غزة / سما / رغم محاولة ماجد شعث (40 عاماً) إنكار انتمائه أو تأييده على الأقل لحركة "حماس"، عبر إطلاق اسم إسماعيل هنية على مولوده الأخير، إلا أن مجرد سماع هذا الاسم يوحي بالانتماء السياسي لعائلته، التي تشعر "بالفخار والاعتزاز بهذا الاسم، أملاً في أن يكبر الصغير ويسير على نفس الطريق". وكان إطلاق هذا الاسم بالنسبة الى شعث بمثابة النذر، تيمناً بالقيادي البارز في حركة "حماس" وما يعتبره رئيس الحكومة الشرعية في فلسطين إسماعيل هنية، عل ابنه يكون في"خلق هنية وتدينه وحنكته السياسية وحب الناس له، وتواضعه وصفاته الطيبة الكثيرة". وأكد أنه يشعر باعتزاز كبير لأن أحد أبنائه يحمل هذا الاسم، ويزداد فخراً عندما يناديه بأبي العبد رغم أنه لم يتجاوز شهره الخامس، نافياً إطلاقه هذا الاسم بحثاً عن دعم مالي أو مساعدة من حركة "حماس"، إذ أن ذلك يعبر فقط عن حبه لهنية وإعجابه بشخصية القيادية وقدرته على الصمود رغم كل ما حدث على حد قوله. وقال شعث ـ: "كثيرون معجبون بهنية وأنا واحد منهم، فلماذا لا يحمل ابني نفس الاسم". وأضاف الأب مازحاً: "أنظر لإسماعيل هنية الصغير واراه دائماً مبتسماً ويضحك مثل هنية الكبير". ولم يعد غريباً في قطاع غزة أن تطلق أسماء الزعماء والقادة السياسيين على المواليد، ليس تيمناً بهم فحسب، ولكن كتعبير واضح عن حالة الانقسام السياسي بين الفلسطينيين، التي وصلت إلى حدودها القصوى وزادت من الانقسام الرأسي في المجتمع في كل شيء تقريباً، في صورة تجاوزت السياسية إلى أبسط العلاقات الاجتماعية والأسرية. وليس بعيداً، في مدينة خان يونس ذاتها، أطلق عدنان بربخ (48 عاماً) اسم محمود عباس على أحد أبنائه قبل 4 سنوات، في تعبير واضح عن انتمائه لحركة "فتح" وحبه للرئيس الفلسطيني، "إذ أنه الرجل الصابر على المكائد الداخلية والخارجية، والصامد في وجه الاحتلال"، حسب وصفه. ونفى أن يكون قد تلقى أي مساعدة مالية من الرئيس عباس، أو أنه يسعي لمنصب ما، خصوصاً وأنه يعمل في قوات الأمن الوطني التابعة للسلطة الفلسطينية، معتبراً أن حمل ابنه لهذاالاسم "شرف لكل فلسطيني يحترم رئيسه ولا يمكن أن يشكل مجرد الاسم إزعاجاً لأحد". وقال في حديثه : "واجهت بعض الصعوبات في بداية الأمر عندما رغبت في تسجيل هذا الاسم في المستشفى، لكن لم يعترضني أحد أو يمنعني من ذلك". أضاف: "هذه حرية شخصية، فكما هنا من يسمي هنية، أنا أفتخر باسم محمود عباس". ولا تقتصر الأسماء على القادة الفلسطينيين، إذ أطلق المواطن الفلسطيني أحمد الديري (28 عاماً) الذي يسكن مدينة غزة، اسم محمد مرسي على مولوده الذي تصادفت ولادته مع إعلان نتائج الانتخابات المصرية التي فاز فيها مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي. وقال : "أسميت ابني محمد مرسي تيمناً بالرئيس المصري الجديد، وتعبيراً عن الفرحة بفوزه كمرشح إسلامي". وأضاف: "الجميع رحب بهذاالاسم، والعائلة أثنت على ذلك ووزعت الحلوى". وتكررإطلاق أسماء إسماعيل هنية وأحمد ياسين ومحمود عباس أكثر من مرة في الأراضي الفلسطينية. "صحيفة القدس "