خبر : بعد عشرين سنة من مصيبة تساليم: هكذا نسجت العملية لتصفية صدام حسين../ الاسم السري: كَسْيوفا./يديعوت

الأربعاء 05 سبتمبر 2012 02:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
بعد عشرين سنة من مصيبة تساليم: هكذا نسجت العملية لتصفية صدام حسين../ الاسم السري: كَسْيوفا./يديعوت



 وُضع منذ عشرين سنة بضع عشرات من الصناديق في أرشيف جهاز العمليات الخاصة التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وكلها مختومة بالشمع وتحمل ورقة تحذير تقول: "حفرة - سري للغاية". وُضعت في داخل هذه الصناديق كل المادة الاستخبارية وشتى الخطط لواحدة من عمليات الكوماندو الأشد جرأة التي خططت لها اسرائيل قط وهي العملية لاغتيال حاكم العراق صدام حسين. في هذا الاسبوع سيكشف تحقيق ملحق "سبعة ايام" عن بعض هذه الخطط السرية – وعن عمق الاختلاف في الرأي ايضا في القيادة العليا للجيش الاسرائيلي حول العملية التي انتهت الاستعدادات لها بموت خمسة مقاتلين من دورية هيئة القيادة العامة في كارثة تساليم ب. ويتحدث كبار مسؤولي هيئة القيادة العامة في تلك الفترة وفي مقدمتهم رئيس الاركان آنذاك اهود باراك ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أوري ساغي عن الواقعة المأساوية لأول مرة. يُبين التحقيق عن انه في نهاية 1991، بعد حرب الخليج الاولى، أمر رئيس هيئة الاركان اهود باراك جهاز العمليات الخاصة بتنفيذ "فحص امكان" لعملية اغتيال ("علاج سلبي" بحسب مصطلحات المجموعة الاستخبارية في تلك الفترة) لصدام حسين. وأيد رئيس الموساد آنذاك شفتاي شبيط العملية وسُمي صدام منذ ذلك الحين في وثائق شعبة الاستخبارات العسكرية "الموضوع"، وسُمي في مصطلحات الموساد "كسْيوفا". وانطلقت في طريقها عملية "حفرة". بدأ رجال الاستخبارات يحيكون سلسلة خطط تُبين كيف الوصول الى صدام الذي أقل جدا الظهور بين الجمهور. كانت احدى الافكار ان يُباع رجال صدام شيئا أو جهازا ما يكون ملغوما يبلغ الى يدي الطاغية العراقي ويقتله. ورفض المشرف على العملية، عميرام لفين، هذه الطريقة. واستمر رجال الاستخبارات في البحث. وتبين لهم ان صدام يأتي مرة كل سنة ويضع اكليل زهور على نصب الجندي المجهول في بغداد. وفكروا في شعبة الاستخبارات العسكرية في ان تُبدل قاعدة النصب قبل المراسم بزمن ما بقاعدة مشابهة لكنها ملغومة. وأُثيرت فكرة مشابهة حينما لاحظوا في شعبة الاستخبارات العسكرية انه في كل مرة يأتي فيها ضيف رفيع المستوى الى بغداد، يحرص صدام على أخذه الى شارع الرشيد ويتمهل قرب تمثال ما. وأُرسل عميل موساد لاستيضاح التفصيلات وتبين له ان الحديث عن تمثال لذكرى صديق مقرب من صدام. وقالوا في الاستخبارات انه في المرة التالية التي يأتي فيها ضيف الى بغداد فهناك احتمال عال ان يكون من الممكن ان نجد صدام قرب التمثال وأن يُنفذ الاغتيال. وكانت هناك خطة اخرى وهي تنفيذ العملية على جسر 14 تموز الذي دُمر في القصف الامريكي. وافترضوا في الاستخبارات ان يأتي صدام لافتتاح الجسر المرمم حيث يمكن اغتياله. بيد ان كل هذه الخطط رُفضت لأن معناها ان تكون عملية في داخل مدينة بغداد المزدحمة. وآنئذ جاء من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية النبأ الاستخباري الذي غير كل شيء. وقال النبأ ان خال صدام المحبوب، خير الله طلفاح، مريض جدا، وكان واضحا انه اذا مات الخال فسيُدفن في المقبرة العائلية في العوجة خارج بغداد وان حاكم العراق سيأتي الى الجنازة. وكانت احدى الخطط ان تُلغم طرق المقبرة بـ "شحنات وثابة"، وحينما تسير حاشية صدام فيها يُشغلها عميل موساد يكون موجودا قريبا منها. ورُفضت هذه الخطة ايضا لتقديرات عملياتية. وبدأت آنذاك تُصاغ خطة تبلغ بحسبها قوة من دورية هيئة القيادة العامة في سيارات تجارية تُنزل من مروحيات وتسير عدة كيلومترات على مبعدة من المقبرة. وقد تمت ملاءمة الأجزاء الخلفية من السيارات بحيث تستطيع اطلاق صواريخ موجهة من طراز "تموز" وتتقدم قوة أصغر تراقب المقبرة وحينما يظهر صدام تُطلق الصواريخ عليه. بيد أنه لم تكن سبيل للتحكم بالجدول الزمني للعملية: متى يموت الخال طلفاح ومتى تُقام الجنازة. وجدوا في الموساد حلا لهاتين المشكلتين: فقد قال مسؤول كبير في الموساد انه لا يجب انتظار موت الخال بل يمكن "مساعدته" على إنهاء حياته لأنه "يعاني كثيرا أصلا". وبعد موته يؤخر الموساد طائرة ابنة طلفاح التي كانت تسكن في سويسرا وهكذا يُمكّن الدورية من الوصول الى مكانها في الوقت. كانت البنت متزوجة من سفير العراق في سويسرا، برزان التكريتي. وكانت احدى الخطط اغتيال التكريتي على افتراض ان يحضر صدام جنازته ايضا. حُدد ان يكون التدرب الاخير أمام القيادة العليا للجيش الاسرائيلي في صبيحة الخامس من تشرين الثاني 1992. وفي خلال التدريب أُطلقت خطأ صواريخ "تموز" على مجموعة جنود من دورية هيئة القيادة العامة كانوا يمثلون حاشية صدام. وقُتل في الحادثة خمسة جنود وطويت العملية.