رام الله / سما / أفرد رئيس الوزراء سلام فياض حديثه الإذاعي لهذا الأسبوع حول ’اليوم العالمي للعمل الإنساني’، الذي أحيت شعوب العالم ومعها شعبنا الفلسطيني فعالياته قبل أيام.وشدد رئيس الوزراء على أن هذه المناسبة تأتي ’لتحيي في ذاكرة شعبنا قصص المعاناة والبطولة، وتضحيات وأعمال ومبادرات الكثيرين ممن ساهموا في التخفيف من هذه المعاناة وزيادة الوعي بحقوق شعبنا الوطنية’.وأكد أن الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني أفرادا ومؤسسات حملوا، ومعهم مجموعات متزايدة من المتضامنين الأجانب، راية العمل الإنساني من خلال تقديم جملة من الخدمات والبرامج الاجتماعية والإنسانية والصحية الوقائية منها والعلاجية، وكذلك التدخلات والمبادرات المجتمعية لمواجهة المأساة والمعاناة المتفاقمة التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتواصلة ضد شعبنا وأرضه وحقوقه الوطنية. وأشار إلى أن التصدي لمهام ومسؤوليات العمل الإنساني في فلسطين تحول عبر سنوات نضال شعبنا إلى حالة جماهيرية وشعبية واسعة.وشدد على أن ’المئات من أبطال الطواقم الطبية والمتطوعين والمسعفين وفرق الدفاع المدني سطروا في ربوع الوطن قصصا هامة في العمل الإنساني لنجدة أبناء شعبنا وتقديم المساعدة لهم وإنقاذ حياتهم، متحدين المخاطر وكافة العراقيل والمعيقات الإسرائيلية، بما يشمل منع وإعاقة سيارات وفرق الإسعاف الفلسطينية في كثير من الأحيان من أداء مهامها والوصول إلى الجرحى والمرضى، خاصة لدى اجتياح قوات الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وفي بعض الأحيان، تعرضت سيارات الإسعاف نفسها للاعتداء، الأمر الذي أدى إلى استشهاد عدد من أفراد الطواقم الطبية، والذين ستبقى تضحياتهم وأعمالهم وذكراهم خالدة في وجدان شعبنا وضميره الجمعي’.واستذكر فياض خلال حديثه ’تضحيات العديد من شهداء الأسرة الصحفية الفلسطينية الذين قضوا وهم يسعون للحقيقة ونقل معاناة شعبنا وتضحياته ورسالته وتوقه للحرية والخلاص من الاحتلال إلى العالم. وتوقف أمام ذكرى الصحفي الإيطالي ’رفائيلي تشيريلو’ الذي قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامه بواجبه الصحفي في تغطية الاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة رام الله قبل نحو عشرة أعوام، والمصور الصحفي البريطاني ’جيمس ميللر’ الذي قضى خلال تصويره فيلما يوثق تأثير العنف الإسرائيلي على أطفال فلسطين.واستعرض فياض تضحيات المتضامين الأجانب وفي مقدمتهم المتضامنة الأميركية راتشيل كوري والمتضامن الأممي الراحل فيتوريو أريغوني، وقال:’ لا بد أن نستذكر ونحن نحيي فعاليات اليوم العالمي للعمل الإنساني، تضحيات المتضامين الأجانب ونشطاء السلام الذين وقفوا إلى جانب شعبنا وحقه في الحياة، وفي مقدمتهم المتضامنة الأميركية راتشيل كوري التي تصدت بجسدها لجرافة إسرائيلية في محاولة منها لإبقاء الابتسامة على شفاه أطفال رفح والدفاع عن حقهم في البقاء في بيوتهم، والمتضامن الأممي الراحل فيتوريو أريغوني الذي قتل على يد مجموعة إرهابية متطرفة، بعد أن قرر العيش مع أبناء قطاع غزة ونقل معاناتهم الإنسانية للعالم، وغيرهم من المتضامنين’.ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته من أجل إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.