خبر : ليست المرأة وحدها سببا ..الرجل المتقدم في السن قد يسبب لمولوده التوحد أو الفصام والتشوه

الخميس 23 أغسطس 2012 01:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
ليست المرأة وحدها سببا ..الرجل المتقدم في السن قد يسبب لمولوده التوحد أو الفصام والتشوه



لندن / وكالات / يبدو أن المرأة ليست الوحيدة التي يتوجب عليها التنبه من الانجاب في سن متقدمة... فالرجل المتقدم في السن قد يسبب لأولاده أيضا مشاكل خطرة كاضطرابات التوحد والفصام والتشوهات الخلقية.فقد أظهرت دراسة نشرت الأربعاء في مجلة "نايتشر" البريطانية العلمية أنه كلما كان الرجل متقدما في السن, ازداد احتمال أن يشهد المجين الذي ينقله إلى أولاده تحولات تلقائية يعتقد أن بعضها مسؤول عن اضطرابات التوحد والفصام.والتحولات التلقائية هي تحولات تظهر لدى فرد لا يعاني أي من والديه تحولا في جيناته, وتطرأ أثناء تكون الأمشاج (الخلايا التناسلية) أو حياتها لدى أحد الوالدين, وخصوصا الأب.وليست هذه التحولات مضرة بحد ذاتها لأنها تشكل أحد المصادر الرئيسية للتنوع الجيني, لكنها قد تولد أمراضا مختلفة أو تشوهات خلقية.لكن الدراسة الايسلندية التي ارتكزت على تحليل المجين الكامل الخاص ب78 طفلا مصابا باضطرابات التوحد أو بالفصام وبذويهم حددت الحلقة الناقصة. "فهي تربط كل الوقائع المعروفة حتى اليوم وتقيمها بطريقة موثوقة", على حد قول ستانيسلاس ليونيت وهو بروفسور في علم الوراثة في جامعة باريس-ديكارت.يحتوي مجين المولود الجديد على 60 تحولا تلقائيا كمعدل عام, "تنقل" الأم 15 تحولا منها فيما ينقل الأب الباقي بحسب عمره. فالرجل العشريني ينقل 25 تحولا فيما ينقل الرجل الأربعيني 65 تحولا.وقال ستيفانسون "لقد تفاجأنا عندما اكتشفنا أن سن الأب بالغ الأهمية", إذ إن 79.1% من التحولات التلقائية الجديدة الناجمة عن السن تعزى إلى الأب.يشار إلى أن اضطرابات التوحد التي تترجم بتفاعل اجتماعي غير طبيعي وبسلوك متكرر تشهد ارتفاعاملحوظا في معظم البلدان المتطورة. وفي فرنسا, يعاني نحو 600 ألف شخص من التوحد, بحسب الأرقام التي نشرتها في تموز/يوليو الوزيرة المفوضة ماري أرليت كارلوتي المعنية بشؤون المعوقين.وبالاضافة إلى التوحد والفصام, يعتقد العلماء أن سن الاب تساهم في ظهور بعض التشوهات العظمية والقلبية والكلوية, بحسب البروفسور ليونيت.وقد تراجعت سن الأب عند الانجاب في القرن العشرين لتصل إلى أدنى مستوى لها في إيسلندا وفي بلدان أوروبية أخرى في السبعينات, ثم ارتفعت من جديد مؤدية إلى ازدياد ملحوظ في عدد التحولات التلقائية لدى الأطفال.ولا تؤثر سن الأم في التحولات التلقائية لأن البويضات تكون موجودة في المبيضين منذ الولادة, خلافا للحيوانات المنوية التي تبدأ بالتشكل عند البلوغ.لكن سن الأم تلعب دورا في ظهور التشوهات الصبغية, مثل التثلث الصبغي, خصوصا التثلت الصبغي 21, التي تطرأ عادة من جراء سوء توزع الصبغيات أثناء الانشطار الخلوي الأول.وختم البروفسور ليونيت قائلا "خلافا للمعتقدات السائدة, فإن السن المتقدمة عند الانجاب لا تترافق مع مخاطر أقل لدى الرجل منها لدى المرأة".