ترفض مصر التعاطي رسميا مع ما جاء أمس في "معاريف" بان اسرائيل تطالبها بسحب الدبابات التي أدخلتها الى سيناء دون إذن، ولكن محافل مصرية تعترف بانه وجه طلب كهذا وتعد، باستثناء بعض التعديلات، بالعودة الى الانتشار السابق. ونفى الناطق بلسان الرئيس محمد مرسي، ياسر علي، أن يكون المكتب قد تلقى أي شكاوى من اسرائيل واضاف: "الامن في سيناء يقف على رأس جدول أولويات مصر ولا يمكن لاي شيء أن يهز هذا". كما أشار الى أن تكثيف الانتشار العسكري في سيناء ضروري، ولكن عندما سئل اذا كان معنى الامر أن تبعث مصر بمزيد من القوات حتى دون إذن اسرائيل، رفض الاجابة. اضافة الى ذلك، قال مصدر عسكري مصري لوكالة "رويترز" للانباء انه لا توجد أي مشكلة مع دخول مزيد منا لقوات، وأن هذا تم وفقا للاذن الذي أعطته اسرائيل لمصر قبل سنة، في أعقاب الهجوم الارهابي الذي وقع على الحدود قبل سنة وأسفر عن موت ثمانية اسرائيليين. واضاف: "نحن غير ملزمين برفع تقرير يومي للاسرائيليين عن نشاطنا كون هذا يتعلق بمسألة أمننا القومي". ومن الجهة الاخرى، أكد مصدر استخباري مصري في حديث مع وكالة أيه.بي للانباء بان مسألة ادخال القوات بحثت في أثناء لقاء مع نظرائه من اسرائيل وثار احتجاج على ذلك. واضاف: "جلسنا معا وقالوا انهم قلقون من التواجد المصري في سيناء". وحسب الملحق العسكري لمعاهدة السلام، فان سيناء تنقسم الى ثلاثة مقاطع طولية: في القاطع القريب من اسرائيل يحق لمصر أن تدخل فقط شرطة مع سلاح خفيف، أما الى القاطع الابعد فيمكنها أن تدفع بعدد محدود من الدبابات. ي السنة الماضية، في ضوء تعاظم تهديد الارهاب في أعقاب قتل ثمانية اسرائيليين على الحدود، إذن اسرائيل بالفعل لمصر بادخال قوات اضافية للسقف المسموح به. في الاسابيع الاخيرة، في أعقاب هجوم المخربين الذي اسفر عن مقتل 16 جنديا مصريا، كثفت مصر انتشارها العسكري في شبه الجزيرة. ولكن اضافة الى القوات والى مروحيات الاباتشي التي سمحت اسرائيل بها بالدخول، دفع المصريون – دون إذن مسبق – بدبابات من طراز ام 60، ليس ليها استخدام في مهام تطهير أعشاش الارهاب. كما أنهم أعلنوا بانهم سيدخلون مزيدا من الدبابات، الصواريخ الثقيلة والطائرات القتالية. ويصر المصريون من جهتهم كل الوقت على أن تكثيف الانتشار جاء بموافقة اسرائيل والامريكيين، وان التقارير في الصحف الاسرائيلية عن انتهاكات مصرية هي جزء من حملة دعائية ترمي الى ردع الرئيس مرسي. "حقيقة أننا لا نبلغ عن الاتصالات (بين مصر والاسرائيليين) في وسائل الاعلام لا تعني أنها لا تجري"، قال مصدر في الجيش المصري لصحيفة "الاهرام" المصرية. "عمليا، تتضمن الاتصالات ليس فقط نقل المعلومات بل وايضا محاولات التنسيق" . واضاف بان اللقاءات بين الطرفين تتم على أساس يومي و "احيانا تضم أيضا محافل على أعلى المستويات، بما في ذلك وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي". وإدعى المصدر أيضا بانه في نهاية الحملة ستنسحب القوات من سيناء وفقا لاتفاق السلام، ولكنه اضاف بان مصر سترفع مستوى انتشارها الاستخباري في المنطقة. كما انه لم يستبعد بان يؤدي تثبيت الحقائق على الارض الى فتح معاهدة السلام وتعديلها.