يواصل وزير الخارجية افيغدور ليبرمان حملته ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن). ويشدد في مقابلة صحيفة مع "هآرتس" بان على الحكومة ان تتخذ قرارا يوجه انذارا الى عباس يقضي بانه اذا لم يعد الى طاولة المفاوضات وواصل المضي قدما في الخطوة احادية الجانب في الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية، فستكف اسرائيل عن أن ترى فيه شريكا شرعيا في الاتصالات السياسية. وشرح ليبرمان في المقابلة بان السبب المركزي للرسالة التي بعث بها الى وزراء خارجية الرباعية ودعا فيها الى اجراء انتخابات في السلطة الفلسطينية لاستبدال عباس كان حقيقة أن السلطة الفلسطينية استأنفت الخطوة احادية الجانب في الامم المتحدة. وكان عباس توجه في السنة الماضية الى مجلس الامن في الامم المتحدة وطلب الاعتراف بفلسطين كدولة عضو كامل في المنظمة. ومع ذلك لم ينجح الفلسطينيون في نيل تسعة من أصل 15 عضوا في مجلس الامن ومنذئذ تجمد توجههم عمليا. وخلافا للسنة الماضية، يعتزم عباس الان التوجه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة لطلب الاعتراف بفلسطين في حدود 67 كدولة مراقبة ليست عضوا كاملا في الامم المتحدة. وللفلسطينيين أغلبية تلقائية في الجمعية العمومية وكل اقتراح يطرحوه سيحظى بتأييد ما لا يقل عن 130 دولة. ومع أن قرار الجمعية العمومية غير ملزم الا أنه سيسمح للفلسطينيين بان ينضموا كأعضاء في ميثاق محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ورفع الدعاوى على اسرائيل لارتكابها جرائم حرب في الضفة الغربية وقطاع غزة. "الكل يسأل لماذا الان؟ لماذا قفزت فجأة مع الرسالة؟"، يقول ليبرمان. "فعلت هذا لان ابو مازن يماطل في الوقت حتى تشرين الثاني مع اقتراحه في الامم المتحدة. وهو سيصل الى الامم المتحدة في ايلول ويلقي خطابا حادا ضد اسرائيل، ولكنه سيتوجه الى التصويت في تشرين الثاني – بعد الانتخابات في الامم المتحدة. فهو لا يرغب في احراج الامريكيين قبل الانتخابات او تحطيم الاواني مع اوباما".في نهاية الاسبوع بعثت السلطة الفلسطينية برسالة شكوى حادة على اسرائيل. وقد ارسلت الرسالة الى مكتب رئيس الوزراء، وكانت في لهجة حادة للغاية. وتطلب السلطة الفلسطينية في الرسالة من حكومة اسرائيل أن توضح بشكل لا لبس فيه اذا كانت تصريحات ليبرمان تمثلها. ويدعي ليبرمان بانه في السنوات الثلاثة الاخيرة لم تبادر اسرائيل الى اي خطوة في الموضوع الفلسطيني، ولكنها فقط كانت ترد على خطوات الفلسطينيين، الامريكيين او الاوروبيين. "سياستنا كانت الحفاظ على الهدوء بكل ثمن". يقول ليبرمان، "هذا لن يكون الى الابد وفي النهاية سينفجر". واضاف وزير الخارجية بانه في الزمن الباقي حتى تشرين الثاني، يتعين على اسرائيل أن تبادر الى خطوات مختلفة لاحباط توجه عباس الى الامم المتحدة. ويقترح ليبرمان ان تتبنى اسرائيل في قرار حكومي سياسة جديدة تجاه الفلسطينيين. "على الحكومة أن تتخذ قرارا يوضح لابو مازن – اذا لم تعد الى طاولة المفاوضات وواصلت خطوتك في الامم المتحدة، فانت من ناحيتنا لم تعد شريكا ونحن لن نتحدث معك". ويعتقد ليبرمان بانه ينبغي الشروع في حملة نزع شرعية ضد رئيس السلطة الفلسطينية. "محظور الجلوس والانتظار حتى تشرين الثاني وعندها فقط نطفىء الحريق مثلما نفعل نحن دوما"، قال ليبرمان. "ابو مازن يمارس ضدنا ارهابا سياسيا وحملة نزع شرعية عن اسرائيل من خلال تشجيع المقاطعات، الدعاوى في الخارج والتحريض. يجب أن نفعل ذات الشيء له – حتى 7 تشرين الثاني (بعد يوم من الانتخابات للرئاسة الامريكية، ب.ر) يجب جعل ابو مازن غير شرعي في نظر العالم".ويشرح وزير الخارجية بان دعوته لاجراء انتخابات في السلطة لتغيير ابو مازن لم تأتِ للتدخل في السياسة الفلسطينية الداخلية بل للايضاح للعالم بان رئيس السلطة بقي في الحكم رغم أن موعد ولايته انتهى منذ زمن بعيد وليس له اي شرعية جماهيرية. "رأينا بان الرهان على الدكتاتوريين في الشرق الاوسط لم يجدِ احدا. ابو مازن هو الاخر سيطيروه في نهاية الامر"، يشدد ليبرمان.في إطار محاولة صد توجه عباس الى الامم المتحدة يشدد وزير الخارجية على وجوب ممارسة ضغط شديد على رئيس السلطة وفرض عقوبات سياسية واقتصادية عليه. "لدينا ما يكفي من الروافع كي يشعر بانه ليس مجديا له أن يفعل ذلك"، قال ليبرمان. "يجب لمرة واحدة العمل وليس فقط التهديد". كما رد ليبرمان في المقابلة على الانتقاد الحاد الذي وجهه له الاسبوع الماضي وزير الدفاع ايهود باراك ضد الرسالة التي بعث بها الى وزراء الرباعية فقال ليبرمان أمس: "قلبي مع ايهود باراك. فهو بالاجمال مسكين بما يكفي. فهو يكافح في سبيل اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات ويبحث عن أجندة. واذا كنت وفرت له أجندة، فاني أرى نفسي كمن قام بأداء فريضة. مبروك عليه". اما ايهود باراك فقال أمس معقبا بان "السياسة التي يقترحها وزير الخارجية ليبرمان مغلوطة بشكل عميق وتمس بمصلحة اسرائيل".