تصريحات قائد أركان القوات الامريكية مارتين دامبسي بانه غير معني بالمشاركة في هجوم اسرائيلي في ايران، وكذا البيان عن تقليص عدد الجنود الذين سيصلون للمشاركة في المناورة المشتركة في اسرائيل، أدت الى أزمة ثقة حادة للغاية بين مكتبي نتنياهو والبيت الابيض. في نظر رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع باراك، اجتازت الادارة الامريكية بأقوال دامبسي خط الانتقاد الشرعي ضد اسرائيل ومست بشكل كبير بالردع الاسرائيلي. الانتقاد على دامبسي هو في أنه اختار اطلاق تصريحاته على الارض الاوروبية والتأثير ليس فقط على الساحة السياسية الاوروبية بل وعلى الرأي العام أيضا. بعد أن أشار الناطق بلسان البيت الابيض جي كارني يوم الجمعة الى أن "العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل لم يسبق أن كانت أقرب" وأنه "لم يكن في الولايات المتحدة إدارة منحت اسرائيل مساعدة أكبر من إدارة اوباما"، قالت محافل سياسية في القدس "كيف يستوي هذا مع تصريحات دامبسي". في اللقاءات والمحادثات التي عقدها مسؤولون امريكيون مع نظرائهم الاسرائيليين في الاسابيع الاخيرة أوضح الامريكيون بشكل لا لبس فيه بانه اذا هاجمت اسرائيل، فالولايات المتحدة لن تنضم الى قتال ناجع ضد ايران. واشار مصدر سياسي أمس الى أنه "لا جديد في الموقف الامريكي. ما قاله دامبسي علنا، شخصيات امريكية قالته في محادثات مغلقة مع اسرائيل". وعقبت محافل سياسية رفيعة المستوى أمس على قرار البنتاغون أيضا تقليص دور الولايات المتحدة في المناورة العسكرية المشتركة مع اسرائيل. واشارت هذه المحافل الى أن تقليص الدور الامريكي يثبت أن الرسالة من واشنطن واضحة: "لن نشارك في هجوم اسرائيلي في ايران". "يدور الحديث عن رسالة واضحة لاسرائيل تقول ان الموقف الامريكي يعارض بشدة كل هجوم اسرائيلي من طرف واحد قبل الانتخابات في الولايات المتحدة"، قالت المحافل وأضافت: "فهم ليس فقط يعارضون، بل لا يريدون أن يشاركوا في مثل هذا الهجوم، بل ولا يريدون لاحد أن يعتقد بانهم سيؤيدون هجوما اسرائيليا على خلفية المناورة المشتركة". غير أن مصادر أمنية وكذا مصادر سياسية نفت هذه الادعاءات وقالت ان العلاقات الامنية بين اسرائيل والولايات المتحدة ممتازة. وعلى حد قولها فان القرار لتقليص حجم القوات الامريكية المشاركة في المناورة مع اسرائيل يرتبط بنقلها الى هدف آخر في المنطقة يشارك هو أيضا في المناورة. واشارت مصادر في الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل كانت هي التي أجلت الموعد الاصلي للمناورة، التي كان يفترض أن تجري في النصف الاول من هذا العام. والى ذلك، يصل الوزير باراك الى زيارة عمل في واشنطن في الايام الفظيعة بين رأس السنة ويوم الغفران، وسيلتقي مع كبار المسؤولين في البنتاغون في محافل الاستخبارات وفي البيت الابيض. ويصل باراك الى هناك استمرارا لمشاركته في المؤتمر السنوي الذي يعقده الرئيس الاسبق بيل كلينتون في نيويورك. وليس واضحا بعد اذا كان سيلتقي اوباما وان كان من غير المستبعد ان يحصل هذا. باراك كفيل بان ينقل رسالة عن الشروط الاسرائيلية الكفيلة بمنع هجوم اسرائيلي قبل الانتخابات، بينها خطاب شديد اللهجة من اوباما في الجمعية العمومية للامم المتحدة بعد بضعة ايام من ذلك. فنتنياهو سيلتقي اوباما فور يوم الغفران. ويرغب نتنياهو وباراك في أن يسمعا من اوباما التزاما علنيا بانه اذا لم توقف ايران برنامجها النووي حسب المطالب منها، فان الولايات المتحدة ستهاجم، ولكن ليس واضحا اذا كان اوباما سيوافق على قول هذا.