتاد العسكري الذي تمكن عناصر الحزب من الحصول عليه خلال العمليات العسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب 2006، حيث اطلع على عدة مواقع عسكرية هناك وتجول في أنفاق تعود للمقاومة في تلك المنطقة.  ورفضت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، نفي أو تأكيد أن يكون الزهار قد التقى بأمين عام حزب الله ، حسن نصر الله.  ووصفت تلك المصادر زيارة الزهار لجنوب لبنان وطهران بأنها "اعتيادية وتأتي في إطار التواصل مع العالم الخارجي، وأنه لا علاقة لها بالأزمة السورية أو بتلك الأزمة التي وقعت مؤخراً بعد الحديث عن دعوة إيران لرئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية لحضور قمة دول عدم الانحياز التي عقدت في طهران. وأضاف المصدر "أزمة سوريا بالنسبة لنا في حركة حماس قد انتهت ، وأمرنا وقرارنا بشأنها واضح". رافضاً الإفصاح عن المزيد. وكانت مصادر في "حماس" كشفت سابقاً عن وجود خلافات بين الحركة والنظام الإيراني نشبت عقب قرار قيادات "حماس" مغادرة سوريا وموقفها مما يجري هناك، وهو ما ترتب عليه توقف الدعم المادي للحركة من قبل طهران التي تُعد أكبر جهة داعمة لحماس ماديا. ويرى المحلل السياسي هاني حبيب في زيارة الزهار لطهران بأنها تأتي ردا على "اللغط" الذي ساد حول علاقة حماس بطهران، وأنها محاولة من جانب الحركة لفتح آفاق جديدة للتصدي للحصار السياسي الذي يُمارس عليها من قبل المجتمع الدولي، مشيرا الى ان هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لحماس.  وبشأن إمكانية أن تكون هذه الزيارة مخصصة لبحث "الشوائب في العلاقة بين الطرفين " والتي ظهرت عقب دعوة طهران لهنية لحضور قمة دول عدم الانحياز ثم تراجعها عن الدعوة وانكارها، قال حبيب لـ دوت كوم"، اعتقد أن هذا الأمر سيكون في مجال البحث بين الطرفين والمؤكد ان اجابة إيران حول ما جرى ستكون واضحة. وأكد حبيب، أن الملف السوري بالنسبة لحركة حماس قد "انتهى فعلياً"، خصوصا بعد موقف الرئيس المصري محمد مرسي الجاسم والذي عبر عنه خلاله قمة دول عدم الانحياز في طهران وقمة وزراء الخارجية العرب في القاهرة، ولا أعتقد أن حماس ستخرج عن هذا الموقف لاسباب باتت معروفة.  بدوره، اعتبر المحلل السياسي ناجي شراب ، زيارة الزهار لإيران ولبنان بأنها تأتي في سياقها "العام"، بمعنى "أن حماس لم تغلق الباب في علاقتها مع حزب الله وطهران وكذلك النظام السوري، وأن موقفها حيال الازمة السورية اتسم بالحياد وبالموقف العام الذي يحث على ضرورة اجراء إصلاحات سياسية ". حسب قوله.  وقال: هذه الزيارة تأتي في إطار توزيع الأدوار داخل قيادة حماس، والزهار هو الأنسب للقيام بمثل هذه الزيارات، وبذلك يمكن فهم المعنى الحقيقي لهذه الزيارة".  واضاف شراب " أعتقد أن تلعب حماس التي أصبحت مؤثرة سياسياً وإقليمياً دوراً في الأزمة السورية الى جانب حزب الله اللبناني وإيران، وذلك من خلال التوصل لصيغة توافقية لإيجاد حل لتلك الأزمة"، مشيرا الى ان المصلحة المشتركة بين تلك الأطراف تحتم على الجميع المساهمة في ايجاد حل يحفظ لكل طرف ماء وجهه وبما يحقق المصلحة المشتركة لها.  وتابع "حماس ليست قلقة وليس هناك دواع لأي قلق بشأن علاقتها مع إيران أو حزب الله أو سوريا، والتحولات السياسية في محيطنا الإقليمي وخاصةً في مصر وبروز الحركات الإسلامية وجلوسها على سدة الحكم في بعض البلدان لعبت دورا في تحقيق مثل هذه الزيارة، ولو أن النظام المصري السابق لا زال موجوداً في الحكم لكانت المعيقات أكبر أمام هذه العلاقة".  وقال شراب "حماس ليست بوابة إيران لدخول لمنطقة وطهران لا تعتبرها مثل حزب الله الذي كان ولا يزال إحد أذرعها لتعزيز نفوذها في المنطقة، غير ان كلا الطرفين لديه مصالح مشتركة، فطهران لا زالت تمثل داعم مالي حقيقي لحماس، ولا توجد أي دولة عربية بديلة لإيران في هذا المجال ومن مصلحة حماس الحفاظ على علاقة متينة معها.  وأردف "هناك دول عربية عديدة لا زالت تحافظ على علاقتها مع إيران وهناك عوامل تشجع استمرار علاقة حماس بطهران، ومنها اضافة الى الدعم المادي، محاولة إيجاد حلول للأزمة السورية بما يحفظ اتجاه مصالح الطرفين ومعهما حزب الله أو ما يسمي محور المقاومة او الممانعة في المنطقة.  وأكد شراب " أن حماس لا زالت تتواجد في سوريا، وأن مكاتبها لا زالت مفتوحة وهي موجودة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ولها استثمارات لا يمكن أن تستغني عنها، وستحافظ على علاقتها في سوريا حتى وإن تم تغيير شكل النظام الحالي".